يبدو أن مصر لم يعد فيها قضية تستحق الدراسة والتحرى، سوى معرفة البطل الحقيقى فى موقعة إنزال العلم الإسرائيلى، وقام برفع العلم المصرى فوقها، بعد إنزال الإسرائيل. وفى الوقت الذى ظهر فيه شخص ثان يدّعي أنه من أنزله، أكد أحمد الشحات بالدليل أنه هو الذى أنزل العلم. بعدما كان الرأى العام المصرى والعالمى قد استقر وعرف أن من قام بهذا العمل البطولى هو أحمد الشحات، ظهر فجأة شخص آخر يسمى مصطفى كامل، وقال "أنا البطل الحقيقى" ليرد عليه أحمد الشحات بنفس العبارة، مؤكداً أن ما يقال عكس ذلك، مجرد حماقات ومهاترات، ومن هنا بدأت المناورة بينهما. وسط هذا التخبط الذى لم يعرف أحد من المسئول عنه، ومن هو البطل الحقيقى ل"موقعة العلم"، استضافت "بوابة الأهرام" أحمد الشحات لمواجهته بما قيل، فى محاولة لوضع النقاط على الحروف، تمهيداً لإغلاق هذا الملف الذى - ربما - لا يستحق كل هذه الضجة الإعلامية حوله. لكن عندما نتحدث عن هوية البطل الحقيقى، لابد من ذكر موقف اعتبره البعض سلبياً، وهو قيام الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بمقابلة "الشحات" تقديراً لموقفه البطولى، وذلك بعد ساعات من قرار محافظ الشرقية بتخصيص شقة ووظيفة لهذا البطل، مما كان له أثر سلبي فى نفوس شخصيات أخرى، قالت إنها هى التى تستحق كل هذا التقدير، مما أشعل الموقف بين أحمد الشحات، ومصطفى كامل، لأنه لو كان الموقف مر مرور الكرام، دون تكريم، أو شو إعلامى، لما تنافس أحد على لقب "البطولة". سألنا الشحات: أنت متهم بأنك خدعت المواطنين بتزييفك للحقائق وإدعائك بأنك الذى أنزلت العلم من على السفارة الإسرائيلية، وهناك بطل آخر يسمى مصطفى كامل؟ فأجاب قائلاً: أنا أول مرة أسمع الكلام ده.. لكن أنا عرفت إن هناك شخصا يدعى مصطفى كامل، قال إنه البطل، وفى الحقيقة أنا لا تخصنى هذه الحماقات والتفاهات، أنا طلعت العمارة، ولا غيرى هو اللى طلع، مش مهم لأن "اللى طلع طلع"، بس المهم اللى عايزينه هو اللى حصل. عاودناه بسؤال آخر: لكن هذا الكلام تردد من أشخاص كانوا يقفون أمام السفارة؟ لكنه رد قائلاً: هذا الكلام قرأته على موقع تويتر، ومن يدعى البطولة يسعى وراء الشهرة وتسليط الإعلام عليه، فهو قال إنه صعد أعلى العمارة وأنزل العلم الإسرائيلى، لكن لو محتاجين إنى أثبت كلامى.. اسألوا "الست اللى طلعت عندها وسألتنى عن اسمى قلتلها أنا أحمد الشحات". أضاف الشحات: أقول لمن يروج هذه الشائعات، اتقوا الله، وانظروا لمصلحة البلد، بدلاً من المصلحة الشخصية، فنحن نريد أن تعود مصر لسابق عهدها، أنا لا أنتمى لأى أحزاب سياسية "علشان أنا راجل صنايعى". وأشار إلى أن هناك تلميحات من قبل البعض (لم يسمهم أو يحدد هويتهم) يدعونه للمشاركة فى الأحزاب السياسة والحركة الشبابية، لكنه برر ذلك، بالهوجة الإعلامية التى تدور حوله حالياً، وقال: "لما الهوجة دى تخلص هرجع لشغلى تانى، لأنى عايز أرجع لحياتى الطبيعية، بعدما تغيرت بسبب موضوع العلم، فالناس كلها بقت تعرفنى، وبتتصور معايا فى الشارع، بس أنا عارف إنها هوجة وهتعدى". طلبنا منه توجيه رسالة إلى الشباب الثائر حالياً، فرد: أنا عايز أقولهم، اهدوا شوية، مش عايزين نحارب، لأن الحرب مش سهلة، ومش كله شوية تقولوا حرب، احنا محتاجين ديقراطية وسلام، يعم مصر لأن الحرب بيموت فيها ناس، وتخلى الدولة تتأخر، مش تتقدم، وهذا هو رأيى، وأنا غير مسئول إطلاقاً عن أى كلمة تنسب لى، بخصوص المطالبة بدخول مصر حرب مع إسرائيل، أو حرق عمارة السفارة الإسرائيلية". سألناه: هل تعرضت لأى مضايقات من أى جهة؟ فأجاب: نعم.. فيه تهديدات، وناس عايزة تقابلنى، ومش عايزين يقولوا اسمهم إيه، وجالى تهديد واضح وصريح فى 3 رسايل موبايل من رقم 018، تقول بالحرف الواحد: "هنقتلك ياشحات.. واوعى تفكر إننا هنسكت". وأنا مش عارف مصدرها مين، بس أنا مش بخاف، لأنى عارف إن اللى هيحمينى هو الشعب المصرى بعد ربنا سبحانه وتعالى". وحول عدم اتخاذه الإجراء القانونى ضد من يقوم بتهديده، بأن يحرر محضراً فى الشرطة بهذه الرسائل؟ قال: لأننى لا أخاف من أحد".. ثم صمت عن الكلام قليلا واستكمل كلامه بقوله: لو ينفع أعمل بلاغ هطلع دى الوقت أقدم بلاغ، بس أنا شاكك إن يكون اللى بيهددنى ويبعتلى رسائل مجهولة، حد يكون تبع الموساد الإسرائيلى، وموجود فى مصر، وكل ما اتصل عليه، يكون غير متاح. أضاف الشحات: أنا مغامر بطبيعتى، لكن المغامرة لها ثمن، و"على رأى المثل، يفوز باللذات كل مغامر".. فأنا شعرت باللذة عندما نزعت علم إسرائيل، وكانت اللذة الحقيقة، سعادت الناس من حولى، مؤكداً أنه عندما ذهب إلى مقر السفارة الإسرائيلية، كان أول مرة فى حياته يرى العلم الإسرائيلى فى الحقيقة، وقال: بعدما استفزتنى "رفرفة" العلم على السفارة، قلت لازم أنزله، والحمد لله نجحت فى مهمتى.