تلقت البورصات الأجنبية ضربات موجعة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، الذي وصفه البعض ب'الأسبوع الأسود'، بعد تقارير دولية تحذر من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة ركود طويلة، وتخفيض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، فضلا عن ملاحظات حول موازنات بعض دول منطقة اليوور. وخفض صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للمرة الثالثة خلال2014 الحالي، محذرا من ضعف النمو في الدول الرئيسية في منطقة اليورو وفي اليابان وأسواق ناشئة كبيرة مثل البرازيل. وفي تقريره الرئيسي بشأن توقعات الاقتصاد العالمي، خفض' الصندوق' توقعاته للنمو العالمي إلي3.3 % للعام الحالي و3.8 % العام المقبل، وذلك بعدما توقع تحقيق الاقتصاد العالمي نموا بنسبة3.4 % خلال2014 و4 % في2015، داعيا الدول إلي إجراء إصلاحات هيكلية لدعم التعافي، وإلا فإنها ستواجه مخاطر الركود. وفقدت البورصة الامريكية خلال تعاملات الأسبوع404 نقاط، حيث هبط مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية، بنحو404.14 نقطة ليبلغ مستوي16315.19 نقطة مقابل16719.33 نقطة خلال الأسبوع السابق. وكذلك هبط مؤشر ستاندرد آند بورز500 بواقع57.39 نقطة ليصل إلي1877.70 نقطة مقابل1935.09 نقطة، فيما فقد مؤشر ناسداك المجمع نحو158.13 نقطة ليصل إلي4227.17 نقطة مقابل4385.30 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. ولم تفق البورصات العالمية من تقرير صندوق النقد، حتي اصطدمت ببيانات مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي' يوروستات' التي قال فيها إن الناتج الصناعي بمنطقة اليورو انخفض أكثر من المتوقع في أغسطس الماضي، مدفوعا بتقلص حاد في الإنتاج في ألمانيا، موضحا أن الإنتاج الشهري منطقة اليورو انخفض بنسبة1.8 % بعد ارتفاعه بنسبة0.9 % خلال يوليو السابق. وتراجع الناتج الصناعي في ألمانيا، المنطوية بجانب17 دولة أخري في لواء منطقة اليورو، بنسبة4.3%، كما هبط مؤشر معنويات المحللين والمستثمرين الألمان لما دون الصفر في أكتوبر للمرة الأولي في24 شهرا بما يشير إلي أن أكبر اقتصاد في أوروبا يئن من تأثير الأزمات في الخارج. وذاقت البورصات الأوروبية مرارة المؤشرات الضعيفة، ليفقد مؤشر' يوروفرست300' القياسي، 36 نقطة ليبلغ مستوي129.47 نقطة مقابل1329.76 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها، فيما انخفض مؤشر' فايننشال تايمز100 للأسهم البريطانية' بنحو103 نقاط ليصل إلي6392.68 نقطة مقابل4695.58 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. وقال وزير الاقتصاد والطاقة الألماني زيجمار جابريل، إن عرقلة حركة الاقتصاد الألماني جاءت بصورة رئيسية من خلال' الضعف المأساوي في' النمو الاقتصادي' في بقية أوروبا، فالاقتصاديات المحيطة بألمانيا اقتصاديات ضعيفة وتشهد تراجعات مثلما يحدث في اسبانيا واليونان وايرلندا الجنوبية والبرتغال، وجميعها تعاني من تراجعات بسبب العجز في ميزان المدفوعات وعجز في الموازين التجارية. وكان مؤشر زوي الألماني قد كشف عن تراجع الاقتصاد الألماني للشهر العاشر علي التوالي، بسبب تراجع الصادرات الألمانية إلي أوروبا والي العالم الخارجي، مشيرا إلي أن التوقعات تؤكد أن ألمانيا ستشهد حالة من الكساد يتلوها حالة من الركود خلال الأشهر القليلة القادمة. كما انكمش الاقتصاد الألماني بنسبة0.2 % علي أساس ربع سنوي خلال الربع الثاني من هذا العام، الأمر الذي أثار مخاوف الإدارة الأوروبية بصندوق النقد الدولي، واعتبره دليلا علي أن تعافي منطقة اليورو يبدو أضعف كثيرا مما توقع الصندوق العام الماضي، مما دفعه إلي تخفيض النمو إلي0.8 % مقابل1.2 % خلال أبريل الماضي. وتعمقت خسائر مؤشر داكس30 للاسهم الألمانية التي بلغت880 نقطة خلال شهر واحد إذ بلغ مستوي8752.30 نقطة مقابل9632.93 نقطة، وكذلك حال مؤشر' كاك الفرنسي' الذي فقد خلال الفترة ذاتها نحو383 نقطة بعدما سجل مستوي4045.5 نقطة مقابل4428.63 نقطة. وجاءت الضربة الثالثة لمنطقة اليورو، في اجتماعات وزراء المال بلوكسمبورج، والتي أبدت قلقها من موازنة فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، كما اعتبرتها غير مبشرة وتثير للمخاوف، وتم منح باريس مهلة جديدة لخفض عجز الميزانية إلي3% من إجمالي الناتج المحلي مرتين، وذلك قبل عرض الموازنة علي المفوضية الأوروبية. وانتقالا إلي آسيا، عانت البورصة اليابانية أيضا من المؤشرات السلبية العالمية، ولم تستطيع الاستفادة من تقرير بنك اليابان المركزي الذي أظهر تحسنا طفيفا في ثقة المستثمرين في الاقتصاد للمرة الأولي منذ6 أشهر رغم تراجع الإنفاق الاستهلاكي نتيجة زيادة ضريبة المبيعات من5 إلي8 % منذ أبريل الماضي. وكان مؤشر الثقة الذي يصدره البنك المركزي الياباني كل3 أشهر قد ارتفع إلي13 نقطة بعدما رفعت الحكومة ضريبة المبيعات مما يشير إلي ارتفاع عدد الشركات المتفائلة مقارنة بعدد الشركات المتشائمة بشأن آفاق الاقتصاد الياباني، فيما تراجع متوسط أسعار الصرف إلي100.73 ين مقابل الدولار خلال العام المالي الحالي، مقارنة ب.10018 ين التي تم توقعها في يونيو الماضي. وخلال تعاملات الأسبوع، سجل مؤشر نيكاي القياسي14917.26 نقطة مقابل15783.38 نقطة فاقدا866.12 نقطة، بينما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنحو78 نقطة ليبلغ1212.86 نقطة مقابل1290.89 نقطة، وكذلك مؤشر جيه. بي. إكس'نيكي400'، الذي خسر599 نقطة ليبلغ مستوي11135.39 نقطة مقابل11734.20 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها.