يترقب المستثمرون المصريون تصريحات وزير الإسكان السعودى ماجد الحقيل، الذى أكد فيها حاجة المملكة لجذب شركات بناء أجنبية لبناء المشروعات السكنية الضخمة للمملكة، بسبب القدرة المحدودة للمقاولين المحليين، على إدارة حجم المشاريع التى تسعى إليها البلاد. وتجرى وزارة الإسكان السعودية حاليًا محادثات مع شركات تركية ومصرية وصينية وخليجية لبدء العمل فى مشروعات الوزارة، وسط نشاط كبير من الجانب التركى الذى يسعى لاقتناص جزء كبير من كعكة تلك الاستثمارات، حيث قال المدير العام لشركة العقارات التركية مراد كوروم إن السعودية بحاجة إلى 300 مليون متر مربع من البناء، بما يعادل 240 مليار دولار. وقال هشام شكرى، رئيس مجموعة رؤية للاستثمار العقارى، إن الاتفاقيات التى تم توقيعها بين مصر والسعودية فى مجال العقارات لم يتم التركيز عليها بالشكل المطلوب، أو إعلانها فى الإعلام لتعظيم استفادة الشركات الصغيرة والمتوسطة ومنها، وإمكانية استفادتهم منها. وأضاف، ل»الأهرام الاقتصادى»، أن تلك الاتفاقيات يجب أن يتم إعلان جمعيات المستثمرين بها حتى يمكنهم الدخول فيها باعتبارها مصدرا لتعزيز العملة الصعبة، موضحًا أن الشركات المتوسطة والصغيرة يمكنها الاندماج معًا وتأسيس كيانات قوية قادرة للدخول فى تلك الاستثمارات الضخمة. وأوضح أن المشروعات العملاقة التى تشهدها مصر حاليا لا تمنع من الدخول فى استثمارات أكبر فى الخارج، وأن الاستثمار فى الخارج يحتاج كيانات ضخمة لتعلقه بنقل عمالة كبيرة وتسكينها وحل المشكلات التى تواجهها والتنسيق مع الجانب السعودى، فى الاشتراطات وشروط البناء والقواعد وغيرها، مشددًا على أن تصريحات وزير الإسكان السعودى هى فرصة لتعزيز عوائد مصر من خلال العملة الصعبة. وقال وزير الإسكان السعودى ماجد الحقيل، فى تصريحات صحفية لإحدى الوكالات الإخبارية، إن وزارة الإسكان تسعى إلى تحسين إنتاجية المطورين المحليين، كما تحاول جذب المطورين الدوليين وتجميع عدد من الاستشاريين وشركات البناء، لبعض المشاريع، كما تسعى الوزارة على المدى البعيد لأن تكون بمثابة منظم ومحفز لتحقيق التوازن بين العرض والطلب دون القيام بعمليات تطوير مباشرة. وعبر عن ضرورة جذب شركات بناء أجنبية ضخمة بسبب القدرة المحدودة للمقاولين المحليين، على إدارة حجم المشاريع التى تسعى إليها البلاد، وتُجرى حاليًا محادثات مع شركات تركية ومصرية وصينية وأخرى خليجية. وقال إن هناك بنوكًا استثمارية عالمية تبحث عن فرص لمزاولة الأنشطة العقارية لدينا، كما عرض عدد من البنوك الاستثمارية على الوزارة رغبتها فى إصدار سندات إسلامية وتدعيم محفظة صندوق التنمية العقارى، مضيفًا أن صندوق التنمية العقارية لديه 190 مليار ريال، وأكثر من 150 مليار ريال مستحقات. وأضاف أنه يعتقد أنه فى غضون 7 إلى 8 سنوات، ينبغى أن تكون المملكة قد حققت إنجازًا جيدًا فى مواجهة الطلب على المساكن، كما أن الهدف هو تقليل المخاطر للمطور وخفض تكلفة المنازل للمشترين. وأكد المهندس حسين صبور، رئيس شركة الأهلى للتنمية العقارية، أنه وقع اتفاقية مع الجانب السعودى للدخول فى بناء مساكن للمواطنين الفقراء فى جميع المدن السعودية جنبا إلى جنب مع 4 شركات مصرية أخرى، حيث ستتولى الشركات البناء وبيعها مباشرة دون أى تتدخل من الحكومة السعودية، قال داكر عبد اللاه، عضو اتحاد المقاولين، إن شركات الاستثمار العقارى المصرية، التى تسند الأعمال إليها من الباطن هى التى يمكنها الدخول فى تلك المشروعات، أما المقاولون فلن يكون لهم نصيب فى ظل حجم الأعمال الداخلية المسندة فى السوق المحلية. وشدد على صعوبة دخول المقاولين المصريين الصغار فى اندماجات وعدم وجود لوائح لتنظيم ذلك، بجانب نقص التمويل الذى يواجههم فى أى مشروع يدخلونه على عكس الشركات الصينية والتركية التى تقف وراءها بنوك تمولها وتوفر احتياجاتها. وقال إن من ضمن الشركات المرشحة للدخول فى تلك الاستثمارات هى «المقاولون العرب» و»أوراسكوم» باعتبار أن لديهما القدرة على العمل فى أى دولة أجنبية، مشيرا إلى أن عدد شركات المقاولات المصرية فى السوق تبلغ نحو 100 شركة.