فجأة دون مقدمات ارتفع سعر السكر إلى 8 جنيهات رغم وجود نحو 750 ألف طن فائضا من 2015 يقتضى عدم الاستيراد لحبة سكر حتى نهاية ديسمبر المقبل، والسؤال الذي يطرح نفسه: أين ذهب هذا الفائض؟ ومن صاحب دخول السكر إلى جانب الأرز في ارتفاع السعر؟ ولمصلحة من يحدث ذلك بالأسواق؟ وكم نحتاج إلى مصانع جديدة ومساحات إضافية لتوفير عنصرى السكر من قصب وبنجر لتقليص الفجوة الاستيرادية المقدرة ب 800 ألف طن سنويا؟. أيضا صناعة بها 04 مليار جنيه. بداية أكد المهندس عبد الحميد سلامة رئيس شركة الدلتا للسكر وجود 750 ألف طن فائض من 2015، وهذه الكمية كانت تكفى لسد الفجوة بين الإنتاج المحلى الذى يصل 2.4 مليون طن سكر فيما الاستهلاك يصل إلى 3.2 مليون طن، ومن هنا فإننا كنا نتوقع عدم الاحتياج حتي بدء عام 2017، مضيفا أن هناك أمورا حدثت منها انخفاض الإنتاج المحلى من 2.4مليون طن إلى 2.1مليون طن سكر مما يعنى حدوث فجوة تقدر ب300 ألف طن، وسألنا وقتها عن سبب انخفاض الإنتاج من قصب السكر وبنجر السكر أجابت الزراعة التغيرات المناخية إضافة إلى أن هناك بعضا من الشركات المحلية المنتجة للسكر قامت بتصدير كميات قاربت ال 300 ألف طن لارتفاع سعره عالميا، فهى كانت تورده للشركات المصرية والتموين والتجار بنحو 4500 جنيه للطن فيما كان بالخارج تجاوز ال6000جنيه للطن، ولولا صدور قرار وزارى بفرض رسوم جمركية على التصدير بقيمة 900جنيه للطن لحدثت فجوة كبيرة تجاوزت المليون طن لأن المصدرين والتجار كانوا سيستمرون في التصدير، وهذه الرسوم أحدثت فرملة وأبقت على قرابة ما تبقى من ال 750 ألف طن وهى 150ألف طن ..إذن الكمية الفائضة من 2015 لم تعد تكفى لسد الفجوة مما يتطلب الاستيراد حيث الأرصدة لاتكفى أكثر من شهرين حاليا، مضيفا أن المشكلة التي تواجه الاستيراد الضرورى للسكر هى ارتفاع سعره عالميا بالبورصة إلى ماقيمته بالجنيه إلى اكثر من 7000جنيه للطن. طالب سلامة بضرورة ضبط الدولة لسعر السكر حيث هناك بعض من التجار اشترى السكر من مصانع إنتاجه وشركاته بسعر أعلى مما تورد به للدولة أو السلع التموينية وقاموا بتخزينه لطرحه بعد ذلك بسعر أكثر، وهذا ما يحدث حاليا وقال: إن إنتاج السكر عالميا انخفض بنسبه 01% أي قرابة ال 16مليون طن حيث إجمالى الإنتاج العالمى يتراوح بين 150160مليون طن سكر سنويا. وحول لماذا لا تقام مصانع جديدة لسد الفجوة من السكر أجاب أن تكلفة إنشاء مصنع واحد لاتقل عن 1.5مليار جنيه وذلك لإنتاج 150ألف طن سكر، وأي مستثمر يحتاج ألف باء الاستثمار لضمان الربحية لما ضخه من أموال في مشروعه، وهذا غير موجود لأنه لاتوجد سياسة واضحة تفرض عدم زيادة الاستيراد عن الفجوة الاستهلاكية التي تقدر ب800 ألف طن لأن المستوردين في 2014 استوردوا نحو 1.4مليون طن لانخفاض سعره عالميا حيث كان يساوى 2600 جنيه للطن وهذه الكميات الكبيرة جدا هي سبب الفائض ال 750 ألف طن وأيضا تسبب في خسارة لكل الشركات العاملة في إنتاج وصناعة السكر، وأنا شخصيا لدى مليار جنيه سحب على المكشوف من البنوك أدفع عنها %11 فائدة وغيرى من منتجى السكر كثير. وسألته هل أسعار توريد قصب السكر أو البنجر اقتصادية مجزية للفلاحين ؟ أجاب أنها تزيد ب30٪ عما يدفع لمثيلهم بدول العالم المنتجة للسكر مثل البرازيل وغيرها، لكن المشكلة أن الزراعة المصرية مكلفة جدا، ولك أن تتخيل أن تعامل شركات إنتاج السكر من البنجر تتعامل مع 500 ألف مزارع لمساحة 300 ألف فدان وكذلك قصب السكر 200 ألف مزارع ل200 ألف فدان لأن الملكية بمصر لاتزيد على فدان للفلاح إلا نادرا فيما الفلاح الأجنبى يبدأ تعامله مع مصانع إنتاج السكر ببلاده ب600 فدان على الأقل ، وهناك من يجاوز ال 1000فدان ، ولك أن تقارن التعامل مع 300 ألف مزارع أم 300 مزارع أو 400 مزارع على الأكثر لذات المساحة في الخارج. مشيراإلى أن فدان قصب السكر ينتج 38طنا ويمكث بالأرض عاما كاملا يورد الطن ب400 جنيه للفلاح مما يعنى دخلا يصل 15إلى ألف جنيه ينفق منها على زراعته حتى إنتاجه قرابة ال 7 آلاف جنيه أى عائده يصل 8 آلاف جنيه عن الفدان في العام مما يعنى 650جنيها شهريا، أما البنجر فيمكث بالأرض 6 أشهر لينتج الفدان 20 طنا ب 6 آلاف جنيه تقريبا أي المحصولان متقاربان في العائد ، موضحا أن تكلفة إنتاج طن السكر في مصر تتراوح 45004600 جنيه مطلوب توريده ب 5 آلاف جنيه ليصل إلى المستهلك بعد النقل والتغليف إلى 5.5جنيه للسكر؛ وذلك لتستمر صناعة السكر في مصر ويمكننا أن نخفض فاتورة الفجوة مستقبلا، مستنكرا الاستماع من الدولة لأصحاب الصوت العالى بالمصالح الشخصية التي في كثير منها عدم مراعاة الصناعة المحلية واستثماراتها وعمالتها التي تعد بالآلاف. فيما يرى المهندس أحمد البكرى رئيس مجلس إدارة شركة الفيوم لإنتاج السكر من البنجر أن الأسعار العالمية للسكر بالبورصة قفزت فجأة من 3600 جنيه أرض ميناء الإسكندرية إلى 6800 جنيه وهذه الارتفاعات بسبب التغيرات المناخية التي تسببت في نقص الإنتاج لدى الدول الرئيسية في السكر كالبرازيل . مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار العالمية للسكر بالبورصة تسببت في إحجام كثير من المستوردين عن الاستيراد، إضافة إلى صعوبة تدبير التمويل من الدولار ، ولو تم ذلك من خلال السوق السوداء للدولار فستكون الأسعار فوق تحمل المواطنين لها خاصة أن السكر سلعة رئيسية في استهلاك المصريين . ولكن من ناحية أخرى هذه الأسعار العالمية المرتفعه دفعت شركتى النيل وصافولا للتصدير إلى الخارج وذلك بكميات لاتقل عن 200 ألف طن لربحية التصدير عن السعر المحلى للتوريد الذى يقل بأكثر من 30٪ عن العالمى. وقال البكرى إن التغيرات المناخية بمصر أحدثت عجزا في الإنتاج بما يقارب 200 ألف طن سكر كل ذلك زاد من الفجوة المقدرة بنحو 800 ألف طن سنويا وهى ثابته منذ قرابة ال 5سنوات. وقال إن شركات إنتاج السكر تخسر مند عامين بسبب فتح باب الاستيراد على مصراعيه مما تسبب في إغراق الأسواق في الفترة الماضية لرفض سعر السكر عالميا. إضافة إلى الشركات المحلية تورد طن السكر بسعر بين 4050 و4100 جنيه في حين تكلفته بين 4400و4450 جنيها على أرض المصنع ، مشيرا إلى أن وزير التموين السابق خالد حنفى اتفق مع الشركات المنتجة للسكر على توريد 200 ألف طن قبيل شهر رمضان حلا للأزمة الموجودة وقتها وذلك بسعر 4050 جنيها للطن ثم عاد وتعاقد على 200 ألف أخرى بسعر 4550 جنيها مع شركات بنجر السكر الأربع وهى الدلتا 65 ألف طن، الدقهلية 65 ألف طن، الفيوم 35 ألف طن، النوبارية 35 ألف طن ،وذلك التوريد على أربعة أشهر بدءا من أغسطس وحتي نوفمبر ، وتم بالفعل توريد شهرى أغسطس وسبتمبر بنحو 50% من الكمية أي 100ألف طن وذلك لعلاج مشكلة بطاقة التموين وهذه الكميات كانت تطرح بالسوق الحرة ، وهذا يعد الخطأ الذي ارتكبه وزير التموين؛ حيث كانت الشركات الحكومية المنتجة للسكر من القصب هي المسئولة عن توفير حصة بطاقات التموين المقدرة ب1.2مليون طن بواقع 100ألف طن تقريبا، وكانت شركة الحوامدية تقوم بتكرير 350 ألف طن سكر خام مستوردة لتوفير سكر البطاقات التموينية . موضحا أن إنتاج السكر من القصب يبدأ في ديسمبر فيما من البنجر يبدأ في فبراير وأن هناك 6 مصانع تنتج السكر من البنجر تصل استثماراتها 12مليار جنيه بواقع 2مليار جنيه للمصنع الواحد. وقال البكرى إن حجم استثمارات صناعة السكر بمصر