قال الأمين العام للجامعه العربية أحمد أبو الغيط إن المرحلة الحالية تقتضي،إطلاق شراكة حقيقية ومثمرة بين الحكومات والقطاع الخاص.. جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي السابع عشر للمنظمة العربية للتنمية الادارية الذي يعقد تحت عنوان" الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص"أنماط جديدة للتنمية الاقتصادية ولفت الي أن دور الدولة وحضورها في المجال الاقتصادي لا غنى عنه في المنطقة العربية، مؤكدا أن كثيراً من اقتصادات دول هذه المنطقة اعتمد تاريخياً على دور قائد للدولة غير أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية رسم دور للدولة لا يؤدي لخنق القطاع الخاص ومزاحمته والقضاء على الحافز الذي يدفعه للنجاح والابتكار ويتمثل التحدي الثاني، وربما الأهم، في خلق علاقة ناجحة بين القطاعين، الحكومي والخاص، تؤدي إلى ازدهارهما معاً. ومضي الأمين العام للجامعه يقول : إن الكثير من دول العالم العربي يشهد اليوم عدداً من المبادارات الضخمة التي تقودها الحكومات من أجل فتح آفاق جديدة للاستثمار وتعتمد هذه المشروعات على حشد هائل لموارد وطنية واستثمارها في البنية الأساسية والمرافق وإنشاء كافة التسهيلات التي تهيء الاقتصادات لاستقبال الاستثمارات الضخمة ، وأشار الي أن هذه كلها مبادرات محمودة وتصب في الاتجاه الصحيح.. وينبغي أن تقترن بتغييرات جذرية في بيئة الاقتصادات العربية، بما في ذلك منظوماتها القانونية والمالية، لتصير أكثر جذباً للاستثمارات المحلية والأجنبية. واعتبر أبو الغيط : إن التوازن الدقيق بين دور الدولة في قيادة هذه الجهود التنموية، وبين اتاحتها المجال للمشروعات الخاصة للعمل في بيئة تنافسية يُمثل التحدي الأكبر أمام كثير من الدول العربية .. ويقيني أن جلسات مؤتمركم ستتناول القضايا المتعلقة بكيفية تحقيق هذا التوازن من زوايا مختلفة.. وهو موضوع مهم ويحتاج إلى نقاشات مطولة من أصحاب الخبرة في الاقتصاد والإدارة في عالمنا العربي، ونوه الي إلى واحدة من القضايا التي يراها ذات أهمية محورية في المرحلة القادمة، مشيرا الي إن بعض مناطق العالم العربي تشهد اليوم عدداً من الصراعات الخطيرة التي أفضت إلى هلاك الإنسان وخراب العمران بصورة غير مسبوقة.. وقال في هذا الشأن : كلنا نُشاهد، في ألم وأسى، ما صارت إليه بعضٌ من أزهى الحواضر العربية من تدمير وتخريب وهناك من يُقدر كلفة إعادة إعمار هذه المدن بنحو تريليون دولار"..أضاف: أعلم أن المدافع لم تصمت بعد، غير أن علينا الاستعداد لمرحلة إعادة الإعمار من اليوم وإن جهود إعادة الإعمار قد تكون فرصة مثالية لجهد عربي متكامل من أجل بناء ما خُرب وجبر ما انكسر وتجارب التاريخ شاهدة على أن مثل هذه العمليات الكبرى لإعادة إعمار المدن التي دمرتها الحروب كثيراً ما حملت للمجتمعات والبلدان التي جرت فيها فرصاً للنمو الاقتصادي والتنمية.وواصل : لا يخفى أن هناك في الخارج من يتأهب للانقضاض على هذه المكاسب المحتملة ولكن لا ينبغي أن يبني مدن العرب سوى العرب ، وشدد علي إن إدارة عملية إعادة الإعمار بصورة رشيدة ومخططة وتكاملية من شأنها ضخ دماء جديدة في شرايين الاقتصادات العربية سواء في القطاعات الحكومية أو القطاع الخاص وبما يفتح الباب لشراكة مُثمرة بينهما لإدارة عمليات على هذا القدر من الضخامة والاتساع. وختم حديثه مؤكدا : إن الاقتصادات العربية تنطوي على إمكانيات هائلة وفرص لا محدودة للنجاح والتفوق.. غير أن الأمر يحتاج إلى تبني النموذج التنموي السليم الذي يلائم ظروفنا ويلبي حاجاتنا ولا يخاصم -في الوقت ذاته- المستجدات والتحديات التي يفرضها عصرنا.