أزاحت مناقشات اطلاق استراتيجية مصر لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية الغطاء عن كثير من الأسرار التي تحكم الموقف الغربي وخاصة الأوروبي من منظمات المجتمع المدني. وخلال هذه المناقشات كشف السفير محمد غنيم «نائب مساعد وزير الخارجية لشئون اللاجئين والهجرة والاتجار بالبشر» عن تحفظ مصر علي خطة قمة فاليتا التي قدمها الاتحاد الأوروبي لدعم عملية التنمية في دول حوض المتوسط، ومن بينها مصر واصراره علي اختيار منظمات بعينها لتنفيذ مشروعاته بها، برغم أن الخارجية قدمت الي الاتحاد قائمة تضم 25 مشروعا تحتاج اليها عملية التنمية أكثريتها لمنظمات غير حكومية، غير أنها فوجئت برفضها واصرار الاتحاد علي اختيار منظمات معينة لتنفيذ مشروعاته من خارج المسجلة وفقا لقانون الجمعيات الأهلية، مما أثار الشكوك حول جدية الاتحاد في دعم خطط وعملية التنمية، التي كشفت عن غياب الشفافية والانتقائية. كما كشف السفير محمد غنيم عن أن الاتحاد الذي يتغني بمكانة مصر ليل نهار ويفرط في الحديث عن اهتمامه بدعم عملية التنمية بها لم يقدم اليها سوي 11 مليون يورو من اجمالي ميزانية الصندوق الذي أقرته قمة فاليتا وهو 1،8 مليار يورو، ثم نسمع كلاما جميلا من الاتحاد «أن مصر دولة مهمة لنا»،وقال إن لدي مصر خطة استراتيجية متكاملة قدمتها الي الاتحاد الأوروبي تغطي احتياجاتها في مختلف المجالات، أشار الي ضرورة التعامل معها بشفافية اذا كانت هناك جدية ورغبة حقيقية في دعم عملية التنمية. ووجه نائب مساعد وزير الخارجية اللوم لموقف أوروبا لأسلوب التعامل مع قضية المهاجرين غير الشرعيين، مشيرا الي وجود مصلحة مشتركة لها وللدول المصدرة لهؤلاء المهاجرين خاصة أن هذه القارة في حاجة ماسة للثروة البشرية في ظل ما تعانيه من نقص للنمو السكاني بها، وقال إننا نرصد بقلق شديد تصاعد الموجات العدائية للمهاجرين في أوروبا. فشل سياسات المكافحة وقال السفير محمد غنيم إن تجارة البشر غير الشرعية أصبحت رقم 2 في العالم وباتت الأكثر ربحية بعد تجارة السلاح، وقال إن أخطاء من الجانبين المصدر والمتلقي وراء فشل سياسات مكافحة هذه الظاهرة، وكذا دور المنظمات غير الحكومية والتعامل معها بانتقائية وصلت الي التهديد بفرض عقوبات في حال منعها عن منظمات واصرار علي منحها للأخري، مؤكدا أن المسألة تحتاج الي شفافية وحرص علي جدية في التعامل معها. وقال إننا غير راضين عن خطة قمة فاليتا التي جرت في 2015 لما تضمنته من انتقائية وعدم شفافية، وتهديد بتنفيذ المشروعات التي تختارها هم»الأوربيون « ولفت الي أن هناك سوء ادارة ومشروطية من الجانبين المعنيين بمكافحة الهجرة غير الشرعية «المانح والمتلقي» مما أجهض كل الجهود التي بذلت لهذا الغرض بالتعامل مع هذه القضية. وأكد أن مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر قضية تحتل أولوية قصوى للحكومة المصرية وترجع أسبابها لتردى الأوضاع الاقتصادية والفقر والبطالة في منطقة جنوب حوض المتوسط، معتبرا أن الشخص المهاجر هو طموح ومجتهد لانه يبحث عن تغيير ظروفه للافضل، ولفت الي ان المعطيات الديمجرافية للقارة الاوروبية تؤكد أنها تحتاج الي مهاجرين بطرق نظامية للعمل والانخراط بها، ولذا لا بد من تنسيق العمل المشترك وفتح قنوات التواصل لتنظيم هذه المسألة دون ان ينظر كل طرف للآخر نظرات استعلائية أو دونية. ولفت الى أن وزارة الخارجية تتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة للاستفادة من عمل اللجنة لشرح القضية عالميا والتنسيق بين الجهات المختلفة باعتبار القضية عابرة للحدود ومتعددة الجنسيات، كما ان مصر تعتبر جزءا من الاسرة الدولية ولا يمكن ان تنفصل عنها وبالتالى فهى تلعب دورا مهما. ودعت السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر لأهمية التواصل مع القطاع الخاص وقطاع الأعمال لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية الجديدة، وقالت إن هناك تواصلا مع منظمة الاممالمتحدة للصناعة واليونيدو للاهتمام بتطوير قطاع الزراعة .