إن مصر على الرغم من الظرف الاستثنائى الذى تمر به وبعد النجاح الباهر للمؤتمر الاقتصادى مطالبة بأن تقتنص الفرصة التاريخية للاستفادة من طاقتها الجديدة والمتجددة فى جميع المجالات وتوطين الصناعات الجديدة للطاقة ومنها السيارات الكهربية المرتبطة الشحن بالطاقة الشمسية التى مازالت تعتبر فى مهد انطلاقتها. بعد سنوات طويلة من الاقتصاد البنى المبنى على التنمية الملوثة للبيئة وبعد عدم الاستقرار فى أسواق الطاقة والمياه والأغذية مما يمثل مخاطر اقتصادية واجتماعية وبيئية على مستقبل العالم . اتضح للعالم ضرورة عمل توازن ما بين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية وذلك لمواجهة الانهيارات والأزمات المالية والتراجع السريع للموارد الطبيعية وما يترتب عليها من بطالة وفقر. ويعتبر مجالا الطاقة والنقل من المجالات التى تحتاج للتحول للاقتصاد الأخضر وبما يشمل الاتجاه للطاقات الجديدة والمتجددة ورفع كفاءة وحدات الطاقة وتخفيض الانبعاثات الكربونية والاتجاه نحو دعم سياسات النقل الجماعى. ويندفع العالم الآن من مرحلة الاقتصاد البنى فى سيارات الديزل والبنزين إلى الاقتصاد الأخضر للسيارات الكهربية. ووضعت الحكومة الألمانية هدفا يتمثل فى أن تكون السيارات الكهربية فى ألمانيا فى عام 2020 مليون سيارة تصل إلى ستة ملايين سيارة عام 2030 وأشارت المستشارة أنجيلا ميركل إلى أن ألمانيا الآن تهتم بتوفير البنية الأساسية لشحن بطاريات السيارات الكهربية وعلى أن يكون ذلك من خلال أماكن لإيقاف هذه السيارات متضمنة محطات الشحن وكذلك حارات لهذا النوع من السيارات ويتضمن البرنامج الألمانى إعفاء السيارات التى يقل معدل انبعاث ثانى أكسيد الكربون منها عن 50 جراما/ كيلومتر من الضريبة . كما يتيح هذا البرنامج إمكان استخدام هذه السيارات للحارات المخصصة للأتوبيسات. وفى دبى بدولة الإمارات العربية أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبى أول محطة لشحن السيارات الكهربية تعمل بالطاقة الشمسية وتهدف إلى الوصول إلى 100 محطة شحن كهربى بنهاية 2015، وبعد 2015 يبدأ الانتشار السريع لهذا النوع من محطات الشحن وتجرى حاليا اختبارات لأربعة أعمدة كهرباء لإمكان تحويلها إلى محطات شحن كهربى للسيارات وتكلفة هذه المحطة المصاحبة للعمود فقط من 003-005 يورو وهى تكلفة بسيطة مقارنة بالتكلفة الحالية لمحطات الشحن الكهربى التى تصل إلى عشرة آلاف يورو للمحطة الواحدة . وفى بريطانيا أظهرت دراسة حديثة أن السيارات الكهربية سوف تصل إلى 40٪ من عدد السيارات البريطانية وبالتالى انخفاض فواتير ملاك السيارات بواقع ألف جنيه إسترلينى للسيارة من الوقود سنويا وبحسب الدراسة التى أجرتها جامعة كامبريدج ونشرتها الجارديان فإن نسبة انخفاض الانبعاثات الكربونية سوف تصل إلى 47٪ . وتتوقع نفس الدراسة خفض استهلاك النفط سنويا ما بين 2.4-5 مليار جنيه إسترلينى عام 2030 نتيجة زيادة استخدام السيارات الكهربية. والتنافس العالمى الحالى يتركز على تطوير البطاريات لتكون ذات سعة عالية وبما يسمح بقطع أكبر مسافة ممكنة قبل إعادة الشحن وكذلك تقليل فترة إعادة الشحن إلى أقل وقت ممكن. وقد أعلنت شركةLG الكورية أنها بصدد تصنيع جيل جديد من البطاريات يكفى السيارة لمسافة 320 كيلومترا قبل إعادة الشحن . ونشرتCNN تقريرا يفيد بأن شركة ECO MOVE قد تمكنت من ابتكار سيارة مزودة بخلية تمكنها من السير لمسافات طويلة تصل إلى 800 كيلومتر دون شحن البطاريات. وتعتمد تكنولوجيا هذه السيارة على استخدام البايوميثانول فى وجود خلايا للطاقة تعمل على تحويل الميثانول والمياه إلى طاقة كهربية لشحن بطاريات السيارة بينما تستخدم الحرارة الناشئة عن حرق الوقود فى توليد الطاقة اللازمة لأغراض التدفئة والتبريد فى السيارة . وفى الصين بلغت مبيعات السيارة الكهربية 27200 سيارة فى عام 2014 . وتطور الصين حاليا السيارة سوبر إلكتريك وسيتم عرض أول نموذج لها فى معرض بكين للسيارات فى ربيع 2017 . ويتوقع أن يصل عدد مستخدمى هذه السيارة إلى عشرين مليون شخص.