تراجعت مؤشرات البورصة المصرية بنحو جماعي خلال تعاملات الأسبوع المنقضي متأثرة بالمخاوف من توجيه ضربات عسكرية دولية ضد سوريا ما قد ينعكس على جاذبية المنطقة إستثماريا. وانخفض مؤشر "إى جى أكس 30"، الذى يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة، بمقدار 2.9% تعادل 157 نقطة ليهوي من مستوي 5424.6 نقطة مغلقاً عند 5267.7نقطة. فيما تراجع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إى جى أكس 70"، بمقدار 1.19% تعادل 5.3 نقطة ليصل إلى 441.49 نقطة مقابل 446.81 نقطة. وتراجع المؤشر الأوسع نطاقاً "إى جى أكس 100" بمقدار 1.44% تعادل 11 نقطة ليصل إلى 746.9 نقطة مقابل 757.82 نقطة. وخسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة مايقرب من 5.6 مليار جنيه مسجلا 354.727 مليار جنيه مقابل 360.354 مليار جنيه بنهاية تعاملات الأسبوع قبل الماضي. وأكد وسطاء فى السوق ل"الأهرام الاقتصادي" على إن تداعيات الوضع في سوريا وقرب توجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري كانت العامل الاكثر تأثيرا على أداء السوق خلال تعاملات الأسبوع الماضي. قال محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار، أن مخاوف اندلاع حرب دولية ضد سوريا دفع المستثمرين إلى عمليات بيع عشوائية فى كافة الأسواق العربية وذلك تحت ضغط العامل الجيوسياسي الذي يعم المنطقة. وأرجع عادل الهبوط الذي تعرّض له السوق المصري إلى عدة أسباب اخري منها قيام العديد من المتعاملين بإغلاق حساباتهم المكشوفة مع نهاية الشهر . واضاف قائلا:"كان مفترضاً أن تتراجع الأسواق لكن بنسب معقولة، إلا أن سيطرة المضاربات على الأسواق خلال الفترة الماضية فاقم من حدة الهبوط ". موضحا أن مسألة توجيه ضربة عسكرية لسوريا جاءت بمثابة الشرارة التي أطلقت موجة التصحيح، إضافة إلى ما يتردد من أنباء بشأن تقليص حزمة التحفيز الكمّي في الولاياتالمتحدة. ولفت عادل إلى أن أسواق المنطقة كانت على موعد مع تصحيح مستحق بعد الارتفاعات الكبيرة وقال ان المخاوف الجيوسياسية تدفع الناس للخروج عادة الا ان مصر ستكون الاقل تاثرا بين الاسواق العربية خلال هذه الفترة وأكد أن "الموضوع لا يقترن بالأمور الفنية، وتبقى هذه المخاطر محدودة مع تصاعد وتيرة الخطر الجيوسياسي، فتوجيه ضربة محتملة لسوريا أمر متوقع، ولكن ردود الفعل الإخري هي الجديرة بالبحث ". اكد نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار علي ضرورة قراءة متداولي (البورصة) المشهد السياسي الخارجي بواقعية والتأني في الاوامر الاستثمارية لضمان الخروج الامن سواء كان ذلك بعمليات الشراء او البيع نظرا للانخفاضات التي تواجهها السوق بفعل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة مؤكداً أن فوائض الأموال العربية علي الارجح هي التي ستقود السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة اذا استمرت الاوضاع الحالية . ونصح المتداولين بضرورة قراءة المشهد السياسي دون المبالغة سواء كان بالتفاؤل او التشاؤم وعدم الالتفات الى الشائعات التي تطلق حاليا و التي قد تكون مضللة من اجل تحقيق اغراض خاصة ودعا عادل الى "البحث عن اسباب الانخفاض مبينا ان "هذا العامل الخارجي تأثيره مؤقت غالبا " مشيرا الي ان الظروف الحالية تستدعي الترقب لتحين الفرصة الاستثمارية التي يحقق من خلالها المتداول اتزانا في العملية الاستثمارية سواء كانت بالبيع او الشراء دون الاخلال بالأسهم التي يمتلكها بفعل معلومات تروج حاليا في السوق معظمها يفتقد الدقة والمصداقية موضحا أن البورصة لن تكون جاذبة للاستثمار بدون استقرار مشيرا الي أن تفاعل السوق مع الاحداث السياسية يعكس مدى الكفاءة التى وصلت إليها البورصة المصرية واندماجها مع الواقع .