الاسواق تدير ظهرها لترامب وتتجه انظارها الي اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسط توقعات برفع الفائدة خلال شهر مارس. في رصدها للانطباعات الاولي لخطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب امام الكونجرس قالت صحيفة وول ستريت جورنال ان البورصات ادارت ظهرها لترامب موجهة اهتمامها باجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مارس وسط توقعات برفع الفائدة. اما الفاينانشال تايمز فاشارت الي هدوء الاسواق مع فشل ترامب في الاجابة علي تساؤلات المستثمرين بخصوص تفاصيل خطته الاقتصادية. وبحسب الواشنطن بوست شهدت البورصات الرئيسية في العالم اليوم الاربعاء ارتفاعا طفيفا بواقع 1% لمؤشر كاك الفرنسي ، و 1% لمؤشر داكس الالماني ، 0.6% لمؤشر FTSE 100البريطاني ، كما ارتفع داو جونز الامريكي 0.3%. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد بالوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه للشعب الأمريكي. وفي أول خطاب له أمام الكونجرس بمجلسيه ، أعلن ترامب "تجديد الروح الأمريكية" في ظل إدارته الجديدة، وأشار إلى دور الولاياتالمتحدة على الساحة العالمية. وقال ترامب:" حلفاؤنا سيجدون أمريكا جاهزة لتقود مجددا..جميع دول العالم ، صديق أو عدو ، سيجد أن أمريكا قوية ، أمريكا فخورة ، وأمريكا حرة". وأكد ترامب مجددا تعهداته بتوفير فرص عمل وبناء سور على طول الحدود الامريكية-المكسيكية، والقضاء على تنظيم داعش وزيادة الانفاق العسكري وأيضا صياغة خطط جديدة لاصلاح نظام الهجرة. وطالب ترامب، الذي ينتقد بشدة سياسات الهجرة الامريكية بإصلاحات لتنفيذ نظام الهجرة "على أساس الجدارة". وأضاف "أعتقد أن الاصلاح الحقيقي والايجابي لنظام الهجرة ممكن، طالما أننا نركز على الاهداف التالية: تحسين الوظائف والاجور للامريكيين وتعزيز أمن بلادنا واستعادة الاحترام لقوانيننا". وتابع أن نظام الهجرة الامريكي القانوني الحالي "الذي يعتمد على المهارات الضعيفة" يفشل في حماية العمال، واستشهد بالانظمة المستخدمة في كندا واستراليا. وتابع أن نظاما يعتمد على الجدارة سيوفر المال وسيزيد الاجور و"سيساعد الاسر المكافحة من بينها الاسر المهاجرة في دخول الطبقة المتوسطة من المجتمع". وبدأ ترامب تصريحاته بإدانة معاداة السامية والعنصرية في أعقاب سلسلة من الهجمات التي وقعت مؤخرا، من بين ذلك إطلاق النار على اثنين من المواطنين الهنود في كانساس الاسبوع الماضي وتدنيس العديد من المقابر اليهودية. وعلى الصعيد الدولي، تعهد ترامب بالقضاء على داعش، بمساعدة حلفاء في العالم الاسلامي. وأشار إلى مراجعة الاستراتيجية الامريكية ضد داعش والتي سلمتها وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إلى البيت الابيض هذا الاسبوع، لكنه لم يشر إلى أي تغيير في المسار. وأضاف "سنتعامل مع حلفائنا، من بينهم أصدقاؤنا وحلفاؤنا في العالم الاسلامي،للقضاء على هذا العدو الخطير من كوكبنا". ووعد الرئيس الأميركي بتخصيص تريليون دولار من الاستثمارات العامة والخاصة من أجل تطوير البنية التحتية في الولاياتالمتحدة. وقال "بهدف بدء إعادة إعمار البلاد، سأطلب من الكونغرس الموافقة على التشريعات التي ستطلق استثمارات بقيمة تريليون دولار في