تراجع موقف وزير السياحة يحيى راشد، من تأييد مبادرة تشجيع السياحة الخليجية التى عرفت باسم « تعالى زور مصر والطائرة بريال»، من تأييد المبادرة واعلان دعمه لها ولكل مبادرة أو هى فكرة لتنشيط وتشجيع السياحة الواردة لمصر، الى اصدار بيان من جانب المتحدث الرسمى لوزارة السياحة تنفى فيه أن يكون لوزارة السياحة علاقة بأى مسميات أو شعارات للمبادرة العربية لتشجيع السياحة، وتؤكد رفض الوزارة بصفة خاصة لمسمى هذه المبادرة لمساسها باسم مصر وصورتها بالخارج، وطفت على السطح بوادر مواجهة بين مؤيدى المبادرة والمعارضين لها، ما الذى حدث، وما هى اسباب تراجع الوزير عن موقفه بين ليلة وضحاها؟ تلك قصة اخرى تعكس تشابك المصالح وتضاربها بين العاملين فى قطاع السياحة سواء من الشركات او الفنادق، وهو ما نحاول الكشف عنه فى هذا الموضوع: هشام إدريس رئيس شركة الوادى للسياحة المعروف عنها تركيز نشاطها على السائحين ذوى الدخول المرتفعة، يعيب على المبادرة فى عدة أمور، فى مقدمتها أولا: أنها محددة على شرم الشيخ، وهذه مشكلة لأنها المقصد السياحى الوحيد الذى يعمل ولا داعى لخفض تذكرة الطائرة لتصبح ريالا، وثانيا: فإن المبادرة تعنى فتح شىء جديد، أو تشغيل مقصد سياحى لا يجد عملا مثل الأقصر وأسوان والغردقة وطابا ونويبع، وبدلا من ذلك يتم الذهاب إلى مقصد يعمل ونقوم بإهداره، وثالثا: السائح السعودى أو العربى يصنف كسائح ذى دخل مرتفع، وهدفنا أن نعلى من بلدنا وجلب السائح من المستوى الاجتماعى المرتفع، خاصة أن فنادقنا فى شرم الشيخ والغردقة أنشئت بمبالغ كبيرة، وخفض التذاكر لا يؤدى لأى تشجيع لهؤلاء الضيوف على وجه التحديد، وأخيرا فإن السائح المرتفع الإنفاق يحب أن يذهب إلى مكان يلتقى فيه مع قرنائه من نفس المستوى، فالأمراء والشخصيات الهامة التى ترغب فى القدوم إلى شرم الشيخ، قد لا يرغبون فى الوجود مع السائح القادم بسعر ريال سعودى، مما سيؤدى فى النهاية إلى هروب هؤلاء السائحين ذوى الانفاق المرتفع، مؤكدا أن السعودية خرج منها 18 مليون سائح العام الماضى حصلت منهم دبى على 14 مليون بعدد 400 ألف عائلة سعودية، وبلغ نصيب مصر 430 ألف سائح سعودى فقط. ومن ناحية اخرى يقول سامى محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة إن المبادرة تقدمت بها 4 شركات من القطاع الخاص مع إحدى شركات الطيران، وهى إير ليجر، ولم تقم بها وزارة السياحة أو هيئة تنشيط السياحة، والغرض منها هو الترويج لمصر بالسوق السعودى باعتباره واحدا من أهم الأسواق العربية المصدرة للسياحة لمصر، لكن لدينا جميعا تحفظات على اسم المبادرة، مؤكدا أن الوزارة والهيئة تدعم كل المبادرات التى من شأنها أن تروج لمصر، وطلبنا تغيير شعارها ليكون «فى حب مصر» حتى لا يحدث التباس لدى البعض بشأن الشعار الذى أطلق مع المبادرة، والذى لم يكن مناسبا ولا يلبى عقلية ومتطلبات السائح السعودى. وأضاف أن السائح السعودى يأتى إلى مصر لانه يعتبرها موطنه الثانى، ويعرف عنها أكثر من المصريين، وعندما يأتى ليس من أجل السعر ولكن حبا فيها، ومراعاة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بضرورة تكثيف الرحلات السياحية السعودية إلى مصر. وفى هذا الاطار يقول سامح سعد منسق مجموعة من الشركات العاملة فى السوق العربى ومستشار وزير السياحة السابق، انه من الافضل أن نقوم بعمل شىء جيد لمصر، بالنسبة للدول العربية وشرم الشيخ تحديدا هناك عدد كبير من الرحلات يصل إلى 51 رحلة فى الأسبوع، منها 10 رحلات من السعودية على خطوط مصر للطيران، و8 رحلات على الخطوط السعودية، و4 رحلات على فلاى ناس، ورحلتان يبدأ تشغيلهما مع النايل إير، وعدد من الرحلات