ذكر بنك التنمية الآسيوي اليوم الخميس إنه يتوقع تراجع وتيرة النمو الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال العامين الحالي والمقبل، لكن المنطقة ستظل أكبر مساهم في النمو الاقتصادي العالمي. ويتوقع البنك الموجود مقره في العاصمة الفلبينية مانيلا نمو اقتصاد المنطقة بمعدل 7ر5% من إجمالي الناتج المحلي خلال العامين الحالي والمقبل، بعد نموه بمعدل 8ر5% خلال العام الماضي. وأشار تقرير "رؤية التنمية الآسيوية" السنوي إلى أن هذا التراجع البسيط في النمو المتوقع، يعود إلى تراجع معدل النمو في الصين وغيرها من الاقتصادات الصناعية في المنطقة، والذي عوضه النمو القوي في الأجزاء الأخرى من المنطقة. وأضاف التقرير انه مع استبعاد الاقتصادات الصناعية الجديدة ذات الدخل المرتفع وهي كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان وهونج كونج، فإنه من المتوقع وصول معدل النمو الإقليمي خلال 2017 إلى 3ر6% وفي 2018 إلى 2ر6% وقال التقرير إن "النمو يرتفع في 30 من بين 45 اقتصادا في دول آسيا النامية، مدعوما بالطلب الخارجي الأعلى وارتفاع أسعار السلع". وقال ياسويوكي ساوادا كبير خبراء الاقتصاد في البنك إنه رغم التراجع المتوقع، فإن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستظل تمثل حوالي 60% من إجمالي النمو الاقتصادي العالمي. وأضاف أن دول آسيا النامية تواصل قيادة النمو العالمي، رغم التحولات التي تشهدها هذه الدول نحو النمو المعتمد على الاستهلاك في الصين والمخاطر العالمية الوشيكة. وقال "ساوادا" إنه في حين "يمثل غياب اليقين بشأن تغيير السياسات في الاقتصادات المتقدمة خطرا على النظرة المستقبلية، فإننا نشعر أن أغلب الاقتصادات في وضع جيد لمواجهة الصدمات قصيرة المدى المحتملة"، مشددا على حاجة صناع القرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى "التحلي باليقظة للتعامل مع الانتشار المحتمل (للمخاطر) نتيجة تدفقات رؤوس الأموال وتحركات أسعار الصرف". ومن المتوقع أن يكون معدل النمو الإجمالي لاقتصادات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان خلال العامين الحالي والمقبل 9ر1%، في حين من المتوقع تراجع معدل النمو في الصين إلى 5ر6% خلال العام الحالي ثم 2ر6% في العام المقبل، مقابل 7ر6% خلال العام الماضي. ومن المتوقع ارتفاع معدل نمو اقتصاد الهند خلال العام الحالي إلى 4ر7% ثم إلى 6ر7% خلال العام المقبل، في حين يتوقع البنك نمو اقتصادات منطقة جنوب شرق آسيا بمعدل 8ر4% خلال العام الحالي ثم بمعدل 5% خلال .2018 وحث تقرير بنك التنمية الآسيوي اقتصادات آسيا والمحيط الهادئ على تحسين الإنتاجية من خلال زيادة الاستثمار في مجالات الابتكار والتعليم والبنية التحتية. وقال التقرير "لزيادة الإنتاجية تحتاج دول آسيا النامية إلى التركيز على الابتكار.. الدول متوسط الدخل التي نجحت في ان تصبح مرتفعة الدخل لديها حصة تراكمية في مجال الأبحاث والتطوير تزيد بمقدار مرتين ونصف عن حصة الدول الأخرى متوسطة الدخل". وأضاف أن "الابتكار يحتاج إلى عمالة ماهرة ولذلك يجب التركيز على تحسين جودة التعليم". و في الوقت نفسه فإن "الاستثمار في البنية التحتية وبخاصة في الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن يساهم في الابتكار وتنمية رأس المال البشري وبالتالي استدامة النمو في الدول متوسطة الدخل" بحسب التقرير.