عقدت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء بالتعاون مع محافظة مطروح اجتماعا موسعا للحوار المجتمعي (المشاورة الجماهيرية)، لعرض نتائج دراسة تقييم الاثر البيئي لمشروع المحطة النووية الأول بمصر، والتي ستقام بمدنية الضبعة، بحضور د. محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة، واللواء علاء ابو زيد محافظ مطروح، وعدد من الوزراء. ويهدف الحوار إلى تأكيد المشاركة الجماهيرية والمجتمعية مع المتخصصين، لإقامة المشروع النووي السلمى المصري لتوليد الطاقة، وعرض نتائج دراسة تقييم الأثر البيئي والاجتماعي للمشروع القومي.
ومن جانبه، أكد اللواء علاء أبو زيد، محافظ مطروح، خلال كلمته، أن حالة الرضا الشعبي لأبناء مطروح و الضبعة، هو نجاح للقيادة السياسية والقوات المسلحة التي استطاعت بعد 40 عاماً بدورها الوطني القوى، في تحقيق معادلة صعبة تحقق مصلحة الوطن والمواطن كعنوان مصر الجديدة بتلاحم أبنائها من اجل تحقيق حلم المصريين وكيفية استغلال ثروات مصر وإمكانياتها من أجل مستقبل افضل.
وأشار أبو زيد الى أن الحوار المجتمعي يأتي لفَتح كافة قنوات الاتصالِ الشعبيةِ والرسميةِ للمناقشةِ والحوارِ البناءَ، بشأن إِقامة حُلم المشروعَ النووي السلمىِ المصري على أرضِ الضبعةِ، الذى يعد مَصدرَ فَخر واعتزاز لكل مصري، وتأكيد مَردودهُ الإيجابي على التنميةِ الشاملةِ بمصرِ عامةَ ومحافظةِ مطروح خاصةً، مع الإيمان بأن التطورَات الاقتصادية والتكنولوجية لا تَقِل أهميةً عن التطورَات العسكريةِ والسياسيةِ وأضاف أن قرار الرئيس السيسي بإعادة إحياء المشروع النووي السلمى المصري لتوليد الطاقة على أرض الضبعة - كأفضل مواقع المحطات النووية اختيارا في العالم، بعد توقف أكثر من خَمسِ وثلاثين عاماَ- يعد نقطة انطلاق جديدةَ للإعجاز المصري يفوق ما تقدم من إعجازات تتحقق مع اقامة مشروعات قومية متتالية في كافة ربوع محافظات مصر.
وأكد ترحيب أهالي الضبعة الذين لم ينخدعوا بالشائعات المغرضة حول الآثار السلبية للمشروع،بل قاموا عن وعى ووطنيةِ تامةِ بتسليم أرض المحطة النووية التي حَافظوا عليها طويلاً طواعيةً ودون قيد أو شرط للدولة إيماناً بدورهم ومسئوليتهم الوطنيةَ، واستمرارا لمواقف أبناء مطروح الوطنية كحماة البوابة الغربية لمصر. وأشار أبو زيد إلي أن هذا المَشرُوع القَومي الذى يُعد الأكثر أماناً على مستوى العالم بأحدث التقنيات العالمية في ذلك المجال سيعمل على دخول مصر ضمن قائمة الدول المصدرة للطاقة، و يوفر آلاف فرص العمل للشباب، مع التأهيل العلمي للإنسان المِصري وتدريبه على أحدث تقنيات العمل في ذلك المجال، بالإضافة الى انه سيجعل المنطقة متفردة بأول محطة نوويةِ في شمال أفريقيا. وتقدم محافظ مطروح بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على رعايته لشعبه والنهوض به في كافة المجالات، معلناً إطلاق اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على أهم الشوارع الرئيسية بمدينة الضبعة.
وأوضح د.محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن هذا الاجتماع يأتي فى إطار حرص الدولة على تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية سعياً لتحقيق الحلم المصري، والبدء في بناء وتشغيل المحطة النووية بالضبعة مع الالتزام بمتطلبات قانون حماية البيئة المصري وقواعد واشتراطات هيئة الرقابة النووية والإشعاعية وهيئة التشريع والرقابة النووية الدولية. وأضاف شاكر أن المحطة النووية المصرية الأولى بالضبعة تتكون من أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800ميجاوات يتم تنفيذها بالتعاون مع الجانب الروسي حيث بلغ المشروع المراحل النهائية للتوقيع على عقود الإنشاء والتشغيل، موضحًا أن هذه المحطات تتميز بأنها لا يصدر عنها أي انبعاثات للغازات الملوثة أو غازات الاحتباس الحرارى فضلاً عن أنها تتمتع بأعلى معدلات الأمان العالمية المستخدمة في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية. ويوفرهذا المشروع عدداً من المزايا الاجتماعية والاقتصادية والحضارية حيث أنه يوفر حوالى عشرة آلاف فرصة عمل جديدة لشباب المحافظة خلال فترة التشييد التي تمتد على قرابة ثمان سنوات ، فضلاً عن ما لا يقل عن 4 آلاف فرصة عمل أخرى بعد التشغيل، وسيترتب على المشروع رواج إقتصادي وسياحى سيكون له عظيم الأثر بعد تشغيل المشروع على منطقة الضبعة ومحافظة مطروح بكاملها
وأكد أن مشروع المحطة النووية بالضبعة سيؤدي دوراً جوهرياً فى تنويع مزيج الطاقة فى مصر وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية ويضع مصر على عتبة تكنولوجية متقدمة تختزل سنيناً طويلة على طريق التقدم العلمى والتكنولوجى.
وقدم الاستشاري العالمى وورلى بارسونز عرضاً تقديمياً استعرض فيه الدراسة البيئية والاجتماعية للمشروع التى أكدت الالتزام بجميع الجوانب البيئية والاجتماعية الخاصة بالتشييد والتشغيل الآمن للمحطة.
وخلصت هذه الدراسة إلى تأكيد أقصى معايير الأمان لمشروع المحطة النووية الأولى بالضبعة، حيث يستخدم مشروع المحطة مفاعلات نووية من الجيل الثالث طبقاً لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا، ويحتوى هذا الجيل على تصميم آمن ومقاوم لخطأ المشغل أى "العامل البشرى" ، ويزيد عمر المحطة على 60 عامًا ، ولها قدرة غير مسبوقة على مقاومة الحوادث الضخمة فيمكنها أن تتصدى لاصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 مترًا فى الثانية ، وتمتاز المفاعلات النووية أيضًا بالتشغيل الآمن دون أية تأثيرات سلبية على البيئة المحيطة به ، كما تضمن هذه المفاعلات عدم التسرب الإشعاعي عن طريق الفلاتر والحواجز المتعددة ، وتحتوى على نظام التحكم الآلي الحديث.