العزب الطيب الطاهر عبر سامح شكرى وزير الخارجية عن أمله في أن يشكل الاجتماع الوزارى العربى الأوربى الرابع خطوة جديدة نحو تطوير سبل التعاون بين الجانبين، مؤكدا أهمية تضافر الجهود لمعالجة تحديات جسيمة في مسيرة تحقيق أمن واستقرار وتقدم الشعوب. ولفت فى كلمته أمام الاجتماع، الذى انطلق ظهر اليوم الثلاثاء، إلى الاهتمام الكبير الذي توليه مصر لعلاقات الشراكة التي تربطها بالاتحاد الأوروبي سواء على المستوى الثنائي أو في الإطار الأوسع للتعاون العربي - الأوروبي في المجالات ذات الاهتمام المشترك موضحا أن الاجتماع يعكس وبوضوح الرغبة المشتركة في بناء شراكة عربية أوروبية تعود بالنفع على الجانبين وتسهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي لنقدم بذلك نموذجاً يُحتذى للتعاون والتكامل بين التجمعات والتكتلات الإقليمية وذلك من خلال الحوار البناء وتحديد مساحات الاتفاق في المصالح والأهداف. وقال "إن نظرةً سريعة على التحديات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية كفيلة بأن تبرز وبوضوح حاجتنا لمزيد من التشاور والحوار العربي الأوروبي حول القضايا الإقليمية والدولية والتي يأتي على رأسها تعاظم خطر الإرهاب والتطرف وما يرتبط بهما من انتقال الإرهابيين والمقاتلين الأجانب عبر الحدود لزعزعة أمن الدول العربية وأوروبا على حد سواء؛ وتأزم الوضع على الساحتين السورية والليبية بما بات يعصف بمقدرات هذين البلدين العربيين ويدفع الآلاف إلى هجر أوطانهم واللجوء إلى دول الجوار العربي أو أوروبا , فضلا عن الركود الذي تشهده عملية السلام في الشرق الأوسط بما يسمح باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وإنشاء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني . وأضاف شكري أن كلا من هذه التحديات والقضايا الملحة التي لا شك أنها أعراض مؤلمة لعملية إعادة تشكل قاسية يخوضها النظام الإقليمي في المنطقة ، وهو ما يتطلب استيعاب جذور وأصل هذه التحديات خاصة إذا ما كان الهدف هو أن تتضافر الجهود من أجل استعادة التوازن والاستقرار واحتواء تداعيات الأوضاع الحالية على أمن واستقرار العالم العربي أوروبا بل والعالم بأسره. ودعا إلى ضرورة أن تكون هناك قراءة مدققة لطبيعة رياح التغيير التي هبت على المنطقة منذ عام 2011 .. موضحا أنه بقدر ما حملت دعوات التغيير التي عبرت عنها الشعوب من مطالب مشروعة لتأمين مستقبل أفضل تستحقه الأجيال الشابة بكل تأكيد فقد أفضى المزيج الخطير من التدخلات الخارجية واعتبار قوى رجعية أن موجة التغيير فرصة سانحة لتحقيق مكاسب سياسية أبعد ما تكون عن أهداف تحقيق الديمقراطية والتنمية العادلة وقال إن هذا المزيج الخطير أفضى إلى نتيجة عكسية لم تعصف فقط بآمال التغيير والتقدم، بل حولتها في بعض أرجاء المنطقة لأهوال يئن لها ضمير الإنسانية، ويدفع الأبرياء ممن كانوا يتطلعون إلى الحرية والتقدم ثمنها من أمنهم ومصائرهم". وطالب الشركاء الأوروبيين إلى وقفة تأني مع النفس - تأخرت في تقديره بأكثر مما يجب - من أجل إعادة تقييم رؤيتهم بشأن التطورات التي شهدتها السنوات الماضية على الساحة الإقليمية في الشرق الأوسط ولمدلولات هذه التطورات وتأثيراتها..قائلا "لقد بات جليا بما لا يتحمل الاجتهاد بأن التحول المنشود نحو الديمقراطية والتقدم وتحقيق تطلعات 60% من سكان المنطقة ممن لم يتجاوزوا ال30 عاما ويحلمون بالحرية والتمكين الاقتصادي وجني ثمار التقدم الإنساني بشقيه المادي والقيمي، لا يمكن بأي حال أن يقوم على أنقاض تماسك الدول ووحدتها أو من خلال إضعاف مؤسسات الدولة الوطنية وخلق الفراغات السياسية التي تسمح بنشوء صيغ رجعية للسلطة تلعب فيها الميليشيات وقوى الطائفية بل والمنظمات الإرهابية دور البطولة الزائفة".