ويؤكد الدكتور عادل عامر رئيس الجمعية الاقتصادية ارتفاع معدلات الاستهلاك بالمناسبات كالأعياد ورمضان والمولد النبوى والمناسبات لأن المصريين تكونت لديهم ثقافة على مدار سنوات عديدة أسهمت بشكل كبير فى ذيوع عادات الشراء ارتباطا بتلك المواسم والأعياد فالأسواق تجد إقبالا شديدا على غير العادة، وهو ما يتسبب فى حدوث عدم اتزان بين الإنفاق والإنتاج، وبالتالى بين الصادرات والواردات، فزيادة الإنفاق لا تعود بالنفع على الاقتصاد المصرى؛ لأن السلع تكون أغلبها صينية أو مستوردة ، وتزيد الإضرار باقتصادنا لزيادة الواردات عن الصادرات، فارتفاع الاستهلاك بنسب تبلغ 30٪ خلال شهر رمضان -مقارنة بحجم الاستهلاك فى الشهور الأخرى- جاء نتيجة زيادة شراء لحوم الدواجن فى رمضان، ومع تزامنه مع فصل الصيف ومناسباته الاجتماعية، وواكب ذلك ارتفاع الأسعار لتتوافر أمام المواطنين ما أثر على ذوى الدخل المحدود وأنه رغم الشكوى الدائمة من سوء الوضع الاقتصادى؛ فإن الأرقام والإحصاءات تؤكد تمادى المصريين فى إنفاقهم على الاستهلاكات الترفيهية لأن إنفاق المصريين ب19 مليون جنيه على الكعك فى عيد الفطر المبارك، كما أن واردات مصر من السلع الاستهلاكية والترفيهية بلغت نحو 4.9 مليار دولار، وهو ما يمثل 8.91% من إجمالى الواردات ، فى الوقت الذى فتح اعتماد مصرفى لاستيراد سلع رمضان بنحو مليونى دولار لاستيراد الفوانيس و001 مليون دولار لاستيراد الياميش . وأضاف الباحث أن معدل إنفاق المصريين فى شهر رمضان يتزايد بنسبة تتراوح ما بين 25% و100 ٪ بالاختلاف من أسرة لأخرى، ويشير إلى أن متوسط الاستهلاك خلال شهر رمضان من اللحوم زاد من 17 إلى 30 ألف طن، ومن الدواجن إلى 120 مليون دجاجة، مقابل 60 مليون فى الشهور الأخرى. كما ان الاستهلاك فى الزيوت زاد من 60 إلى 75 ألف طن، كما ارتفع متوسط الاستهلاك من السمن النباتى من 25 إلى 75 ألف طن، والسكر من 571 إلى 250 ألف طن للإسراف فى الحلويات الرمضانية؛ وذلك لأن 83% من المصريين يغيرون عاداتهم الغذائية خلال شهر رمضان، حيث يرتفع استهلاك الحلوى بنسبة 66.5 ٪بينما يتزايد استهلاك اللحوم والطيور بنحو 63 ٪، والمكسرات %25 ، نتيجة تبادل الزيارات والولائم، التى تزيد بنسبة 23 فى المائة مقارنة بباقى شهور العام، بالرغم من أن الإحصاءات الإجمالية -رغم ما تكشفه من ظواهر- تجهل ظواهر أخرى، وهذه الدراسة مثلا رغم أنها تشير إلى حجم الإنفاق الرهيب فى رمضان. وقال: إنه رغم تزايد معدل إنفاق المصريين فى رمضان، فإن الارتفاع فى الأسعار يزيد من فاتورة الإنفاق خلال هذا الشهر، إلى جانب التزايد المتسارع فى السكان وهو ما يتطلب بالطبع زيادة الطلب على الغذاء، خاصة مع تغير الشرائح العمرية، واتساع شريحة الشباب المعروفة بطلبها المرتفع للغذاء على حساب الشرائح الأخرى. إن هذه المعدلات من الإنفاق على الغذاء فى مصر «طبيعية»، وإنه نظريا بقسمة المليار جنيه، وهو حجم الإنفاق اليومى على 91 مليون شخص، وهم عدد سكان مصر، فإن الناتج يكون نحو 10 جنيهات ، أى ما يوازى دولار للفرد، وهو مبلغ متواضع عالميا. وإن المشكلة ليست فى المليار ونصف المليار جنيه ، الذى ينفق يوميا على الغذاء فى رمضان، لكن المشكلة فى كمية الفاقد، التى تتراوح من 60 إلى 75 فى المائة، وهو مؤشر خطير يكشف سوء توزيع الدخل لأن هذا الفاقد يحدث من جانب شريحة محدودة للغاية، وهى شريحة الأغنياء والقادرين، فى الوقت الذى تعانى فيه شرائح واسعة من الفقراء ومحدودى الدخل؛ فالمصريون ينفقون 45 مليار جنيه، خلال شهر رمضان، بواقع مليار ونصف مليار يوميا، متوقعا زيادتها خلال رمضان المقبل بسبب زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه، وارتفاع الأسعار. إن نسبة الفاقد الغذائى لا تقل عن 06%، يكون مصيرها صناديق القمامة، وتزداد إلى 75٪ ونحو 81 ألف محل لبيع الفول وذلك حسب تقديرات شعبة الغلال بالغرفة التجارية بالقاهرة.