بعد فوز ماكرون.. سيتحول اهتمام الاسواق الي مدي قدرته علي تجاوز الصعاب الداخلية والخارجية في تعليق له علي نتيجة الانتخابات الفرنسية، قال الخبير المصري العالمي محمد العريان انه بعد فوز ايمانويل ماكرون سوف يتحول اهتمام الاسواق تدريجيا الي تقييم مدي قدرته علي تجاوز الصعاب الداخلية والخارجية. واضاف كبير المستشارين الاقتصاديين لدي اليانز، في مقال نشرته صحيفة "ذا فاينانشال اكسبريس" ،ان ماكرون سيدير دولة اعتادت علي تيارات سياسية تقليدية.والامر لا يتعلق بمجرد إنعاش الاقتصاد والتعاون مع المانيا وقيادة عملية تحديث اوروبا .لكن الامر اكبر واكثر خطورة، وهو الي اي مدي يمكن ان تمهد الاضطرابات السياسية (بصعود اليمين المتطرف) الطريق لحوكمة اقتصادية افضل في الدول الغربية، ولا تكون مجرد مسرح لازمات سياسية. ونتيجة الانتخابات تؤكد ما توقعته الاسواق من خسارة مرشحة اليمين مارين لوبن. ومع اقتراب الاسواق من حالة اليقين من المرجح ان يحفز ذلك الرغبة في المخاطرة علي المدي القريب.ما سيترتب علي فوز ماكرون من صعود للاسهم ، ارتفاع اليورو وانخفاض العائد علي السندات الفرنسية الحكومية سوف يهدئ مثلما حدث بعد الاعلان عن نتيجة الجولة الاولي. واضافة الي التداعيات الفورية التي ستعتمد علي مدي حالة السخط بين الشباب، هناك تحديات اخري امام ماكرون وابرزها انقسام الدولة. وبالرغم من رفض الناخبين لليمين المتطرف الا ان البلاد لا تزال تعاني من سنوات تباطئ فيها النمو مع ارتفاع مدلات البطالة وتفاقم عدم المساواة. من ناحية اخري، وقبل اجراء الانتخابات البرلمانية في يونيو، فان اختيار ماكرون لرئيس الوزراء سيحدد كيفية تعامله مع تلك التحديات في محاولته لانعاش الاقتصاد. كما سيتعين عليه ايضا التعامل مع الاحزاب السياسية الكبيرة التي منيت بهزيمة منكرة في الانتخابات الرئاسية. والواقع ان التحديات التي تواجه ماكرون تشبه الي حد كبير ما يواجهه اثنان آخران من قادة مجموعة السبع وهما دونالد ترامب رئيس الولاياتالمتحدة وتيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا. وقد اتفق الثلاثة علي ان الاقتصاد يمكن – ويجب – ان يستفيد من خفض ضرائب الشركات وتخفيف القواعد الحكومية ، وانه يتعين الاهتمام شريحة الخاسرين من العولمة حتي ولو كانوا اقلية وسط اكثرية من المستفيدين ،في وقت تتلاشي فيه الثقة ، المصداقية والكفاءة من النظام الحالي وليس القطاع العام فحسب. فوز ماكرون مجرد محطة في رحلة طويلة لم تتحدد نهايتها بعد. واذا اسفرت الاضطرابات السياسية الداخلية في فرنسا وغيرها من الدول الغربية عن نمو اقتصادي اقوي واكثر شمولا ستكون صحوة جديدة للديقراطيات الليبرالية . لكن اذا فشلت ، لن يمر وقت طويل قبل ان تضطر فرنسا للتعامل مع تيارات قومية اكثر تطرفا مع تزايد اليقين بأن منطقة اليورو هي الماضي وليس المستقبل.وهو ما يعد اكبر مخاوف الاسواق.