زادت حدة انتشار أسهم المضاربات فى البورصة المصرية خلال الفترة الماضية، الأمر الذى انعكس بالسلب على تعاملات السوق. كانت إدارة البورصة المصرية قد أصدرت قرارات متعددة ومتتالية بإلغاء متكرر للعمليات المنفذة التي تتم على أسهم شركة بلتون المالية القابضة خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل ومايو 2016، وكذلك قامت البورصة في بعض الجلسات بإلغاء العمليات المنفذة على سهم شركة بلتون والتي تمت بسعر أعلى من إقفال الجلسات السابقة دون إلغاء باقي العمليات. و قررت إدارة البورصة المصرية، مؤخرا إلغاء العملية المنفذة على الورقة المالية لشركة العبوات الطبية، وذلك لمخالفة المادة 240 من اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال الصادر بالقانون رقم 95 لسنة 1992 بالباب السادس. ويرى خبراء بسوق المال، أن هناك أسهما بالبورصة المصرية شهدت ارتفاعات ملحوظة، منذ فترة زمنية ووصلت لمستويات قياسية، ودخل بعضها فى مأزق التلاعبات، وبات شعار المرحلة هو المضاربات والمكاسب السريعة. وأكد محسن عادل ، خبير مالى، أن أسواق المال المحلية يكتنفها ضعف رغم التطورات والقوانين، فهي ما زالت ضعيفة من ناحية العمق الاستثماري، ومن ثم فإننا نحتاج إلى نضج استثماري، وهناك العديد من المتعاملين في السوق المحلية، يتعاملون دون وعي كامل. وأضاف أن المشكلة أن بعض المحافظ الاستثمارية المحلية تقوم بالمضاربة، وليس الاستثمار طويل الأجل، وهذه نقطة سلبية، لدى هذه المحافظ التي يجب أن يكون استثمارها طويل الأجل. ولفت إلى أن الثقافة الاستثمارية، خاصة لدى الأفراد المتعاملين في أسواق المال، محدودة ويجب أن يكون هناك إدراك أساسي أن الاستثمار في الأسهم يجب أن يكون استثمارا طويل الأمد، وليس من أجل المضاربة أو المقامرة، وإذا كانت هناك مضاربة فيجب أن تكون محدودة، وهناك عدم توازن بين الادخار والاستثمار وعدم توازن في المحافظ الاستثمارية، من ناحية المخاطر، من حيث عدد الأسهم ومن حيث انتقاء الأسهم، ومن حيث القطاعات وغيرها. وأشار إلى أن تلك الثقافة تعد مسئولية جميع الأطراف فجميعها مسئولة عن رفع مستوى الثقافة الاستثمارية لحماية الاقتصاد من أي ضرر ناتج عن الجهل أو محدودية الثقافة الاستثمارية، خاصة بعد أن أصبحت البورصة مدرجة على مؤشرات عالمية وجاذبة لمحافظ استثمارية أجنبية، وهي محافظ لها حساباتها ولها مصالحها وهي مهنية كذلك، وإن ما حدث في السوق هو خوف غير منطقي، لكن التصحيح كان متوقعا، نحن أصبحنا جزءا من الأسواق العالمية ونتأثر بالمستثمرين الأجانب و العرب. بينما رأى محمد رضا المحلل المالى، أن الأسهم القيادية حينما تصاب بالركود ولا يكون بها تحركات تتبع رؤية استثمارية واضحة، تتجه السيولة لأسهم المضاربات لمحاولة تفادي التحركات السلبية للسوق وتحقيق ربح سريع خلال جلستي تداول على الأكثر. ولفت إلى أنه ليس فقط المصريون الذين ينتهجون ذلك الاتجاه، لكن هناك نسبة كبيرة من المستثمرين العرب خاصة السعوديين، يحرصون على تنفيذ متاجرات سريعة على تعاملاتهم فى البورصة.