صناعة الخيول العربية المصرية الأصيلة بخير، والشائعات لن تطال منها« هكذا بدأ الحديث مع المهندس كامل حسن المشرف العام على محطة الزهراء للخيول العربية المصرية الأصيلة التابعة للهيئة الزراعية المصرية وذلك ردا على ما تردد حول تعرض صناعة الخيل العربى لخطر الانقراض وما أشيع حول تعرض 30 فرسا للنفوق بالمحطة خلال الأيام الماضية. ---------------- أضاف أن المحطة مازالت تابعة للهيئة الزراعية المصرية وأنه لايزال مستمرا فى عمله مشرفا عليها ولم يعهد للقوات المسلحة الاشراف عليها كما تردد مؤخرا، مشيرا إلى أن واقعة نفوق 30 فرسا بالمحطة هى واقعة حقيقية لكنها تعود إلى عام 2009 قبل توليه مسئولية الاشراف على المحطة، حيث انتشر نوع من الفيروسات بين الخيل أدى إلى موت هذا العدد على مدار عام كامل وليس فى فترة زمنية واحدة وقد أحيل المسئولون عن ذلك إلى التحقيق الإدارى ثم أحيلت أوراق التحقيق إلى النيابة المختصة وتمت إحالة ثلاثة أطباء بيطريين بالمحطة إلى المحاكمة التأديبية ولا يزال التحقيق مستمرا حيث لم تصدر المحكمة قرارها بعد. واشار إلى أنه توجد نسبة نفوق بين الخيول بالمحطة لكنها النسبة الطبيعية المسموح بها كل عام التى تتراوح بين 4٪ و6٪، كاشفا عن أن الخيول بمحطة الزهراء لا يتم اعدامها كما هو دارج فى المقولة الشعبية »الناس بيعدموها زى خيل الحكومة« ولكنها تأخذ الرعاية البيطرية اللازمة حتى تتماثل للشفاء أو تموت، مشيرا إلى أن العمر الافتراضى للفرس يتراوح بين 16 و18 سنة علما بأن السنة الواحدة من عمر الفرس تعادل 4 سنوات كاملة من عمر الانسان. وكشف عن حقيقة أخرى وهى أن محطة الزهراء تقوم بشراء تحصينات للخيول بشكل دورى كل ثلاثة أِشهر وتصل تكلفة تلك التحصينات فى المرة الواحدة ما بين 34 ألفا و35 ألف جنيه وهى تحصينات ضد أمراض رئيسية أو عوارض وتشمل أمراض «الهيربس» وهو فيروس يسبب الاجهاض لدى الاناث والسعار والخناق وهو الأكثر انتشارا بين الخيول العربية المصرية خاصة بين المهور الصغيرة من الاناث. وأكد أن الشائعات التى ترددت بشأن المحطة مؤخرا تقف وراءها مصالح بهدف ايقاف أنشطة المحطة خاصة أن محطة الزهراء هى بنك الجينات الذى يخرج منه جميع الأصول لكل الخيول العربية المصرية الأصيلة محليا وعالميا. وفيما يتعلق بقرار الاتحاد الأوروبى بوقف استيراد الخيول العربية المصرية الأصيلة منذ عام 2011 وتأثيره على صناعة ووضع الخيل العربى المصرى بشكل خاص، أكد المشرف العام على محطة الزهراء للخيول العربية المصرية الأصيلة أن هذا القرار وراءه مطامع خارجية خاصة أن مصر تقف فى سوق المنافسة فى هذا المجال فى موضع القوة نظرا لطبيعة الخيول العربية المصرية ونقاء سلالتها، متهما دولا بعينها بأنها سعت لاصدار هذا القرار وسريانه طوال هذه السنوات وهى دول بولندا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية خاصة أن هذا القرار أدى إلى لجوء التاجر الأجنبى والعربي على السواء للشراء من الدول الأوروبية فى الوقت الذى قامت فيه صناعة الخيول الأصيلة فى تلك الدول على السلالات المصرية بالدرجة الأولى متمنيا أن يتم رفع هذا الحظر بحلول عام 2015 ويكمل قائلا: »القرار قصر عملية البيع والشراء على السوق المحلى فقط وهذا أدى إلى تكدس عدد الخيل من جهة وانخفاض سعر الفرس من جهة أخرى. ففى يونيو الماضى وصل سعر أغلى مهر فى مزاد هذا الشهر إلى 750 ألف جنيه ووصل سعر المهرة الأنثى إلى 520 ألف جنيه«، مشيرا إلى أن تكلفة الحصان الواحد منذ ميلاده تصل إلى 45 جنيها يوميا بما يعادل 1350 جنيها شهريا وهى تكلفة التغذية والنظافة والرعاية اليومية فقط وتزيد هذه التكلفة مع وجود الرعاية البيطرية فى حال مرض الحصان، مضيفا أن القرار أثر أيضا على عدد المربين من الأجانب والعرب الذين اعتادوا