مع قرب الاحتفال بالعيد الوطني السابع والأربعين جددت سلطنة عُمان التأكيد علي تضامنها مع دول وشعوب العالم ضد الإرهاب، ويتوج الشعب العماني الشقيق مع هذا الاحتفال الاستحقاقات التاريخية التي أنجزها علي مدار 47 سنة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان. وعلي الصعيدين الإقليمي والدولي تتبني السلطنة مواقف ثابتة تنفيذا للسياسات التي يوجه بها ، وفي إطارها تقوم بجهود مكثفة وبمبادرات ايجابية تاريخية تسهم فى ترسيخ سياسات حسن الجوار وتحقيق الاستقرار الاقليمى . كما تعبر في جانب منها عن تجديد الدعوة إلي صون السلام العالمى وحل كل الخلافات بين الدول بالتفاوض والحوار والأساليب السياسية والقنوات الدبلوماسية ،مع ضرورة تضافر الجهود علي كافة المستويات لمكافحة ظاهرة الإرهاب العالمي والقضاء عليها،كما تؤكد على إدانتها ، والالتزام بدعم الشرعية الدولية. في اتجاه مواز تساند السلطنة كافة الجهود الرامية الي إحلال الاستقرار في منطقة الخليج ، انطلاقا من الوشائج التاريخية مع شعوبها ودولها ،ولذلك تعمل علي تفعيل الأدوار التي يضطلع بها مجلس التعاون الخليجي.، حيث تجسد هذه المواقف القيم الحضارية السائدة فى السلطنة والتى تعكس التوجهات الإستراتيجية بعيدة المدى التى يدعو إليها السلطان قابوس ،والتى تتميز بالدعوة الى رفض المذهبية والتعصب ولا تعرف سبيلا للتطرف. كما تستهدف نشر الفكر الاسلامى المستنير ،ودعم وتفعيل الاجتهاد الرصين الذى يخدم الإنسانية، ويقارب ما بين أبناء المجتمع الواحد من جهة ،و يوحد صفوف شعوب الأمتين العربية والإسلامية من جانب آخر، فيجمع الكلمة علي الخير والحق والعدل .إن هذه المواقف العمانية الثابتة ليست ردود فعل تجاه الأحداث والمستجدات الراهنة ، إنما بادرت السلطنة بطرحها مبكرا منذ سنوات بعيدة . والسلطان قابوس له عبارات مهمة ومأثورة فى عام 1994 فى كلمته التى ألقاها فى مدينة نزوى التاريخية فى احتفالات السلطنة بالعيد الوطنى الرابع والعشرين حيث ذكر فيها : " لقد أثبت التاريخ بما لا يدع مجالا للشك أن الأمم لا تتقدم ولا تتطور إلا بتجديد فكرها وتحديثه، وهكذا الشأن في الأفراد، فالجمود داء وبيل قاتل عاقبته وخيمة، ونهايته أليمة. "واستطرد قائلا : " إن التطرف مهما كانت مسمياته، والتعصب مهما كانت أشكاله، والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته، نباتات كريهة سامة ترفضها التربة العمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا ، ولا تقبل ابدا أن تلقى فيها بذور الفرقة والشقاق" . وأضاف فى كلمته :" لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن بالحكمة والبيان، وضمنه المبادئ العامة والقواعد الكلية للأحكام الشرعية، ولم يتطرق فيه إلى جزئيات المسائل التي يمكن أن تختلف باختلاف الزمان والمكان، وذلك ليتيح للمسلمين الاجتهاد في مجال المعرفة والفهم الديني واستنباط الأحكام لما يستجد من وقائع وفقا لبيئاتهم وللعصر الذي يعيشون فيه مع الالتزام الدقيق في هذا الاستنباط بتلك المبادئ العامة والقواعد الكلية".