لاتزال أصداء فوز محمد مرسى، رئيساً لمصر تتواصل فى إسرائيل، وبرغم أن الإعلان عن هذه النتيجة جاء يوم الأحد الماضى ومضى حتى الآن ما يقرب من الأسبوع على هذا إلا أن تل أبيب لم تستوعب حتى الآن أن يحكم مصر رئيس مدني منتخباً من الشعب ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، والأهم من كل هذا أن هذا الرئيس كان عضواً فى لجنة مكافحة الصهيونية، وهى اللجنة التى ترى إسرائيل أن انتشارها عربياً سيؤدى إلى الكثير من الأضرار السلبية عليها, ويقف حائلاً ضد تطبيع أو تعاون العشرات من العرب معها. ويبدو أن هناك ما يشبه حالة انعدام الوزن التى أصابت الدوائر الإعلامية الإسرائيلية، من جراء هذا الإعلان، وهو ما عبرت عنه على سبيل المثال صحيفة «معاريف» تحديداً, والتى أشارت فى تقرير لها حمل عنوان «مصر سقطت» أن هناك سيناريو مرعباً بدأ يتجسد فى القاهرة، هذا السيناريو بدأ مع الإعلان الرسمى عن تولى محمد مرسى، الرئاسة فى مصر، وبرغم أنه يحاول من خلال الكلمات التى يلقيها أو التصريحات التى يدلى بها التأكيد على احترامه لنصوص الاتفاقيات الدولية التى وقعتها مصر سواء مع إسرائيل أو أى طرف آخر إلا أن هناك حالة من التوتر الشديد التى تعترى إسرائيل خصوصاً أن ما يهم تل أبيب تحديداً من العلاقات مع مصر هو التنسيق الأمنى. وتضيف الصحيفة أن مصر كانت من أهم الأطراف الإقليمية التى كانت إسرائيل تنسق معها عسكرياً قبيل القيام بالكثير من العمليات العسكرية خصوصاً فى قطاع غزة، وكان الرئيس السابق يقوم بالكثير مما أسمته الصحيفة بالخدمات الأمنية لإسرائيل من أجل نجاح هذه العمليات، خصوصاً أنه كان يعتبر أن الأهداف الإستراتيجية الأمنية لكل من مصر أو إسرائيل، هى أهداف واحدة، وبالتالى فإن توفير الخدمات لإسرائيل من أجل نجاحها هو واجب أو فرض إستراتيجى على مصر، الأمر الذى دفع بالصحيفة إلى التخوف من انعدام هذا الشعور لدى محمد مرسى، خصوصاً أنه عضو لجماعة الإخوان المسلمين, والتى تعتبر حركة حماس ابنة لها ولدت من رحمها، الأمر الذى دفع بالصحيفة فى نهاية تقريرها إلى وصف انتخاب مرسى بالنكسة التى يجب على إسرائيل التصدى لتوابعها سواء السياسية أو الأمنية على حد سواء. وبعيداً عن حالة القلق الممزوج بالتوتر, والتى يمكن اكتشافها بسهولة مع رؤية مختلف التحليلات السياسية الإسرائيلية عن الرئيس الجديد برز فى صحيفة «هاآرتس» تحليلاً وضعه تسفى برئيل، محلل الشئون الشرق أوسطية بالصحيفة، وهو التحليل الذى حمل عنوان «رئيس جديد ولكن المصريين مازالوا يختلفون» وهو التحليل الذى أشار فيه برئيل إلى نقطتين فى منتهى الأهمية الأولى, وهى أن مرسى جاء رئيساً بصلاحيات لا أحد يعرف ما هى، وما حدودها بالتحديد؟ خصوصاً وأن الإعلان الدستورى المكمل والصادر عن المجلس العسكرى المصرى أخيراً يسحب الكثير من الصلاحيات من الرئيس, خصوصاً الصلاحيات العسكرية أو الأمنية، الأمر الذى سيجعله رئيساً منزوع الأذرع بلا أى تأثير. أما النقطة الثانية، فكانت تأكيد برئيل على أن الثورة مازالت فى ميدان التحرير. عموماً فإن الواضح حتى الآن أن انتخاب محمد مرسى سيمثل فصلاً جديداً ساخناً من فصول العلاقات الإسرائيلية المصرية، وهو الفصل الذى تتصاعد سخونته يوماً بعد يوم منذ الإعلان رسمياً عن تنصيبه حتى الآن. .