فى حديث مع رجل الاعمال معتز الألفى.. تطرق الى بعض القضايا والملفات الاقتصادية.. قال الرجل: انه لا اصلاح شاملا بدون معالجة مشكلة الزيادة السكانية، واضاف: هذه اهم مشكلة تواجه التنمية .. والحقيقة اننى مقتنع - ومنذ سنوات طويلة - بان الزيادة السكانية احد ابرز التحديات التى تواجه التنمية فى مصر - ان لم تكن اهمها - ولكن لا يقترب منها احد، ولا تحظى باهتمام على المستوى الرسمى او المجتمع المدنى، والاعلام، على المستوى الرسمى لا تكاد تصادف اى اهتمام بهذ القضية وثمة غياب لاستراتيجية واضحة للتعامل مع هذه المشكلة البالغة الخطورة، حيث إن استمرار معدل النمو السكانى بنفس المستوى الحالى 2.5 % يمثل تحديا كبيرا لجهود التنمية على جميع المستويات، من الخدمات الاساسية كالتعليم والصحة الى المرافق والخدمات العامة، لاسيما ان مصر تعتبر من اكثر الدول معاناة من اثار المشكلة السكانية بأبعادها المختلفة سواء معدل النمو المرتفع الذى يصل الى ضعف معدلات النمو السكانى فى الدول النامية و5 اضعاف الدول المتقدمة ! الى جانب سوء التوزيع السكانى، حيث التركز الشديد - 99 % من السكان يعيشون على مساحة لا تتعدى 5.3% بالوادى والدلتا - اضافة الى تدنى مستوى الخصائص السكانية، من حيث المستوى التعليمى والثقافى ونسبة مشاركة المرأة فى النشاط الاقتصادى والاجتماعى، الى جانب ارتفاع نسبة الامية 38٪ بين الاناث، و24 % بين الذكور . لم يعد من الممكن تجاهل مشكلة الزيادة السكانية، عند الحديث عن الصعوبات الاقتصادية والمشكلات التى تواجه التنمية فى مصر، الزيادة السكانية تصل الى 2 مليون نسمة سنويا، وعدد السكان سيتجاوز 120 مليون نسمة عام 2030، اى ان التحديات والضغوط ستتزايد على الموارد الاقتصادية والطبيعية المحدودة، معدل الزيادة الطبيعية تطور خلال عام 0002-4102، ليرتفع إلى 2.52٪ بعد أن كان تراجع الى 2.11 % عام 2000، واستمر الانخفاض فى المعدل الى ان سجل 1.94% عام 2007، وذلك قبل ان يرتفع مرة اخرى ليصل الى ذروته عام 2012 حيث بلغ 2.55٪ .. لقد تضاعف عدد السكان عدة مرات - 5مرات - فى اقل من 90 سنة من 20 مليون نسمة عام 1950 الى نحو 50.4 مليون عام 1986 الى نحو 60 مليونا عام 1996 ليقفز الى 92 مليونا حاليا، ولاشك أن هناك علاقة بين هذه الزيادة الكبيرة وارتفاع نسبة الفقر، خاصة انها ارتفعت مؤخرا منذ 2011 وحتى 2015 لتصل الى 27.8 % فى ظل الارتفاع الملحوظ فى معدلات المواليد خلال هذه الفترة . التركيبة السكانية ايضا تحتوى على مشكلة، حيث يمثل الاطفال 40% من عدد السكان نتيجة ارتفاع المواليد وهو الامر الذى يجعل مصر من اكثر دول العالم ارتفاعا فى نسبة الاطفال فى الشرائح العمرية الاقل من 15 عاما، وبالتالى يزيد من الضغوط على الاقتصاد، واعباء وتكاليف المعيشة للاسرة، حيث ان الاطفال اكثر احتياجا للخدمات . المجتمع المصرى يواجه انخفاضا فى مستوى الخصائص السكانية، من حيث المستوى التعليمى والثقافى ومشاركة المرأة فى النشاط الاجتماعى، وهو ما يؤثر بلا شك على درجة الوعى بين المواطنين باهمية وخطورة المشكلة السكانية، خاصة فى ظل ارتفاع نسبة الامية، ويزيد الطين بلة العلاقة بين الفقر وارتفاع معدلات المواليد فكثير من الاسر الفقيرة تعتبر زيادة عدد الاطفال مصدرا للدخل . الزيادة السكانية بهذا الشكل وبتلك الخصائص تمثل تحديا اساسيا يواجه التنمية، اذ لن يحدث تحسن ملموس فى مستويات المعيشة، الا فى حالة تحقيق معدل نمو اقتصادى يفوق 3 اضعاف معدل النمو السكانى ولفترة مستمرة، بعبارة اخرى لابد من تحقيق معدل نمو يصل الى 8٪ ولسنوات طويلة حتى يشعر المواطنون بتحسن مستويات المعيشة، مع العلم ان استمرار معدل النمو المرتفع وسوء توزيع السكان، يمثل ضغطا كبيرا على المرافق العامة، فى بعض المحافظات لاسميا القاهرة والجيزة والاسكندرية ومحافظات الوادى والدلتا. لا مفر اذن من تبنى الدولة على مستوى الحكومة والمجتمع المدنى، والاعلام، استراتيجية واضحة من اجل زيادة الوعى بحجم ومخاطر الزيادة السكانية بالمعدلات الحالية، لاسيما ان هناك تجارب ناجحة، وان كانت حققت بعض النجاحات المحدودة، إلا أنه يمكن البناء عليها من اجل خفض معدل النمو السكانى . - بين السطور - مطالبة اتحاد الصناعات بزيادة دعم الصادرات من 6 مليارات جنيه الى 16 مليار جنيه، فى ظل العجز الحالى الذى تعانى منه الموازنة العامة قد لا يكون مناسبا، وان كنت ارى ان دعم الصادرات بشكل عام امر مهم، ولكن يجب ان يتم ربطه بتوريد المصدرين حصيلة التصدير بالعملات الاجنبية الى البنوك، الى جانب الشروط التى حددتها اللجنة الوزارية لدعم الصادرات فى اجتماعها منذ ايام ولعل اهمها تعميق الصناعة المحلية، وتحفيز صادرات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وصادرات مشروعات الصعيد وسيناء..