التوافد على المحطة فى المزادات التى تقيمها لبيع الخيول.. إلا أن صناعة الخيل العربى المصرى الأصيل بشكل عام ووضع الخيل العربى بمحطة الزهراء بشكل خاص تواجهها العديد من المشكلات التى تحتاج إلى الحل خاصة أن المحطة هى مصدر جميع السلالات الموجودة ب761 مزرعة مسجلة على مستوى الجمهورية لتربية الخيول الأصيلة فلا توجد ميزانية محددة للمحطة ولكنها تقدم مطالبات للهيئة الزراعية المصرية التابعة لوزارة الزراعة لجميع أوجه الانفاق التى تطلبها، وقد وصلت المصروفات بنهاية العام الجارى 10 ملايين جنيه وهى تشمل كل أوجه الصرف لأنشطة المحطة بما فيها مناقصات الأدوية لكنها - من وجهة نظره غير كافية- كما أن المحطة تعانى من عجز شديد فى الأطباء خاصة من المختصين بالرعاية البيطرية والتناسلية حيث يصل عدد الأطباء العاملين بالمحطة إلى 18 طبيبا فقط منهم 2 للمعامل و3 للتربية و3 للتسجيل و10 للرعاية فى حين أن عدد الخيول بالمحطة يصل إلى 450 رأسا ما بين ذكور واناث ومهور وتزيد سنويا فيما بين 80 و120رأسا وكلها تحتاج إلى الرعاية طوال ال24 ساعة يوميا. كما أن التعيينات - والكلام على لسان المهندس كامل حسن- موقوفة بقرار من الدولة أو حتى المؤقتين بعقود ما تسبب معه أزمة أخرى فى عدد العمالة وفى عدد أفراد الأمن فالمحطة - على سبيل المثال- بوضعها فى بؤرة المواجهات بين الشرطة وانصار جماعة الاخوان الارهابية لم يحمها سوى أفراد الأمن العاديين الموجودين بالمحطة وهى بحاجة لزيادة هذا العدد خاصة مع خروج عدد كبير منهم إلى المعاش، موضحا أن مجمل عدد العمال والسياس 185 فردا و5 مهندسين فقط للتغذية والحدائق. وأضاف أن البنية الأساسية بالمحطة - الكهرباء والمياه وانشاء عنابر جديدة- لم يصبها التطوير منذ 20 عاما وبالتالى لابد من توفير ميزانية لهذا الغرض لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الخيول. وعن بداية وجود الخيل العربى الأصيل فى مصر يقول إنه بدأ تكوين عائلات الخيل العربى باحضارها من بادية الشام والعراق ومنطقة نجد والحجاز وشمال اليمن فى أوائل القرن العشرين بمعرفة عدد من الباشوات فى تلك المرحلة والاستعانة ببعض الخيول الملكية وحينها تم انشاء أول محطة للخيول العربية الأصيلة فى منطقة بهتيم عام 1924 فى عهد الملك فؤاد وحينها أسندت تبعيتها إلى الجمعية الخديوية المصرية. وقد أنشئت عام 1898 قبل انشاء وزارة الزراعة، إلا أن طبيعة المنطقة الزراعية لم تتماش مع أصول الخيل الصحراوية فتم التفكير فى نقل المحطة إلى ظهير صحراوى مناسب ووقع الاختيار على صحراء عين شمس وتم انشاء المحطة 1928على مساحة 47 فدانا وهى المساحة ذاتها القائمة حتى الان. وتم تأميم المحطة والهيئة الزراعية المصرية التابعة لها، الا أن سياسة الانفتاح الاقتصادى التى أقرها الرئيس الراحل محمد أنور السادات ساهمت فى سحب العديد من الأنشطة من الهيئة إلى أن وصلت إلى وضعها الحالى وجاءت محطة الزهراء لتقوم بمهمة تأصيل الخيل العربى الأصيل ونشره على المستوى المحلى والعالمى وتصبح هى الجهة الوحيدة المسئولة عن تسجيل جميع الخيول العربية الأصيلة واصدار شهادات النسب لها. وأوضح أن المحطة تضم 5 سلالات أساسية هي: صقلاوى ودهمان وكحيلان وهدبان وعبيان وكلها تنحدر من الجزيرة العربية حتى إن الحصان الذى تم تصوير رمسيس الثانى وهو يقوده بعد هزيمة الحوثيين هو خيل عربى أصيل مما يدلل على أنه يمتد حتى إلى عهد الفراعنة. ويختتم المهندس كامل حسن حديثه ل»الأهرام الاقتصادى« بتأكيده أن الخيل العربى المصرى الأصيل صناعة تمثل هرما رابعا للاقتصاد المصرى خاصة أن الحصان العربى المصرى تحديدا يمتاز بنقاء السلالة والجمال والرشاقة والذكاء الحاد وهى صفات لا يتمتع بها أى خيول اخرى فى العالم وعلى الدولة الاهتمام بها.