البنية التحتية في الولاياتالمتحدة، سيتم تمويلها بفضل رؤوس أموال من القطاعين العام والخاص، وهو ما سيخلق ملايين الوظائف". وأضاف أن "أمريكا أنفقت زهاء ستة تريليونات دولار في الشرق الأوسط، في حين تفككت البنية التحتية لدينا. بتلك التريليونات الستة من الدولارات كان بإمكاننا إعادة بناء بلدنا مرتين وحتى ثلاث مرات لو كان لدينا زعماء يملكون القدرة على التفاوض"، من دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل حول شروط هذه الخطة الاستثمارية. ووعد ترامب مجددا، بالقيام بإصلاح ضريبي "تاريخي" سوف "يقلل من الضرائب على شركاتنا حتى تتمكن من التنافس مع أيّ كان والازدهار في أي مكان" وسيعود بالنفع أيضا على الطبقة الوسطى، من دون أن يخوض في تفاصيل ذلك. وكرر وعوده بفرض ضرائب على الواردات الأجنبية، لحماية الصناعة الأميركية. وقال "في الوقت الراهن، عندما نصدّر المنتجات من أمريكا، العديد من البلدان الأخرى تجعلنا ندفع الرسوم الجمركية، (في حين أن) الشركات الأجنبية التي تصدّر منتجاتها إلى أمريكا لا نجعلها تدفع شيئا تقريبا". ولتوضيح وجهة نظره، تحدث عن اجتماع عقده في الآونة الأخيرة مع قادة صانع الدراجات النارية الأمريكية "هارلي ديفيدسون"، مشيرا إلى أن هؤلاء قالوا له إن عليهم أن يدفعوا في بعض البلدان رسوما تبلغ نسبتها 100%. وأضاف ترامب "هم لم يطلبوا حتى أن يتغيّر ذلك، لكن أنا الذي أطلب ذلك. أنا أؤمن بالتجارة الحرة بقوة، لكنني أؤمن أيضا بتجارة منصفة". وكان ترامب وعد بإعادة التفاوض حول اتفاقية التبادل الحر بين الولاياتالمتحدةوكندا والمكسيك، وأعلن انسحابه من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ. من جانبهم إتخذ العديد من كبار الجمهوريين في الكونجرس موقفا معارضا لرغبة ترامب بإجراء خفض كبير في موازنة الدبلوماسية والمساعدات الخارجية. وبحسب وسائل إعلام عدة، فإن التخفيض المقترح قد يكون أكثر من الثلث مقارنة مع المستوى الحالي. لكن في الواقع، فإن الكونجرس هو من يتحقق من الموازنة ويقرها، ويبدو أنه سيعارض الرئيس الجديد في شأن هذه النقطة. وقال السناتور الجمهوري ماركو روبيو على تويتر إن "المساعدات الخارجية ليست جمعية خيرية. نحن في حاجة للتأكد من أنها تنفق في شكل جيد، لكنها تمثل أقل من 1% من الموازنة وتعتبر حاسمة لأمننا القومي". وحذر ليندسي جراهام، وهو أحد أعضاء مجلس الشيوخ الرئيسيين في هذا المجال، من اقتراحا مماثلا "سيولد ميتا". وقال للصحافيين "سيكون ذلك كارثة"، موضحا أن "المساعدات الدولية هي شكل من أشكال التأمين. ومن خلال الاستثمار فيها نضمن سلامتنا، رغم أن لدينا أيضا احتياجات هنا". أما الرجل القوي في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، فعارض أيضا فكرة إجراء خفض كبير في الموازنة. وقال "أنا شخصيا أشعر بأن الجزء الدبلوماسي في الموازنة الاتحادية مهم جدا"، وذلك خلال مؤتمر صحافي في مبنى الكابيتول . ويعتزم البيت الأبيض أن يجسد من خلال الموازنة مشروع ترامب القاضي بإعادة التركيز على الداخل. وخلال الحملة الانتخابية، أصر المرشح الجمهوري على أن واشنطن أنفقت أكثر من اللازم في الخارج وليس بما فيه الكفاية داخل الولاياتالمتحدة، سواء على صحة الجنود السابقين أو البنية التحتية الأمريكية.