مع تحسن مبيعات شركات السيارات، والإعلان عن مؤشرات الموازنة الجديدة بقيمة 4 تريليونات دولار، وبوادر الاتفاق بين أورويا واليونان حول أزمة الديون، انتعشت الأسهم الأمريكية الاسبوع الماضي لتبلغ مكاسبها 179 نقطة. وارتفع المؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 179 نقطة ليبلغ مستوى 17666.02 نقطة مقابل 17387.21 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها وحلقت أسهم السيارات خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مع اتحقيق الشركات مبيعات أفضل من المتوقع حيث أعلنت شركة «فورد موتور» أن مبيعاتها من السيارات في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 15٪ إلى أكثر من 175 ألف سيارة خلال شهر يناير. كما توقعت شركة «جنرال موتورز» الأمريكية «ماري بارا» نمو مبيعات السيارات بالسوق بنسبة 3٪ خلال عام 2015 وذلك بفعل انخفاض أسعار الوقود وتحسن الأحوال الاقتصادية، مرجحة أن تسجل العام الحالي نمواً في مبيعات سيارات الشركة لتتراوح بين 16.5 و17 مليون وحدة مقارنةً بمبيعات العام الماضي التي سجلت 16.5 مليون وحدة. وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 20 نقطة ليلبغ مستوى 2049.94 نقطة مقابل 2029.55 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي يغلب عليه قطاع التكنولوجيا 46 نقطة ليبلغ مستوى 4727.74 نقطة مقابل 4681.50 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. يأتي ذلك، بينما سجل الاقتصاد الأمركي تباطؤا في النمو خلال الربع الرابع من عام 2014 الماضي، ليبلغ 2.6٪ مقابل 5٪ للربع السابق عليه، وذلك مع ضعف إنفاق الشركات وزيادة العجز التجاري، وذلك وفقا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية. واقترح الرئيس الأمريكي باراك أوباما موازنة بقيمة 3.99 تريليون دولار للسنة المالية 2016 تشعل معركة مع الجمهوريين بخصوص برامج لدعم الطبقة المتوسطة يتم تمويلها من خلال زيادات ضريبية على الشركات والأمريكيين الأثرياء، وتتوقع الموازنة عجزا بقيمة 474 مليار دولار، بما يعادل 2.5٪، من الناتج المحلي الإجمالي. وكشفت بيانات حديثة لوزارة التجارة الأمريكية عن تراجع إنفاق المستهلكين الأمريكيين خلال شهر ديسمبر بأكبر وتيرة منذ عام 2009، كما تباطأ نمو النشاط الصناعي إلى 53.5 نقطة خلال شهر يناير الماضي، مسجلًا أسوأ قراءة في عام. وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد أعلنت انخفاض طلبيات السلع المعمرة بنسبة 3.4٪ خلال شهر ديسمبر الماضي، وذلك للمرة الرابعة خلال 5 أشهر، وبعدها بساعات أعلنت الوزارة ذاتها أن المخزونات غير المبيعة لدى الشركات بالولايات المتحدة ارتفعت في نوفمبر مع تراجع حركة المبيعات للشهر الثاني على التوالي. وتراجعت طلبيات النقل خلال شهر ديسمبر الماضي بنسبة 9.2٪، بينما تراجعت طلبيات السلع المعمرة بقيمتها الأساسية بنسبة 0.6٪ في الشهر الماضي، كما انخفضت شحنات السلع الرأسمالي بنسبة 0.2٪ خلال الشهر الماضي. كما أظهرت بيانات وزارة التجارة أن مخزونات الشركات ارتفعت بنسبة 0.2٪، إلا أن المبيعات انخفضت بالنسبة ذاتها ليبلغ التراجع خلال شهرين 0.5٪. ومما يزيد من مخاوف السوق توقعات بعدم اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) أي قرار برفع الفائدة حتى مارس عام 2016، في ظل هبوط أسعار النفط الذي سيهبط بمعدل التضخم. على صعيد آخر تأثر أداء الأسهم، بالأوضاع في القارة العجوزالمفاوضات بين أوروبا واليونان حول الديون، حيث انتعشت الأسهم بعد تصريحات وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس التي قال فيها إن بلاده بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بخصوص خطة لمبادلة ديونها السيادية بسندات مرتبطة بالنمو، وذلك في إطار خطة الحكومة اليونانية الجديدة إلى إعادة هيكلة ديونها العامة البالغة 240 مليار يورو. وأعلن رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي أن التوصل الى اتفاق بين السلطات اليونانية الجديدة التي تنتمي الى اليسار المتشدد والمؤسسات الاوروبية امر ممكن، وذلك بعدما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رفضها لإسقاط جزء من ديون اليونان. وكان سهم أبل من أفضل الأسهم أداءً في السوق بعدما أعلنت الشركة أنها تعتزم استثمار ملياري دولار لتحويل مصنع لزجاج الكريستال الياقوتي في ولاية أريزونا إلى مركز لإدارة البيانات، بما يوفر الاستثمار الجديد 600 وظيفة في مجالي الهندسة والبناء بمركز البيانات الذي سيعمل في الطاقة الشمسية. وكانت شركة «أبل» الأمريكية قد حققت رقمًا قياسيًا في أرباحها خلال الربع الأخير من عام 2014؛ إذ بلغت 18 مليار دولار، أي حوالي 15.8 مليار يورو، حيث باعت الشركة 74.5 مليون جهاز آي فون، أي حوالي 34 ألف جهاز خلال كل ساعة في الربع الأخير من عام 2014 .