قال محلل سياسى إسرائيلى: إن تل أبيب تشعر ب"الضياع والفزع" بعد إقالة المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى، مشيرا إلى أن هذا الحدث بالنسبة لإسرائيل أهم من التهديد النووى الإيرانى وارتفاع أسعار الشقق والوقود. وقال تسفى برئيل - محلل الشئون العربية- فى مقال نشر فى صحيفة "هاآرتس": إن إعلان الرئيس محمد مرسى إقاله طنطاوى احتل العناوين الرئيسية فى الصحف العبرية، التى تساءلت مع من سنتحدث؟ من سيقاتل من أجلنا فى سيناء؟ مع من سندير السياسات اعتبارًا من الآن؟ وأشار إلى أن هذا هو نفس الشعور الذى ساد فى إسرائيل بعد قيام رئيس حكومة تركيا، رجب طيب أردوغان، باستبعاد القيادات العسكرية وإبعادها عن السياسة وأوقف الجنرالات الذين كانوا يحافظون على أسرار إسرائيل. وأضاف برئيل أن إسرائيل "تجد صعوبة فى قبول حقيقة أن تركيا ومصر انتقلتا من نظام حكم عسكرى أو شبه عسكرى إلى نظام حكم مدنى، لأنها ظنت أن السياسة التى طالما انتهجتها مع قيادات الجيشين المصرى والتركى كانت أبدية، وأن نظام الجنرالات فى حاجة إليها، سواء بسبب علاقاتها مع الولاياتالمتحدة أو المصالح الأمنية المشتركة". وأوضح أن وضع إسرائيل فى تركيا كان أفضل من مصر، مشيرًا إلى أنه رغم صعود حكومة دينية لسدة الحكم فى تركيا عام 1996 إلا أن الجيش التركى كان يحتفظ بالحق فى الحسم وتحقيق التوازن أمام الإسلام السياسى، منوها بأن "الحالة المصرية مختلفة تمامًا؛ حيث كان مبارك القائد الأعلى للجيش، ورغم أن السلام كان باردًا مع مصر إلا أن الجانب الأمنى للسلام ضمن العلاقات مع مصر دون أدنى نظر للرأى العام المصرى، فالمهم أن مبارك وجيشه كانا معنا، وهذا يكفينا". وأضاف المحلل الإسرائيلى أن "مجتمعًا عسكريًا مثل إسرائيل سيجد صعوبة كبيرة فى التحدث مع مجتمعات مدنية، لافتا إلى أن إسرائيل تفضل المجتمعات العسكرية التى لا تشعر بانفعال حيال انتهاك حقوق الإنسان، وتستغل مصطلح الإرهاب، وتسخر من السذج الذين يظنون غير ذلك". وأضاف أن "تركيا أصبحت الآن دولة مدنية بقيادة عسكرية خضعت لتطهير سياسى، ومصر أعادت الجيش من قصر الرئاسة إلى ثكناته، بينما ما زال الجيش فى إسرائيل هو الذى يحدد طابع الدولة ونمط حياة مواطنيها".