أكدت عائلات الضحايا الأتراك الذين سقطوا عندما هاجم الجيش الإسرائيلي أسطولا متجها إلى غزة المحاصرة العام 2010 ،أنها مصممة على مواصلة النزاع القضائي ضد الدولة العبرية رغم اتفاق دبلوماسي تركي إسرائيلي ينص على إسقاط الملاحقات.
قالت تشيديم توبجو أوغلو التي كانت على متن "مافي مرمرة" : "مات زوجي بين ذراعي...بالطبع لن نقبل التعويض" المالي.وأضافت باستياء "يقتلون زوجك وهو إلى جانبك ثم يقولون خذي هذا المال واسكتي وأسقطي الملاحقات هل تقبلون بذلك؟".
أوضح إسماعيل سونغور الذي قتل والده في الهجوم ، "لا أحد من الحكومة التركية طلب رأينا قبل إبرام الاتفاق مع إسرائيل".
كما اعتبر المحامي المتخصص في حقوق الإنسان رودني ديكسن الذي يساعد أقارب القتلى ،أن المحاكمة يجب أن تستمر "مهما كان الثمن"، معتبرا "الاتفاق المزعوم" بين إسرائيل وتركيا "مخالفا للقانون الدولي والقانون التركي".
وأكدت محامية لعائلات الضحايا غولدِن سونميز التي كانت على متن المركب كذلك "حتى لو قبلت عائلات القتلى المال، فهذا لن يؤثر اطلاقا على القضية".
تابعت "إنها محاكمة على جرائم، وليست للحصول على عطل وضرر. فمبلغ 20 مليون دولار قدموه بمبادرة تلقائية منهم ولا يمكن قبوله كتعويض".
جدير بالذكر أن تسعة أتراك قتلوا أثناء مداهمة فرقة كوماندوس إسرائيلية سفينة "مافي مرمرة" التركية المتجهة ضمن أسطول إنساني من ستة زوارق إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه. وتوفي شخص عاشر لاحقا في المستشفى العام 2014.
وأثار هذا الحادث أزمة دبلوماسية خطيرة بين تركيا وإسرائيل استمرت ست سنوات حتى أبرام اتفاق تطبيع في يونيو الماضي بعد أشهر من المفاوضات السرية. بموجب الاتفاق سددت اسرائيل إلى تركيا أواخر سبتمبر 20 مليون دولار بمثابة تعويضات لعائلات القتلى، في المقابل اتفق الطرفان على عدم محاسبة أى مواطن إسرائيلي او أي ممثل عن حكومة إسرائيل.
يطالب مدعون أتراكا بعقوبة السجن مدى الحياة لرئيس الأركان الإسرائيلي السابق غابي اشكينازي والقائدين السابقين لسلاحي البحرية والطيران اليعازر ماروم وافيشاي ليفي، وكذلك ضد الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية عاموس يدلين لاتهامهم بالتورط في الهجوم.
جرت الجسلة الأولى في المحاكمة بعد ابرام الاتفاق الاسرائيلي التركي في 19 أكتوبر في أجواء مشحونة وسط هتافات "إسرائيل قاتلة" التي رفعها الحشد امام المحكمة. وأرجئت المحاكمة إلى ديسمبر.
وأكد رئيس جمعية "هيئة الإغاثة الإنسانية" الإسلامية التي استاجرت "مافي مرمرة" بولنت يلديريم ،أنه مستعد للذهاب إلى النهاية. وقال "من يخال أن القضية ستهمل فسيخيب أمله".