بدأت اتصالات وترتيبات عقب انتهاء أعمال القمة الإفريقية التي عقدت في غينيا الاستوائية نهاية يونيو لاستثمار الأفكار التي تخللت أول لقاء قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي ماريام دياسالين. وتشمل هذه الاتصالات الترتيب لعقد اللجنة المشتركة مع إثيوبيا في غضون ثلاثة أشهر' قبل نهاية الخريف' التي ستبحث في مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطوير التعاون, حيث تعد أديس أبابا من أكبر الدول الإفريقية التي تستقدم استثمارات مصرية في مجالات مختلفة. وقام وزير الري المصري بزيارة مهمة الي الخرطوم جاءت علي خلفية اتصالات جرت بين مصر والسودان وترتيبات لاستئناف المفاوضات التي تعثرت منذ يناير الماضي, فيما كانت الجولة الرابعة التي عقدت دون احراز أي تقدم بها بعد ثلاث جولات سابقة جرت جميعها في الخرطوم. وكشفت مصادر دبلوماسية عن اتفاق ثلاثي جري لأجل استئناف عمل اللجنة الثلاثية التي تضم خبراء فنيين من الدول الثلاث, فيما اعتبرته تنفيذ خارطة الطريق التي عبر عنها البيان المشترك في ختام مباحثات القمة المصرية الإثيوبية. وعلم الاقتصادي أن هناك اقتراحا تم التداول بشأنه بين مصر والسودان وإثيوبيا لاستئناف الجولة القادمة من المفاوضات حول السد يومي21 و22 يوليو بالخرطوم, ومن المنتظر نقل المفاوضات للقاهرة أو أديس أبابا بدلا من الخرطوم. ولفتت المصادر ايضا الي ما اعتبرتها أجواء جديدة ايجابية تمخضت عن لقاء مالابو بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإثيوبي, كما اعتبرت أن هناك مناخا جديدا يعكس الجدية والرغبة في العمل للتوصل الي تفاهمات تحفظ حقوق جميع الأطراف وتحول دون وقوع أي أضرار لأي من الدول الثلاث خاصة حقوق مصر في مياه النهر باعتباره السبيل والمصدر الوحيد لموارد المياه التي تحتاج اليها مصر. ونفت وجود معلومات عن اتفاقات جرت بين القاهرةوأديس أبابا خلال لقاء القمة بين السيسي وديسالين لوقف العمل في السد الي حين انتهاء المفاوضات أو اجراء تعديلات في مساره, وشددت علي أن كل هذه الأمور من التفاصيل التي ستكون موضع حوار الأطراف الثلاثة.. كما أشارت الي أن انعقاد الجولة القادمة للمفاوضات الثلاثية يأتي بغرض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من جانب اللجنة الفنية الدولية وهو استكمال الدراسات الفنية الخاصة بالسد لتجنب الأضرار المتوقعة في حال اتمامه بوضعه الحالي. وأبلغ الجانب الإثيوبي مصر استعداد أديس أبابا للتوصل الي تفاهمات من شأنها أن تحول دون وقوع أي أضرار ودفع الأمور الي الأمام بما يحقق مصالح كل الأطراف وتوقعت مصادر أن تشهد الجولة القادمة مناخا جديدا وانفتاحا علي عكس الجولات السابقة, تعكس ما جري خلال لقاء القمة المصرية الإثيوبية للتوصل الي تسوية للخلافات القائمة بشأن هذه القضية. علي صعيد ما أثير حول زيارة الرئيس الي أديس أبابا استبعدت المصادر اتمام هذه الخطوة في الوقت الراهن, ولفتت الي أنها برغم الاتفاق علي تبادل الزيارات لكنها ستأتي في وقت لاحق ووفقا للتطورات علي صعيد تسوية الخلافات القائمة بشأن السد.