ليست هذه مصرنا الجديدة التى نحلم بها.. لايزال هناك تخبط وغباء وعقول متحجرة تقف حائلا أمام تقدم الدولة تمنح من لا يستحق وتقصى المستحقين فعلا. وهنا اتمنى من اى مسئول بوزارة التعليم ان يرد قائلا: نحن الذين نحدد من الذى يستحق حتى تثبت مسئوليته والاتهامات بالدلائل ويقدم للمحاسبة فورا لانه تسبب فى تدمير آمال المتطلعين الى التوظف بشفافية ونقاء، كما تسبب فى اضعاف مهارات الاجيال القادمة. وهل يعقل ان «نستأمن» مزورين فى بياناتهم وراسبين فى مادة تخصصهم فى تربية نشء وثروة بشرية تنخرط فى سوق العمل تبنى وتنتج ؟!.. ويبدو ان الثورتين اللتين قمنا بهما فى 2011 و2013 لم تصلا بعد إلى وزارة التعليم التى لا يعفيها عذر غباء العقول الالكترونية فأين كانت عقولها البشرية ؟! .. وما حدث إما أن يكون ناتجا عن فساد حقيقى وأما فشل إدارى . وربما مجاملات.. فقد كشفت النتائج التى اعلنتها وزارة التربية والتعليم باختيار 30 الف مدرس جديد عن مهازل فى تزوير البيانات وغيبوبة لدى العقول البشرية والالكترونية بالوزارة فى كشف ذلك أم أن مسئولى الوزارة كانوا على علم مسبق بفضائح البيانات والألقاب العلمية ؟ وهم من المفترض عليهم أن يتقصوا ويراجعوا ويمحصوا ويدققوا قبل إعلان النتائج.. التى تمخضت عن بدعة اسمها مئات المقبولين الأساسيين وعشرات الآلاف من «المقبولين الاحتياطيين» - المستبعدين على ارض الواقع بطريقة مهذبة - سيظلون ملازمين «دكة التوظيف» عشرات السنين حتى إذا ما طلب منهم الاستعداد والنزول الى ارض الواقع فى سوق العمل فسنفاجأ بانهم وصلوا الى سن التقاعد والخروج على المعاش !! وكانت الاحتياجات الفعلية لاعداد المعلمين بالمحافظات التى حددتها الوزارة هى: محافظة القاهرة 1407 معلمين، الجيزة 1824، القليوبية 1525، المنوفية 1020، الغربية 2297، كفر الشيخ 581، البحيرة 2060، الإسكندرية 742، مطروح 394، الدقهلية 2877، دمياط 699، بورسعيد 211، الإسماعيلية 208، السويس 234، الشرقية 2748، شمال سيناء 324، جنوب سيناء 353، البحر الأحمر 278، الوادى الجديد 294، الفيوم 1000، بنى سويف 934، المنيا 1248، أسيوط 1113، سوهاج 29845، قنا 1800، الأقصر 431، أسوان 453 معلمًا.. وتقدم مليون و600 ألف خريج، تمت تصفيتهم إلى 450 ألفًا فقط.. 30 الفا اساسيون والباقى احتياطيون.. ومن المقبولين من سيرضخ لتنسيق الوزارة ويعمل خارج محافظته . «معاييره » حددت وزارة التعليم المعايير التى على اساسها تم اختيار سعداء الحظ المقبولين وفق نظام «عبقرى» لاجتياز مرحلة الترشح التى تقدم اليها عشرات الآلاف من خلال عقد 4 امتحانات هى مادة التخصص والتربوى واللغة الإنجليزية والحاسب الآلى، وقالت إن المعيار الأساسى لاختيار ال»30 ألف معلم» ستكون طبقا للمعايير التى نص عليها القانون، وهى الأعلى تقديرا والأكبر سنا والحاصل على درجة علمية أعلى من المؤهل (الماجستير والدكتوراه). فكانت الفاجعة التى كشفت عنها نتائج القبول.. اذ تصدر قوائم المقبولين فى جميع التخصصات المطلوبة اعداد غفيرة حاصلة على درجة الدكتوراه والماجستير رغم انهم من خريجى العامين الدراسيين الاخيرين 2013 و 2014 ومن مواليد اعوام 1991 و1992 و1993 أى يتراوح سنهم وقت تقديم البيانات العام الماضى ما بين 21 و 23 عاما فهل