دعا الأمين العام للجامعه العربية أحمد أبو الغيط اليوم الي أهمية اعطاء أولوية لمشكلات الشباب العربي ، وقال أمام اجتماع وزراء الشباب اليوم الذي يعقد برئاسة وزير الشباب المصري خالد عبد العزيز أنه " لا يُمكن أن يتقدم مجتمع من المجتمعات أو تنهض أمة من الأمم من دون حدٍ أدنى من العلاقة الصحية بين الأجيال المختلفة .، لافتا الي أن "هذه العلاقة وحدها هي التي تضمن أن يُزاوج المتجمع بين ما لدى الشباب من روح جديدة وأفكار إبداعية من ناحية، وما يحمله الجيل الأكبر من خبرة متراكمة وإن هذه المزاوجة هي ما تنتج التوازن الضروري لارتقاء المجتمعات بصورة مطردة"،وقال " أننا أمام ظاهرة عالمية طاغية تتمثل في اتساع الفجوة وتعاظم الهوة بين الأجيال المختلفة داخل البلد الواحد ،وهي ظاهرة تشترك فيها المجتمعات المتقدمة والنامية بدرجات متفاوتة".. وأضاف الأمين العام للجامعه قوله : إن الكثير من المجتمعات المتقدمة يشكو من ارتفاع معدلات الإعالة في ظل اتجاه هياكلها السكانية إلى الشيخوخة وضعف مستويات الإنجاب.. وهو ما يخلق أعباء أكبر على الشباب ويضعهم في ما يشبه المواجهة مع الجيل الأكبر من المسنين الذي يعيشون على الضمان الاجتماعي والمعاشات.. ولا شك أن هذه الأوضاع الاقتصادية سوف تفرز نوعاً من التناقض بين الأجيال، ربما ينعكس في صورة توترات اجتماعية وسياسية.. ومن حسن الطالع أن المنطقة العربية لا تُعاني من هذه المشكلة، ذلك أن هياكلها السكانية وأوضاعها الديموغرافية تعكس اتساع قاعدة الشباب بصورة واضحة.. إن ثلثي سكان العالم العربي تقل أعمارهم عن ثلاثين عاماً.. وهو ما يجعل مجتمعاتنا الأكثر شباباً على مستوى العالم... ومن من شك في أن هذا الهرم السكاني النابض بالشباب والحيوية يولد فرصاً بلا حدود، ويطرح أمام بلادنا إمكانيات كبيرة يتعين استغلالها وتوظيفها خلال السنوات الحالية، وقبل أن تُغلق هذه "النافذة الديموغرافية" النادرة.. إن هناك أكثر من 100 مليون شاب عربي تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، وهو سن التعليم والعمل والانتاج والإسهام في المجتمع.. إن هؤلاء هم رهاننا الحقيقي، وفرصتنا الكبرى للحاق بالمستقبل. وأرجع أبو الغيط "موجة الاضطراب العاتية التي ضربت الكثير من بلادنا العربية منذ 2011 تعبر، في جانب منها على الأقل، عن حالة من الاغتراب غير المسبوق بين جيل الشباب"، وقال أنها "تعكس وضعاً هو أقرب إلى الحرب بين الأجيال ... إن الشباب الذي كان وقوداً للحركات الاحتجاجية، ثم الصراعات المروعة والدامية التي مزقت بعض الدول العربية، يغمره شعور بالغضب الشديد والرفض الكامل لكل ما يمثله الجيل الأكبر من قيم وأفكار ورؤى .. إذ يشعر أبناء الجيل الجديد بأنهم محرومون من الفرص، ومجبرون على مواجهة أوضاع اقتصادية صعبة، ربما لم "تواجهها الأجيال السابقة. وفي المقابل يشعر الجيل الأكبر بأن الشباب منعزلون عن مجتمعهم، رافضون لكثير من قيمه، عازفون عن الاسهام الحقيقي فيه .. إذ يتطلعون إلى مكاسب ذاتية وسريعة من دون تعب كاف أو تضحيات حقيقية لصالح المجتمع.إن الحكومات العربية ليست مطالبة فقط بتوفير الفرصة للشباب، تعليماً وتدريباً واعداداً لسوق العمل .. وإنماو هي مطالبة كذلك بأن تُمكن الشباب من أن يكون مُشاركاً حقيقياً في صناعة هذا المستقبل، وفاعلاً أصيلاً في وضع أولوياته والمفاضة بين خياراته .. إن مشاركة الشباب في صنع المستقبل حق وواجب .. حق له وواجب على المجتمعات .. ومن دون توفير آليات وقنوات لتفعيل هذه المشاركة فإن الشباب سينأى بنفسه عن الاهتمام بقضايا المجتمع، ويزداد ميله للانعزال والتمحور حول الذات.. وغني عن البيان ما لهذه الاتجاهات، إن ترسخت وتعمقت، من آثار خطيرة وتبعات بالغة السلبية على نهضة المجتمعات وقدرتها على إطلاق الطاقات الكامنة لدى كافة أبنائها. وأكد الأمين العام في نهاية كلمته علي:إن تجاوز الفجوة بين الأجيال، في الثقافة والقيم والنظرة إلى العالم، هو واحد من أخطر التحديات التي تواجه منطقتنا العربية ... وهو ما يضع مسئولية كبيرة على عاتق مجلسكم الموقر الذي ينشغل بمناقشة ودراسة كافة القضايا المتعلقة بمستقبل الشباب وكيفية دمجهم في حركة المجتمع، وتمكينهم من المشاركة الإيجابية في شئونه، وتحقيق التناغم المطلوب في العلاقة بينهم وبين الأجيال الأكبر، وما ينبغي أن تتأسس عليه هذه العلاقة من قيم الاحترام المتبادل والتفاهم وقبول الاختلاف.