في مصر الآن ظاهرة جديدة بدأت بوادرها منذ سنوات وتطورت الآن في ظل مناخ حرية ما بعد ثورة يناير والموجة الثانية للثورة في30 يونيو, هذه الظاهرة ينميها أصحاب النفوس المريضة والبلطجية في السياسة والاقتصاد وفي الشارع المصري وفي مواقع العمل. هذه الظاهرة تقوم علي مبدأ واضح هو من أمن العقاب أساء الأدب, وأن كل من يعتنق هذا الفكر المريض يقول في نفسه وإيه يعني حيعملوا فينا إيه. وأنا أقتبس جزءا مما نشرته الصحيفة المتألقة المصري اليوم الاثنين الماضي علي لسان د. عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور ردا علي وجود ادعاءات بأن النيابة العامة تحقق مع نشطاء سياسيين حصلوا علي تمويل من الخارج نقلا عن وثيقة من موقع ويكيليكس الشهير واتضح أنها مكذوبة ومفبركة في محاولة للإساءة إلي رموز ونشطاء لتخويفهم وإبعادهم عن المشاركة في صناعة مناخ جديد من الحرية والقضاء علي الفساد. قال الشوبكي: إن ما يحدث يثبت أننا في جو سياسي مسمم, يفرز باستمرار محاولات تشويه رموز العمل الوطني, عبر بلاغات كيدية. وما يحدث في السياسة يحدث كل في مناحي الحياة بالفعل هناك فساد وبالفعل هناك منظمات مجتمع مدني تتلقي مساعدات من هيئات أمريكية وألمانية وغيرها ولكن ضمن إطار قانوني وتحت إشراف ومتابعة من الحكومة والجهاز المركزي للمحاسبات ومعظمها يذهب إلي تدريب مهني وحرفي للعمال والفلاحين والأطباء والصحفيين والمحامين, ولكن هذا لا يمنع أن وسط هذه النجاحات قليلا من الطامعين الذين أساءوا استخدام تلك المساعدات لأغراض وأهداف شخصية وأنه تجب ملاحقتهم دون الإساءة إلي الأغلبية حتي لا تتراجع عن المشاركة في التنمية والتحديث والانفتاح علي العالم. وتبعا لنفس المبدأ وهو أنه من أمن العقاب أساء الأدب.. خرج علينا إرهابيون استوطنوا في أرض سيناء علي مدار سنوات عديدة وأشاعوا فيها أفكارا مسممة حول الجهاد وحول الدين واستغلوا غياب الدولة عن أرض سيناء ليعيثوا في الأرض فسادا حتي تحولت من مجرد أفكار مسمومة إلي أعمال تخريبية تستهدف تنفيذ مخططات أجنبية لأعداء مصر مستغلين حب البعض للدين ولوطنهم مصر وأوهموهم أن الجهاد ضد النظام الحاكم الفاسد هو في سبيل الله. وفي الشارع المصري خرج الباعة الجائلون الذين احتلوا الطرقات وأقاموا الخيام وافترشوا الملاءات في ميادين القاهرة والمحافظات ومعظمهم من البلطجية وبعضهم يعمل في عصابات منظمة للسرقة وتجارة المخدرات تحت ستار البحث عن لقمة العيش من خلال فرشة في وسط الميدان, وكان آخر تلك العمليات الإرهابية أن هددوا محافظ القاهرة بتجميع استمارات تمرد لعزل المحافظ لأنه يرفض أن تقام أكشاك في ميدان محطة مصر في قلب العاصمة وخلف جامع الفتح وأسفل كوبري أكتوبر لتصبح العشوائيات عملا قانونيا. وفي المصانع والصحف والشركات كما في كثير من مواقع العمل ظهرت فئات من البلطجية الذين استمرأوا الكسب الحرام لتعطيل العمل وكيل الاتهامات لكل من يحاول دفعهم إلي العمل أو علي الأقل أن يتركوا الغالبية الصالحة في ممارسة أعمالها بدون وقفات احتجاجية وشكاوي كيدية واتهامات مكذوبة بالعمالة الأجنبية أو التبعية للإخوان المسلمين أو أي اتهام يخطر علي بال هؤلاء المرضي النفسيين, ويكون علي المتهم أن يثبت براءته من تلك التهم, وليس العكس فالقاعدة تقول إن البينة علي من ادعي.. واليمين علي من أنكر, ولكن هؤلاء المعاقين نفسيا والبلطجية والفاسدين يحاولون إشاعة مناخ عمل مسمم لابتزاز القيادات الناجحة وتخويفهم من عمليات مقاومة الفساد, وهم يسيرون علي خطي المحامي الطويل اللسان الذي ينفث سمومه ضد كل الناجحين في المجتمع بحثا عن الأضواء والشهرة, رغم فشله السريع في كل المناصب التي تولاها. إذا لم يكن في القانون ما يردع هؤلاء الحاقدين في كل مواقع العمل, فإن علي الشرفاء أن يتصدوا للفاسدين الفاشلين لاستعادة المناخ السليم النظيف للعمل, وإنقاذ مؤسساتنا التي كادت لا تقوي علي سداد مرتبات العاملين فيها. [email protected]