قادمة من الكويت إلى شرم الشيخ، هذا فيما يخص الطيران المنتظم المباشر والمنخفض التكاليف، ونتوقع حركة جيدة خلال هذا الموسم. أوضح أن ما حدث هو أن شركة سياحة محددة قامت بالاشتراك مع شركة طيران بعمل برنامج سياحى يشمل الإقامة والطيران وهو أمر جيد يمثل إضافة لاستمرار السياحة، ولكن الاعتراض على المسمى التسويقى « تعالى مصر والطائرة بريال» وهو طبعا شكل مهين جدا لمصر، موجه لسوق يخاف أساسا من انخفاض السعر ولا يغريه، لأن هذا السوق يبحث عن الجودة، والمعروف أن السائح العربى الذى يأتى هو الأكثر انفاقا دائما، وبالتالى يسافر فى انحاء العالم، واعتاد على جودة المنتج ولا يهتم بالسعر. وأضاف: لكى يبيع بسعر رخيص فى المبادرة فهو يضغط على الفنادق للحصول على هذا السعر، ومع انخفاض نسبة الاشغالات فى شرم الشيخ ووجود التزامات على أصحاب الفنادق فإنهم يرضخون أمام ضغط الحاجة. وفى النهاية سيؤدى إلى سوء سمعة المنتج السياحى فى شرم الشيخ. بعدما كان ينظرالخليجى إلى شرم الشيخ على أنها منتجع عالى الجودة، ومميز، مثله مثل أى بلد أوروبى يذهب إليه. واضاف أن انخفاض مستوى الخدمة سيسىء لسمعة المقصد السياحى، وهذا هو اعتراض جمهور شركات السياحة والمهتمين بها، وطبعا اعتراض وزير السياحة، خاصة أنه يمكن التسويق للغردقة وشرم الشيخ بطريقة مختلفة. الأمر الثانى اعترضت مجموعة شركات السياحة العربية على ما تردد من أن المنظمين اختلفوا فى البداية على طريقة تقديم البرامج فقالوا: ستقلع 3 رحلات من الرياض يوميا إلى شرم الشيخ مما أثار دهشة العاملين فى السياحة العربية وقالوا إنه رقم كبير السوق لا يستوعبه مع سعة الطائرة 260 راكبا، ثم قالوا 3 مرات فى الأسبوع، وهو فرق كبير، مما أعطى انطباعا أن الشركة غير جاهزة للعرض الجيد الذى ستقدمه، وربما تضطر إلى أن تبيع بسعر أقل من التكلفة لذلك أبدت الشركات تحفظها واعترضت 13 شركة من 16 شركة تعمل فى السياحة العربية على هذه المبادرة. وعلى الجانب الاخر يرى أشرف شيحة رئيس مجلس إدارة مجموعة الطيار وأحد شركاء مبادرة السياحة العربية، أن وزير السياحة يحيى راشد بارك المبادرة، ثم طلب تغيير مسمى « الريال» ليكون الشعار» فى حب مصر» حتى لا يحدث فيه لغط، ولكن المحتوى كما هو، والجوهر والتأييد للمبادرة كما هو. وردا على اعتراض الشركات بأن هذه المبادرة لا تأتى بالسياحة العربية التى انتظروها، أو ما يعرف بالسائح العربى الأكثر إنفاقا، قال إن البرامج التى أطلقناها تخاطب جميع المستويات، وتبدأ بسعر 1700 ريال وتنتهى ب 6000 ريال لمدة 7 أيام للإقامة فى فنادق بالإفطار، وبطائرات بها درجة أولى، ودرجة رجال الأعمال ودرجة سياحية، ويسدد السائح قيمة التذكرة طبقا للدرجة الراكب فيها. وأضاف أن المبادرة لا تمس السوق، والمبادرة هى أن كل ما يتم توريده من هذه المبادرة يودع فى حساب بالبنك المركزى بعملة دولة السائح ويتم تحويله بالعملة المصرية، وهذا هو جوهر المبادرة. وأضاف: أنا رجل أعمال وعلى دراية بالسوق وأعلم احتياجنا من العملات الأجنبية، وهذه هى خطتنا للعمل وتلافى الأضرار، والمبادرة تعمل، ونأمل من الله أن يقبل عليها السائحون العرب. أما شركات السياحة الأخرى التى ترغب فى عمل مبادرات أخرى أو تسويق أو رحلات فلتعمل، المهم أن يكون هدف الجميع واحدا. وردا على البيان الصادر من وزارة السياحة بالاعتراض على المبادرة. قال: كان الاعتراض على جملة واحدة فقط وتم تغييرها، بالإضافة إلى أنها مبادرة قام بها القطاع الخاص، والوزارة تؤيد كل المبادرات التى تهدف لتنشيط السياحة القادمة، وكذلك كانت هناك موافقة على المبادرة من معظم القيادات فى قطاع السياحة مع وجودهم أثناء إطلاقها.