فى شهر نوفمبر، وتحديدا فى 17 نوفمبر منذ 143 عاما، افتتحت قناة السويس للملاحة العالمية، ومنذ افتتاحها وهى تحتل مكانة عالمية لا ينافسها أحد وكان طول القناة 164 كيلو مترا. . وعمقها سبعة امتار ونصف المتر، ولكن التطور المستمر، فى بناء السفن وزيادة أحمالها. . فرض على قناة السويس التطوير المستمر تلبية لاحتياجات الملاحة العالمية. . وجذبا للسفن العملاقة التى كانت تتكبد مشقة الدوران حول رأس الرجاء الصالح. . تطور طول القناة من 164 كيلو مترا إلى 193.25 كيلو مترا وضرب عمق الممر طريقه من سبعة امتار ونصف المتر إلى عمق 24 مترا لاستقبال السفن العملاقة ذات الغاطس الضخم. . بل وقفز مقطع القناة العرضى من 304 أمتار إلى 5200 متر. . وهو تطور فرضته الملاحة العالمية على قناة السويس، هذا التطور فرض بالضرورة أعباء ضخمة على القناة وقفز عدد السفن العابرة إلى 21 ألف سفينة و415 حتى مطلع عام 2008 . . وان تراجع عدد السفن إلى14142 سفينة عام 2010 والسبب الازمة المالية العالمية الطاحنة وأثرت على حركة التجارة العالمية. وفى هذه المناسبة، وجهت مصر الدعوة إلى فريق من الخبراء الايرلنديين، جاءوا إلى مصر وتحديدا من أجل البحث عن ميزة تنافسية تتمتع بها مصر على دول العالم. كان الظن ان الجو المصرى. . والاثار. . والحضارة وسياحة الغطس والسباحة وسط حدائق المرجان فى الاحمر وسيناء. . ومدن الاثار التى تبوح جدرانها بتاريخ ضارب فى القدم ويحكى سبعة آلاف سنة من الحضارة. . كان الظن ان نهر النيل وبحيراته الاحدى عشر وسواحل مصر الممتدة لمسافة 3200 كيلو متر من مرسى مطروح إلى مرسى علم وحلايب وشلاتين إلى سواحل خليج السويس وخليج العقبة. . كان الظن ان كل هذه المواقع هى مزايا لا ينافسنا فيها أحد. . ولكن الفريق الايرلندى استعرض امكانات مصر ومواردها. . ووضع إصبعه على خريطة الارض المصرية وقال كلمته. . ان الميزة التنافسية التى لا ينافس مصر فيها احد هى قناة السويس. . لماذا؟ لان قناة السويس تتوسط ثلاث قارات هى آسيا وافريقيا وأوروبا؟ لان قناة السويس توفر فى المساحة من ميناء روتردام إلى ميناء هونج كونج 25% مقارنة بالدوران حول رأس الرجاء "حول القاره الافريقية فى الطريق إلى شمال آسيا" . كما ان المرور من قناة السويس للسفن القادمة من ميناء روتردام الهولندى فى طريقها إلى سنغافورة يوفر 29.5% ومن روتردام إلى كولومبو 36% ، مما يؤكد جدوى هذا الممر الاقتصادية المهم عالميا. ولأن قناة السويس تمخر عباب ممر مائى على جانبيه حياة وبشر ومدن وقرى ونشاط اقتصادى وسياحى واستثمارى وخدمات وغيره. . وهو يتمتع بضفتيه الشرقية والغربية بالحياة والنقل والخدمات اللوجستية. ومن هنا،، إنكم فى مصر كما قال الخبراء الأيرلنديون تملكون ميزة لا ينافسكم فيها أحد. . ولكن اكتفيتم بتحصيل الرسوم فقط ! ! باستثناء ميناء شرق التفريعة لتداول الحاويات والترانزيت والأنشطة الخدمية لميناء مساحته 78 كيلومترا ومساحة المناطق الصناعية 87 كيلومترا مقسمة إلى خمسة قطاعات متنوعة الاستخدام مثل التوطن الصناعى والأبنية الادارية والمعارض الحرة والصناعات المعتمدة على الحاويات ومساحات التخزين والمناطق السياحية هذا بالاضافة إلى المساحات الزراعية وتفترش 50 ألف فدان. وهنا يحدثنا د. خالد مصطفى قاسم أستاذ الاقتصاد بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى. . ويقول فى دراسته ان فرص الاستثمار فى محيط قناة السويس وميناء شرق التفريعة، فرص صناعية كبيرة تدعم الاقتصاد المصرى والقائمة كبيرة ولكن قبل استعراض قائمة النشاط البحرى المترتب على تنمية الممر الذهبى قناة السويس، نعرض عابرات الممر وأنواعها، ونسب العبور من السفن والناقلات والحاويات والسفن الحاملة للسيارات والركاب وسفن الصيد. وقد تم رصد 36% من العبور من السفن والبواخر. . وناقلات البترول تمثل 23% ، بينما البضائع والحاويات تمثل 39%، منها 11% بضائع، 18% حاويات، وتمثل السفن الحاملة للسيارات 6% ونفس النسبة للركاب والصيد وأخرى. . ماذا ينتظر الممر من فرص الاستثمار العالمى سواء شرق او غرب الممر. . شماله أو جنوبه. . والقائمة تزدحم بالأنشطة مثل محطة حاويات وسفن دحرجة وتعميق وتكريك وارشادات وقاطرات وشركات تأمين بحرى وشركات امن ومستشفيات وطوارئ وعيادات استقبال ومؤسسات معلوماتية وتكنولوجية وترسانة اصلاح سفن وتموين سفن بالوقود ومحطات سفن متعددة الاغراض وادوات شحن وتفريغ وخدمات لوجستية لمئات السفن يوميا وإعادة تغليف وتعبئة وإصلاح وتركيب وساحات انتظار وموازين وصيانة شاحنات وسفن وقود ومحطات متعددة الاغراض وادوات شحن وتفريغ وخدمات لوجستية وإعادة تغليف وتعبئة وإصلاح وتركيب وسفن انقاذ وطوارئ واطفاء ومطاعم، وفنادق ومولات ومكاتب للوكلاء البحريين وخدمات تخزين وإيجار شاحنات وخدمات نقل ونظافة ورفع وتجميع وفرز وتدوير ونقل برى ونهرى وسكك حديد ووكالات سياحية ورحلات اليوم الواحد للقاهرة وصناعة سفن وصناعات للسيارات وصناعة النسيج ومناطق حرة ومكاتب مراقبة الجودة كل هذه الانشطة يقف اصحابها متحفزين لدخول الاسواق على ضفتى ممر التنمية لكى تدر عائدا سنويا قدره 90 مليار دولار. . هذا بالإضافة الى إيراد قناة السويس اليومى من العملات الصعبة لقافلتى الشمال من بورسعيد أو الجنوب من السويس وفى الوقت الذى تسعى وزارة الإسكان مع رئاسة الوزراء لكى يتمتع الممر بتنمية مستدامة ويحمل اسم الممر الاخضر بحيث يخضع لدراسات الاثر البيئى عند طرح هذا القطب الاقتصادى العملاق على الممارسات العالمية . . ويعلم الدانى والقاصى اهمية الممر. . وانه بلا منافس وان مئات بيوت الخبرة تتابع باهتمام القرار السياسى لبدء وضع ممر التنمية على المسار المخطط له. . لما يتمتع من ميزات تنافسية، ويطرح نصف مليون فرصة عمل لأبناء سنياء ومدن القناة ومحافظات شرق الدلتا والقاهرة..