ابدى مستثمرو الصعيد ارتياحهم الشديد من معدل العمل والتشغيل فى منفذ "قسطل" البرى الذى تم افتتاحه مؤخرا وتوقعوا زيادة معدل التشغيل خلال الايام القادمة بعد استكمال منشآت خدمية. فبعد لقاءات مكثفة بدأت منذ عام 2002، وأربعة اجتماعات للجنة المنافذ والحدود بين البلدين كان آخرها فى العاشر من أغسطس الماضى، عززتها ودعمتها الدفعة القوية التى جاءت عقب لقاء الرئيس السيسى بالرئيس السودانى عمر البشير، بدأ تشغيل المنفذ البرى "أشكيت - قسطل" فى مصر والسودان، وسوف يؤدى التشغيل التجريبى للمنفذ إلى زيادة حجم التجارة البينية بين البلدين التى لا تتعدى حاليا 850 مليون دولار فقط أى اقل من 6 مليارات جنيه، وتوقع المستثمرون ان يبلغ حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان 20 مليار جنيه بعد إقامة المنشآت بمنفذ ومعبر "أرقين" الغربى، الذى من المتوقع ان يتم افتتاحه قبل نهاية العام الحالي، ما سيكون له مردود إيجابى على حركة التجارة والاستثمار بين مصر والسودان. المهندس محمد علاء عبدالكريم - رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات أكد أن افتتاح معبر قسطل البرى بين مصر والسودان وتشغيله سيسهم بشكل كبير فى ارتفاع نسبة التبادل التجارى بين البلدين الى 14 % سنويا على أقل تقدير، لافتا الى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين يبلغ 5 مليارات جنية سنويا. وأشار عبدالكريم فى تصريح خاص ل"الاقتصادى" الى أن افتتاح هذا المعبر تأخر كثيرا بسبب بعض المعوقات السياسية التى نشأت فى السودان خلال السنوات القليلة الماضية إلا أن توافق رئيسى الدولتين والجهود الحكومية والإرادة الشعبية قد أسهمت فى تذليل جميع العقبات امام فتح هذا المعبر الذى يعد بوابة مصرية ليس للسودان فقط ولكن على شرق ووسط قارة إفريقيا أيضا بالإضافة الى انه يعتبر إحدى أدوات تحقيق التكامل الاقتصادى بين البلدين. واوضح أن المنفذ الجديد يستقبل السلع المصرية والسودانية من الأسبوع الماضى وبتنسيق كامل مع هيئة الموانى البرية والجانب السودانى للتواجد المستمر بالمنفذ للقيام بالرقابة النوعية على الصادرات والواردات من الجانبين وبما يحقق سهولة وانسياب حركة التجارة البينية بين البلدين. سطوحى مصطفى رئيس جمعية مستثمرى اسوان قال: ان حركة نقل البضائع والسلع فى الايام الاولى من التشغيل كانت فى معدلاتها الطبيعية ومن المتوقع ان تزيد خلال الايام القادمة مع تشغيل المناطق الخدمية بكل طاقتها من كافتريات ومناطق شحن، مشيرا الى ان المنفذ استطاع تقليص زمن النقل بين جنوب مصر والسودان من يومين ونصف اليوم الى 18 ساعة واقل حيث كانت عمليات الشحن تتم من ميناء السد العالى عبر السيارات ثم بالمراكب الى حلفا ومنها الى السودان اما الان فيمكن للسيارات التحميل مباشرة من القاهرة إلى حلفا. يرى سطوحى ان منفذ قسطل سيعيد مصر الى افريقيا ويجعلها بوابة رئيسة لنفاذ المنتجات المصرية وتلك التى تعبر من خلال مصر الى السودان خاصة الحاصلات الزراعية وكذلك نفاذ المنتجات الافريقية الى مصر واوربا. وسوف يؤدى افتتاح معبر ارقين باعتباره المنفذ الغربى لبحيرة ناصر مع المنفذ الشرقى المتمثل فى قسطل الى نمو كبير فى التجارة البينية بين مصر والسودان يصل الى 20 مليار جنيه. ابدى محمود الشندويلى رئيس جمعية مستثمرى سوهاج تفاؤله للنتائج الايجابية التى ستتحقق بعد تشغيل "قسطل" من تيسير حركة نقل البضائع والسلع والأفراد بين البلدين، وبتكلفة أقل وفى وقت قصير مقارنة بوسائل النقل الأخرى، لافتا إلى أن ذلك سينعكس إيجابا على تكلفة السلع والمنتجات التى ستقل أسعارها كثيرا لانخفاض تكلفة الشحن للبضائع بنسبة تصل إلى نحو 60 %. يذكر أن تكلفة المعبر الحدودى "أشكيت - قسطل" بلغت 360 مليون جنيه، منها 80 مليون جنيه منشآت خاصة بالمعبر وملحقاته، و80 مليونا طرق لربط المنفذ بمنطقة "حجر شمس"، بالإضافة إلى تطوير المرسى الخاص بنقل وشحن ومرور الشاحنات، التى تصل إلى 80 شاحنة يوميا، وإنشاء ساحة انتظار تستوعب 40 شاحنة، وتوفير 20 مركبا لنقل البضائع والسلع، و3 برادات لحفظ السلع الغذائية بطاقة 750 طنا. وسوف يستمر التشغيل التجريبى للمنفذ لمدة ثلاثة أشهر بعدها يتم التشغيل الرسمى، وسيخدم المنفذ طريق برى يربط بين قسطل المصرية ووادى حلفا فى السودان، بطول 55 كم، منها 33 كم فى مصر و22 كم فى السودان، ويهدف إلى زيادة حركة التجارة والمسافرين بين البلدين. المنفذ مزود بالتجهيزات الجمركية والرقابة على الصادرات والواردات والجوازات، وتمت اقامة عدد من الوحدات السكنية لاقامة العاملين وتيسير سبل الحياة فى هذه المنطقة. ويمكن لرحلات الشاحنات والأتوبيسات المارة عبر المنفذ التحرك مباشرة من أى مدينة مصرية فى اتجاه أسوان ثم إلى أبوسمبل والعبور مباشرة عبر البحيرة بواسطة العبارات للوصول إلى أى منطقة داخل الأراضى السودانية.