التقي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مع الرئيس غزالي عثمان رئيس جمهورية القمر المتحدة، وذلك علي هامش مشاركتهما في أعمال القمة الثلاثين للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن أبو الغيط أكد خلال اللقاء علي الالتزام الثابت للجامعة العربية بمساندة جمهورية القمر المتحدة والوقوف معها في كل ما من شأنه أن يساهم في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد ويدعم من الوفاق الوطني بين أبناء شعبها.وأشار المتحدث الرسمي إلى أن أبو الغيط عبر أيضاً للرئيس غزالي عثمان عن دعم الجامعة للحوار الوطني القمري الذي سيعقد يوم 5 فبراير القادم، مشيراً الي أن الأمين العام كلّف مبعوثاً شخصياً له بالتوجه إلى العاصمة القمرية موروني والمشاركة في جلسات الحوار نيابة عنه. وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس عثمان عبر خلال اللقاء عن خالص التقدير للدور الهام الذي تضطلع به الجامعة العربية دعماً لجمهورية القمر المتحدة علي الصعيدين السياسي والتنموي، مشيداً بصفة خاصة بما أعلن عنه الأمين العام في كلمته أمام قمة الاتحاد الأفريقي بشأن التزام الجامعة بمساندة الحوار الوطني القمري،وأهمية تعزيز العمل العربي الأفريقي المشترك دعماً لجهود الاستقرار والتنمية في البلاد. كما وجه الرئيس عثمان الدعوة لأبو الغيط لزيارة العاصمة موروني، وهو ما رحب به الأمين العام مؤكداً علي اهتمامه بإتمام هذه الزيارة في اقرب فرصة في سياق التزام الجامعة بمواصلة دورها الداعم لجمهورية القمر المتحدة.وكان الأمين العام للجامعة العربية قد أكد في كلمته أمام القمة الأفريقية محورية العلاقة الاستراتيجية بين العالم العربي وأفريقيا، وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن الكلمة تضمنت التأكيد على الالتزام الراسخ للجامعة العربية بتعزيز مشاركتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأفريقي في ظل وجود رغبة أكيدة في تطوير آليات التعاون والتنسيق المؤسسية التي تربط بين المنظمتين، تأسيساً على التاريخ الطويل من العمل التكاملي بينهما، وفي إطار السعي لتفعيل الاتفاقية العامة للتعاون بين المنظمتين الموقعة في عام 2007، والبناء على النقاشات التي شهدها مؤخراً الاجتماع العام السابع للتعاون العربي الأفريقي والذي عقد بمقر الجامعة العربية في ديسمبر 2017، بما في ذلك ما يتعلق بتطوير خطة العمل العربية الأفريقية المشتركة والتي سيتم عرضها على اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب والأفارقة للتداول حولها وإقرارها.وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الأمين العام ركز في كلمته على أهمية العمل على مضاعفة الجهود المشتركة وتوظيف القدرات بشكل تكاملي لمواجهة التحديات التي يشهدها الفضاء المشترك بين العالم العربي وأفريقيا، وذلك لمعالجة المسببات العميقة التي أدت إلى ظهور هذه التحديات وتفاقمها، منوهاً على وجه الخصوص إلى الأزمة في ليبيا التي تمثل أهمية مشتركة للمنظمتين مع تقاطع جهودهما وجهود الدول الأعضاء فيهما لإنهاء المرحلة الانتقالية، وتوحيد المؤسسات الليبية، وبناء هياكل مستقرة للدولة، وإتمام كامل الاستحقاقات المتبقية، وبما في ذلك من خلال الجهود المبذولة في إطار المجموعة الرباعية التي تجمع المنظمتين والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.وأوضح المتحدث الرسمي أن الأمين العام حرص على الإشارة إلى أن القضية الفلسطينية تظل على رأس أولويات الأجندة المشتركة للعالم العربي وأفريقيا، مسجلاً تقديره للموقف الأفريقي الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعه، وللدول الأفريقية التي وقفت دائماً، على الرغم من الضغوط التي تُمارس عليها، مع الحق الفلسطيني في المحافل الدولية، وهو ما تجسد مؤخراً عند التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفض القرار الأمريكي الأحادي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، مع الإعراب عن تطلعه لأن يستمر هذا التضامن الأفريقي، بما في ذلك لرفض المحاولات الإسرائيلية للترشح لعضوية مجلس الأمن ولإحداث شرخ في العلاقات العربية الأفريقية والنيل من خصوصيتها. وأضاف المتحدث أن الأمين العام حرص على أن يشير أيضاً إلى محورية الجهود المشتركة للجانبين العربي والأفريقي في الصومال سعيا لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار فيه وبناء هياكل الدولة الفيدرالية، وفي جمهورية جزر القمر من أجل دفع عجلة التنمية ودعم مسيرة الحوار الوطني، مع ضم الجامعة العربية لصوتها إلى صوت الاتحاد الأفريقي في مطالبة الأطراف في جمهورية جنوب السودان باحترام اتفاقية وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين والنفاذ الإنساني الموقعة في أديس أبابا في ديسمبر الماضي. وقد طالب أيضاً الأمين العام في هذا الصدد بالعمل على تعزيز التعاون العربي الأفريقي من أجل مواجهة التهديد المشترك لأمن الدول العربية والأفريقية والناشئ عن نشاطات الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وذلك عبر المزيد من التنسيق والتعاون بين الآليات الأمنية والقانونية القائمة في الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.