دعا الأمين العام للجامعه العربية أحمد أبو الغيط الي تكاتف الجهود وتركيز الاستثمارات بالمنطقة العربية لتوفير فرص العمل للشباب ومواجهة أزمة البطالة. ولفت خلال مؤتمر منظمة العمل العربي الذي بدأ أعماله اليوم ويستمر حتي 16 أبريل الجاري الي أن التحدي الأكبر والهم الأعظم يظل مرتبطاً بالتنمية بمعناها الشامل، ذلك أن إنجاز وعد تنمية للمجتمعات العربية وتحديثها وتأهيلها للحاق بعصرها هو الكفيل بتمكين الدول العربية من مُجابهة كافة التحديات الأخرى على المدى الطويل.
واضاف في كلمته بأنه مع كل ما تواجهه المنطقة العربية من تحديات أمنية وعسكرية، وتهديدات إرهابية وعنف مُسلح.وما تشهده بعض دولنا من مظاهر التفكك والتفتت، وما نتج عن ذلك من تدفقات غير مسبوقة للاجئين عبر الحدود، وكل ما تنطوي عليه هذه الصورة القاتمة من تحدياتٍ ظاهرة لنا جميعاً، وما تضعه من أعباء إضافية على كاهل الحكومات التي تتطلع لاستقرار مُجتمعاتها وازدهارها، في القلب من التحدي التنموي نجد هذه الكتلة السُكانية الهائلة وبصفة خاصة تلك الكتلة الشبابية التي يزيد حجمها اليوم عن مائة مليون إنسان عربي تقع أعمارهم بين 15 و29 سنة .. هذه الكتلة هي مستقبل العرب، إما أن نُدركه ونُمسك به ونحتضنه ... وإما أن نُهدره فيصير وبالاً علينا وتهديداً كامناً لنا... ليس في ذلك الأمر مُبالغة أو تزيُّد..
وقال إن المُجتمعات العربية تُعد من الأكثر شباباً علي مستوي العالم.. وهذا يوفر نافذة جيدة وفُرصةٍ نادرة، ربما تُغلق بعد جيلين على الأكثر عندما تصل هذه الطفرة الديموغرافية الشبابية إلى نهايتها، ويُصبح لدينا مُعدل عالٍ للإعالة في المجتمع، كما نشهد اليوم في بلدان كثيرة بمناطق العالم المختلفة، موضحاً أنه من المفترض توفير عدد هائل من فُرص العمل لهؤلاء الشباب الذين تصل نسبة البطالة بينهم إلى نحو 29%، وهي من أعلى المُعدلات عالمياً، حيث ان المتوسط العالمي لبطالة الشباب هو 13%، إن عدد الوظائف المطلوب توفيرها يصل، وفقاً لإحصائيات الأممالمتحدة، إلى نحو 60 مليون وظيفة بحلول العقد القادم.. وهو رقمٌ هائل، ولابد أن يقرع أجراس الانتباه والخطر لدينا.
وشدد علي أن توفير فُرص العمل للشباب رهنٌ بإصلاحات جذرية أوسع مطلوب إدخالها على المنظومة الاقتصادية في البُلدان العربية.. هذه المنظومةُ لا زالت، في معظمها، ترتكز على وظائف القطاع الحكومي غير المنتجة التي تتجاوز في بعض دولنا 30% من قوة العمل.
كما تُحقق هذه المنظومة نجاحاً محدوداً في ربط التعليم بفُرص العمل، حتى صارت لدينا فجوةٌ كبيرة بين الوظائف من ناحية والمهارات المطلوبة لها من ناحية اخري، وحتى صار الشبابُ أكثر تشكُكاً في جدوى التعليم العالي باعتباره وسيلة للترقي والحصول على العمل
وأخيراً، فإن النموذج التنموي العربي ما زال في معظمه عاجزاً عن توفير البيئة المناسبة التي تُطلق الطاقات الخلاّقة والمُبدعة لدى الشباب، وما زال غير قادر على فتح المجال أمام "رواد الأعمال" لكي يُجرِّبوا ويتعلموا ويعملوا ويبادروا ويُخاطروا ..
وقال الأمين العام إن ما تشهده المنطقة العربية من حراك ومتغيرات كبري عميقة الأثر يتطلب مزيداً من الاهتمام بالموضوعات الاجتماعية والتنموية، كالفقر والتهميش والإقصاء والتعليم والصحة وتمكين المرأة والشباب.. ويتعين علينا ايلاء مزيد من الاهتمام للعمل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي العربي في إطار منظومة جامعة الدول العربية، وبالتعاون مع كافة الشركاء، وفي مقدمتهم اطراف الانتاج الثلاثة ومنظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية.