فشلت الأسهم الأمريكية في التماسك خلال جلسات الأسبوع الماضي، رغم وجود سلسلة من الاندماجات والاستحواذات في قطاع الغذاء والتكنولوجيا، وذلك مع سلسلة من البيانات الاقتصادية السلبية التي في مقدماتها توقعات بانخفاض النمو للربع الأول من العام الحالي. وبينما هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 235 نقطة ليبلغ مستوى 17776.19 نقطة مقابل 18011.14 نقطة بنهاية تعاملات الثلاثاء من الأسبوع السابق، انخفض ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا 24 نقطة ليبلغ مستوى إلى2067.89 نقطة مقابل 2091.5 نقطة، خلال الفترة المقارنة ذاتها. وهبط مؤشر ناسداك المجمع، الذي يغلب عليه قطاع التكنولوجيا، 94 نقطة ليصل إلى 4900.88 نقطة مقابل 4994.73 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. كان الأسبوع الماضي، في السوق الأمريكية أسبوعًا للاندماجات والاستحواذات بامتياز، حيث أعلن بنك انفستكورب، المدرج في بورصة البحرين توقيع اتفاقية نهائية للاستحواذ على شركة «نوبل ليرنينغ» المزوّد الرائد لخدمات التعليم الخاص من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية في الولاياتالمتحدة الأميركية، من شركة «ليدز إكويتي بارتنرز. كما أعلنت شركتا «هاينز» و»كرافت» للمنتجات الغذائية أنهما ستندمجان لتشكلا ثالث أكبر مجموعة أمريكية للصناعات الغذائية، حيث سيملك مساهمو «هاينز» 51٪ من رأسمال الشركة التي ستنشأ عن عملية الاندماج وسيكون اسمها «كرافت هاينز كومباني، وسيقوم المساهمون الأساسيون بإعادة استثمار 10 مليارات دولار في الشركة الجديدة التي يتوقع أن تحقق مبيعات بمستوى 28 مليار دولار. ووافق مشغل التليفزيون الكابلي «شارتر كوميونيكيشن» على الاستحواذ على «برايت هاوس نيتورك» مقابل 10 مليارات دولار أمريكي، بينما أعلنت شركة «يونايتد هيلث جروب»، نيتها الاستحواذ على «كاتامران» الطبية الأمريكية مقابل 12.8 مليار دولار أمريكي نقدًا. يأتي ذلك مع سلسلة من التقارير الاقتصادية السلبية، أهمها تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي في الربع الأخير من العام الماضي، فيما سجلت أرباح الشركات بعد الضرائب أكبر تراجع لها منذ أوائل عام 2011. وقالت وزارة التجارة الأمريكية :إن الناتج المحلي الإجمالي نما بمعدل سنوي بلغ 2.2٪ في الربع الأخير دون تعديل للتوقعات التي نشرت الشهر الماضي ، مقابل 5٪ للربع السابق. وتراجعت أرباح الشركات بعد حساب الضرائب 57.1 مليار دولار مسجلة أكبر هبوط لها منذ الربع الأول من 2011 بعد ارتفاعها 52.4 مليار دولار في الربع الثالث. وانخفضت أرباح الشركات من خارج الولاياتالمتحدة 36.1 مليار دولار بعد ارتفاعها 16.5 مليار دولار في الربع السابق. يأتي ذلك ، بينما توقع بنك «جولدمان ساكس» «كريس داوسون» يوم الأربعاء، انخفاض النمو الاقتصادي الأمريكي خلال الربع الأول من عام 2015 الحالي، عقب بيانات طلبيات السلع المعمرة التي أظهرت انخفاضًا على عكس التوقعات في شهر فبراير الماضي، ليبلغ النمو 1.8٪ مقابل توقعات سابقة بوصوله إلى 2٪. كان البنك المركزي الطريق قد فتح الطريق أمام زيادة أسعار الفائدة في يونيو