بدأوا الإعداد والدراسة وتقدموا لنيل الدكتوراه والماجستير وهم فى ثالثة اعدادى !!! واذا كان هذا الامر مردودا عليه بانها حالات تزوير بيانات من المتقدم هنا نسأل اين العقول البشرية والالكترونية بوزارة التعليم التى راجعت ودققت ونقحت وانتقت وقدمت الكشف النهائى للسادة المسئولين بالوزارة لاعتماده ونشره ؟!! وكيف يكون ضمن اوائل المقبولين آلاف الحاصلين على امتياز فى زمن «الامتياز للجميع» التى شهدتها الجامعات المصرية كنتيجة متوقعة لزمن حصول طلاب الثانوية العامة على مجموع يفوق 100 و120 ٪ فى فترة لابد من مساءلة الذين أرسوا لتلك البدعة التى لم تخرج لنا عقولا جبارة استنادا للمجاميع الفلكية التى كانت محصلتها الحقيقية رسوب اعداد غفيرة من «المقبولين بأمر الوزارة» فى المجموع الكلى للاختبارات الاربعة المحددة ؟!!! وقبلتهم الوزارة واستبعدت من حصل على 80 و 90 ٪ فى الاختبارات بحجة انه حاصل على «تقدير أقل» فى الجامعة وقت ان كان التعليم منضبطا وتقدير «جيد» فى هذا الزمن يفوق بمراحل «الامتياز الوهمي» الذى حصل عليه - ولا يزال - طلبة المجاميع الفلكية والدروس الخصوصية فى المدارس والجامعات .. «تساؤلات ساخنة » من ضمن التساؤلات الساخنة.. ما هى حقيقة ما يثار عن قيام جامعات محددة بالاسم بمنح تقديرات الامتياز «هدية للخريجين» فى الدبلومات التربوية ؟!!! وما حقيقة ما يشاع عن فوضى منح الشهادات والتقديرات فى جامعة جنوب الوادى تحديدا ؟ ومن الملاحظات الاخرى التى كشفتها مهزلة نتائج المسابقة.. ان يكون عدد المقبولين فى مادة اللغة العربية 1967 فقط مقابل 58 الفا و326 مدرسا احتياطيا «يعنى مستبعد « وبالطبع من ضمن المحظوظين الفائزين النوابغ الحاصلون على الدكتوراه والماجستير وتقدير الامتياز وجيد جدا رغم أنهم راسبون فى اختبارات الوزارة او نجحوا بالعافية!! كذلك استبعدت الوزارة شهادات الدبلوم التربوى التى حصل عليها خريجو الكليات الاخرى مثل كليات الاداب وحددت التقديرات على اساس ليسانس الاداب رغم ان من هؤلاء الخريجين من حصل على امتياز وجيد جدا فى الدبلومة التربوية مما اعدم مبدأ تكافؤ الفرص مع خريجى كليات التربية . كذلك تم قبول 129 مدرسا للغة الألمانية فقط على مستوى الجمهورية بشكل اساسى مقابل 760 احتياطيا رغم ما هو معروف عن ندرة هذا التخصص !! والاحتياج اليه وفى تخصص اللغة الايطالية 57 مقبولا اساسيا و82 احتياطيا والاسبانية 26 مقبولا اساسيا و50 احتياطيا على مستوى الجمهورية . وفى مادة الرياضيات حصلت احدى الذين تصدروا القبول الاساسى على امتياز دفعة عام 2011 وماجستير! على 37 ٪ فقط فى اختبارات التقدم يعني »رااااسبة ايها العقلا» ومنها مادة التخصص التى درستها بالكلية وحصلت فيها على تقدير امتياز ورغم ذلك كانت ضمن اول 5 مقبولين من اجمالى 13 الفا و364 مقبولا اساسيا واحتياطيا !!!! فبأى منطق توافق الوزارة على قبول حاصل على تقدير امتياز فى سنوات دراسته ثم يرسب فى تخصصه وكيف سيُدرس المادة الراسب فيها للطلبة ؟ حالة الغضب الشديد التى أصابت المتقدمين والمتابعين لابد ان تحرك ساكنا لدى وزارة التعليم حتى لا تنفجر الاوضاع وتمتلئ المحاكم بقضايا ضد الوزارة ودعاوى ببطلان المسابقة والنتائج .. فما بنى على باطل فهو باطل أيها المسئولون ..