وقف محمود عبد الرحمن في شارع منطقة زرب السكنية بوسط محافظة السويس يتذكر في العيد صديقه الشهيد محمد شعبان بشير الذي دفع حياته من أجل حرية بلاده، حيث كان وقود ثورتها مثله مثل شهداء السويس الذين أشعلوا شرارة الثورة المصرية في 25 يناير. محمود أعاد بذاكرته كيف كان يقضي الشهيد محمد شعبان بشير الشهير ب"مكوة" أيام العيد بعد أن يقوم بتوصيل الملابس للزبائن التي انتهي مكوجي منطقة زرب من تجهيزها لسكان الشارع من أجل أن يرتدوها في العيد ووهو المكان الذي يعمل به ويذاكر داخله "مكوة" دروسه في أثناء دراسته وأيضا ينام ويقضي أيامه داخله. ويذهب بخطا ثابتة محمود قبل صلاة العيد ليقف أمام أحد الحوائط المكتوب عليها اسم مكوة المنتشرة في كل مكان في الشارع وعلى واجهات المحلات، ويسأل محمود زملاءه: هل كان مكوة يعلم أن نجاح الثورة بعد استشهاده هو وزملاؤه سيصل لمستوى أن تتصارع القوى السياسية فيما بينها فقط على ساحات العيد مثلما يحدث في محافظة السويس من أنقسام بين السياسيين والثوار والجماعات الدينية التي تتصارع لجذب الأنظار بعد استشهاد الأبطال. وقف محمود يتذكر أحلام مكوة البسيطة، الذي كان يتمنى قبل استشهاده ومن أجلها نزل إلى الشارع في المظاهرات وهي أن ينتشر العدل في البلاد يمنحه التعليم بشكل مكرم وأن يحصل بعد تعليمه على وظيفة تمنحه القدرة على الحصول على وحدة سكنية ينام داخلها هو وشقيقه المعاق بديله عن النوم داخل محل المكوجي وأن تتغير السويس المحرومة من العديد من الخدمات إلى مكان أفضل نظيف. وبوصول محمود إلى ميدان الأربعين لأداء الصلاة قرر أن يكون دعاة في ليلة العيد الترحم علي صديقه "مكوة" وعلى كل الشهداء الذين ذهبوا إلى الجنة وتركوا وراءهم من يتصارعون على ساحات صلاة العيد ويقيمون داخلها بتوزيع الدعاية استعدادا للانتخابات متناسين أحلام الحرية والتعليم وأمنية شعب السويس الذي قدم أوائل الشهداء من أجل حرية بلاده. وقال صديق آخر ل"مكوة" هو عماد محمد صديق والشاهد على واقعة استشهادة إننا جميعا لن ننسى مكوة هذا الصديق الطيب الذي لم تكن له أحلام في حياته سوى منزل ليكن فيه هو وشقيقه والذي عانى طوال حياته وبالرغم من ذلك فتجده محبا للحياة والإنترنت، ولهذا كتبنا وسنظل نكتب لن ننساك يا مكوة والتي جاءت واقعة استشهاده بعد وجودنا في مظاهرة الغضب بعد صلاة الجمعة ومع قيامنا بالانتقال إلى السويس وأحد الشوارع الجانبية فوجئنا برصاصات سفاح الشهداء إبراهيم فرج وضباط وعساكر وزارة الداخلية العشوائية تضرب في كل مكان بدون تحديد وعندما التفت لأتحدث إلى مكوة فوجئت بالدخان يخرج من بطنه، فقد أصابته رصاصة الغدر من الظهر لتخرج من بطنه ليستشهد أطيب فتي في السويس.