ربما تكون دعوة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون لرئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، لزيارة بيونج يانج، خطوة أولى نحو انعقاد اجتماع قمة نادرة بين الجانبين . فلم يحدث مثل هذا الاجتماع بين زعيمين للبلدين سوى مرتين منذ عام 1953، عندما انتهت الحرب الكورية دون معاهدة سلام - مما ترك الجانبين من الناحية الفنية في حالة حرب حتى اليوم . وفي يونيو من عام 2000 التقى الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك كيم داي جونج، بالزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونج إيل، والد كيم جونج أون. وسعى كيم داي جونج لتعزيز المصالحة والتعاون مع كوريا الشمالية من خلال سياسته التي أسمّاها "الشمس المشرقة". وأسفرت محادثات عام 2000 في بيونج يانج عن الإعلان المشترك بين الكوريتين، الذي مكّن من عقد لقاءات بين أفراد الأسر الذين انفصلوا منذ تقسيم الكوريتين، وحدد جهود إعادة التوحيد المقررة فضلا عن التعاون الاقتصادي والثقافي. وحصل كيم داي جونج على جائزة نوبل للسلام لجهوده تلك. غير أن سمعة تلك القمة قد تعرضت للتشويه في وقت لاحق بسبب الفضيحة المسماة "النقد مقابل القمة" لعام 2003 والتي أدت إلى إدانة أعضاء بإدارة كيم داي جونج بتهمة الفساد فيما يتعلق بدفع اموال حكومية إلى كوريا الشمالية من أجل أن يعقد الاجتماع ، حسبما تشير المزاعم . وفي أكتوبر 2007، عبر روه مو هيون، رئيس كوريا الجنوبية في ذلك الوقت، المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم البلدين لحضور قمة في بيونج يانج مع كيم جونج إيل. وأسفرت المحادثات عن اتفاق محدّث حول السلام والتعاون بين الجانبين. ومع ذلك، تعثرت جهود المصالحة في وقت لاحق بسبب استمرار التجارب النووية والصاروخية في كوريا الشمالية. وتخلت كوريا الجنوبية رسميا عن سياسة "الشمس المشرقة" في عام 2010 وفي تطور لافت، دعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون رئيس كوريا الجنوبية مون جاي لزيارة بيونج يانج "في أقرب موعد ممكن" لإجراء محادثات، في أحدث مؤشر لذوبان الجليد في العلاقات بين الدولتين الغريمتين. ووجهت كيم يو جونج، الشقيقة الاصغر لكيم، التي تزور حاليا كوريا الجنوبية لحضور الاولمبياد الشتوية، الدعوة إلى مون خلال محادثات في القصر الرئاسي بسول، طبقا لما ذكره متحدث باسم المكتب الرئاسى الكورى الجنوبى أمس السبت. وسلمت أيضا خطابا إلى مون من زعيم كوريا الشمالية. ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن مون قوله "دعونا نجعل ذلك يحدث بتهيئة الظروف الضرورية في المستقبل". وعقد مون الاجتماع مع مجموعة من المسئولين الكوريين الشماليين رفيعي المستوى، من بينهم الرئيس الفخرى لكوريا الشمالية ، كيم يونج نام. وتعد زيارة وفد كوريا الشمالية إلى مكتب رئاسة كوريا الجنوبية هى الأولى من نوعها منذ أغسطس 2009 عندما قام وفد رفيع المستوى من كوريا الشمالية بزيارة نادرة إلى الجنوب لحضور جنازة رئيس كوريا الجنوبية السابق كيم داي جونج الذي عقد أول قمة بين الكوريتين مع الزعيم الكوري الشمالي آنذاك كيم جونج إيل في عام 2000 وقد أقام أمس وزير الوحدة الكوري الجنوبي، تشو ميونج جيون، مأدبة غداء للوفد الكوري الشمالي، بحضور كل من كيم يونج نام الرئيس الفخرى لكوريا الشمالية وكيم يو جونج شقيقة زعيم كوريا الشمالية . ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن كيم يو جونج قولها على الغداء أنها "لا تشعر (أن العاصمة سول) غير مألوفة بالنسبة لها". ووصل مسئولون كوريون شماليون إلى بيونج تشانج أمس الأول الجمعة في إطار وفد مكون من 22 عضوا لحضور الاولمبياد. يشار إلى أن كيم يو جونج هي الشخصية الوحيدة من الأسرة الحاكمة بالدولة الشيوعية، التي تزور الشطر الجنوبي منذ نهاية الحرب الكورية 1950 - 1953 .