المقبل كما بدا أكثر تحفظًا في إبداء نسبة النمو الاقتصاد الأمريكي في علامة على أنه لا يزال قلقا بشأن قوة التعافي الاقتصادي ،وكشف مؤشر أسعار المستهلكين في الولاياتالمتحدة خلال شهر فبراير ارتفاع مستويات الأسعار، الأمر الذي أعاد المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم، مما يحفز البنك على رفع أسعار الفائدة. وأكدت وزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلكين زاد 0.2٪ الشهر الماضي بعد أن تراجع 0.7٪ في يناير وكان المؤشر قد هبط على مدى الأشهر الثلاثة السابقة، وذلك مع ارتفاع أسعار البنزين لأول مرة منذ 9 أشهر وقالت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية :إن عدد الحفارات النفطية قيد التشغيل في الولاياتالمتحدة انخفض بمقدار 12 خلال الأسبوع الماضي ليصل إلي 813 حفارا وهو اصغر انخفاض منذ ديسمبر، ليبلغ الانخفاض في عدد الحفارات 41 و56 في الأسبوعين السابقين في علامة على تباطؤ انهيار في عمليات الحفر على مدى الأشهر القليلة الماضية. كشفت شركة بيكر هيوز أن عدد منصات الحفر الباحثة عن النفط في الولاياتالمتحدة تراجع بنسبة 7٪ خلال أسبوع واحد، بينما أعلنت شركة «شلامبرجير» للخدمات البترولية الاستغناء عن 9 آلاف وظيفة تعادل 7.5٪ من حجم العمالة خلال عام 2015 في ظل الانهيار الأخير في أسعار النفط، كما أعلنت شركة كونوكو فيليبس، ثالث أكبر شركة نفط في الولاياتالمتحدة ، عن تخفيض استثماراتها بنسبة 20٪ في 2015 . ولا يزال قطاع النفط في أمريكا يعاني من هبوط الأسعار، حيث كشفت وكالة »موديز« للتصنيفات الائتمانية أن حوالي 5 شركات للتنقيب والإنتاج التي تتابع أعمالها في أمريكا الشمالية ستقلص الميزانيات أكثر من 60٪ العام الحالي، في حين سيقوم أكثر من النصف بخفض الإنفاق 40٪ على الأقل. كانت شركات قطاع الطاقة في أمريكا الشمالية قد أعلنت مطلع مارس الحالي موازناتها لعام 2015 بنسبة 30٪ أو بحوالي 50 مليار دولار مقارنةً بالعام الماضي، وذلك بفعل تراجع أسعار النفط، وفقا لتقرير نشره «سيتي بنك»، وذلك بسبب انخفاض أسعار النفط بعد الطفرة في إنتاج النفط الصخري ورفض منظمة «أوبك» خفض الإمدادات وتراجعت أسعار النفط ليهبط خام برنت لأدنى مستوى 55 دولارًا للبرميل، بعد تصريحات وزير النفط السعودي، على النعيمي، المؤكدة رفض «أوبك» خفض الإنتاج، مع استمرار القلق بشأن المعروض العالمي من الخام. وكانت شركة «دايليو بي إتش» العاملة على استخراج النفط الصخري قد أعلنت إفلاسها مؤخرًا بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية، بعدما تجاوزت ديونها 50 مليون دولار، بينما تحدث الإعلام الأمريكي عن شركات أخرى في الطريق. كما توقعت شركة «بيكر هيوز» الأمريكية للخدمات النفطية تسريح ما يقرب من 7 آلاف موظف تعادل 11.5٪ من إجمالي موظفيها في ظل تباطؤ أنشطة التنقيب بسبب الانخفاض الحاد لأسعار النفط لتقليل النفقات بما يتراوح بين 160 و185 مليون دولار. ومع أزمة أسعار النفط، أعلنت شركتا هاليبرتون وبيكر هيوز الاندماج لخفض النفقات في صفقة بقيمة 35 مليار دولار، وبعدها تم الإعلان عن خطط لإعادة الهيكلة وخفض محتمل في أنشطة التنقيب.