لايقل عن 40 مليار جنيه وإن الفجوة الاستيرادية تحتاج 4 مصانع لإنتاجه من البنجر الذى يستهلك 52% مما يستهلكه القصب من المياه ويمكث 6 أشهر بالأرض فقط ، وهذه المصانع الأربعة تحتاج 10مليارات جنيه على الأقل لإنشائها ومساحة 500 ألف فدان، ويفضل أن تكون من الأراضى الجديدة حيث تجود زراعة البنجر بها ويعطى إنتاجية، إضافة إلى إصلاحه للتربة، وحول تكلفة الفجوة الاستيرادية بالدولار أجاب أنها تقدر ب800 ألف طن في 500 دولار للطن = 4مليارات دولار أى ماقيمته 36 مليار جنيه بسعر الدولار البنكى ، أما سعره في السوق السوداء فيرجع إلى مايجرى فيها من أسعار تختلف بين اليوم الثانى. ومن جانبه يرى الدكتور محسن البطران أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة أن تكلفة الزراعة في مصر أعلى من الخارج وأن الدول الأخرى تدعم مزارعيها سواء أوروبا أو أمريكا وبطرق ووسائل مختلفة ، مما يستوجب النظر من الحكومة المصرية إلى أسعار توريد المحاصيل الرئيسية من سكر وقمح وذرة، مطالبا بزيادتها وفق معدلات التضخم وهنا تتطلب الزيادة أن تكون بين 1820٪ من السعر الحالى أي نحو 80 جنيها لطن قصب السكر و60 جنيها للبنجر، مشيرا إلى ارتفاع مستلزمات الإنتاج خاصه الأسمدة التي تلعب دورا كبيرا في زيادة إنتاجيه الفدان . وأضاف البطران أن السياسة الزراعية يجب أن تضع في اعتبارها التكلفة عندما تحدد السعر لأى محصول مع مراعاة ارتفاع الأسعار في كل مستلزمات الإنتاج من أسمدة ، وعمالة ، ورى ، ونقل للمحصول وخلافه مما يشجع الفلاح على الاستمرار في الزراعة والأهم هو تقليص الفجوة الاستيرادية في المحاصيل الرئيسية التي لاتستقر على سعر معين في البورصات العالمية، وكثيرا ما ترتفع إلى الضعف نتيجة نقص حاد في الإنتاج العالمى بالدول المصدرة للسلعة، كما أن ما يمنح للفلاح المصرى من أسعار مجزية يضخ مرة أخرى في الأسواق المصرية بصور مختلفة في المحصول على احتياجات المعيشة. وطالب د . البطران بضرورة أن يفتح باب الاستيراد للسلع التي يقل فيها الإنتاج المحلى عن الاستهلاك ، بمقدار الفجوة وليس سداح مداح استغلالا لانخفاض السعر عالميا وذلك تحطيما للصناعات المحلية وتشريدا لعمالتها وضياعا لحجم استثماراتها. ومن وجهة نظر الدكتور سعد نصار رئيس مركز البحوث الزراعية السابق وأستاذ الاقتصاد بزراعة القاهرة يرى أن التجار وراء هذه الأزمة؛ حيث اشتروا السكر من الشركات المنتجة وقاموا بتخزينه لطرحه بعد ذلك بأسعار أعلى ؛ حيث إنهم يتابعون الأسعار العالمية ويعلمون أنها في زيادة مستمرة وأن الدولة لاتتوافر لديها العملة الصعبة، مطالبا الدولة بضبط سوق السكر ورقابته لأن وصوله لأكثر من 7جنيهات ليس مقبولا ، رغم أنه عالميا أقرب من ذلك السعر إلا أن هناك فائضا سابقا سمحت الدولة في وقت ما بالتصدير لبعض الشركات المحلية لارتفاع سعره عالميا ولم تنتبه لذلك إلا مؤخرا وفرضت رسوما جمركية 900 جنيه على الطن المصدر من مصر. وحول تقليص الفجوة من السكر يرى الدكتورعبدالوهاب علام رئيس مجلس المحاصيل السكرية أنه لو كل مصرى تنازل عن ملعقة سكر يوميا ماستهلاكه لأمكن توفير قرابة ال160ألف طن تعتبر طاقة مصنع جديد يتكلف في إنشائه حاليا أكثر من مليار جنيه، وتوفر في كمية الاستيراد ما تقدر تكلفته بأكثر من 700 مليون جنيه وفق الأسعارالعالمية حاليا ؛ حيث إن المواطن المصرى يستهلك نحو 33 كيلو جراما سنويا من السكر ، فيما العالمى 21 كجم ،والمتوسط الصحى لايجاوز 25كجم ، وأن توفير المصرى ملعقة سكر يوميا من استهلاكه تعنى 2 كجم يتم توفيرها وهى في الوقت ذاته لن تؤثر فى استهلاكه، وأيضا جانب صحى مهم له وكلنا يعلم كيف يعانى المصريون من مرض السكر