حدث ليلا.. مواجهات وملفات ساخنة حول العالم (فيديو)    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    شيري عادل: «بتكسف لما بتفرج على نفسي في أي مسلسل»    أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    اليوم..1283 مرشحًا فرديًا يتنافسون على 142 مقعدًا فى «ماراثون النواب»    ترامب: الإغلاق الحكومى فى الولايات المتحدة يقترب من نهايته    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    مجلس الشيوخ الأمريكي يتوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي    التحول الرقمي.. مساعد وزير الصحة: هدفنا تمكين متخذي القرار عبر بيانات دقيقة وموثوقة    بالأسماء.. شيكابالا يكشف 12 لاعبًا يستحقون الاستمرار مع الزمالك    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    تركيا تسعى لتأمين ممر إنساني لإنقاذ 200 مدني من أنفاق غزة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    «لاعيبة لا تستحق قميص الزمالك».. ميدو يفتح النار على مسؤولي القلعة البيضاء    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لطفى لبيب من "الكتيبة 26": السينما ظلمت حرب أكتوبر
نشر في الأهرام العربي يوم 08 - 10 - 2016

لا أدعو للتطبيع مع إسرائيل لكن ينبغي علينا قبول الآخر
- أقُدم أعمال مُجاملة علي حساب صحتي وأسرتي
- البلطجة والدعارة والفساد .. عنوان الدراما الحالية
- الصعيد يُحكم بالشرع والحكومة غائبة

لم تخرج حرب أكتوبر، جنوداً وفرساناً واجهوا الموت بأعينهم في ساحة القتال فحسب، لكنها خرجت فنانين موهوبين، سطروا تاريخاً زاخراً شاهداً علي العصر، ليروا لنا ذكرياتهم مع الحرب، وكان من بين أبطال نصر أكتوبر المجيد الفنان لطفي لبيب، الذي رصد مواقف إنسانية عظيمة في رحايا الحرب ليخرج لنا كتاب بعنوان "الكتيبة 26" الذي يسرد خلاله تفاصيل دقيقة عن حرب أكتوبر كما لم نعرفها من قبل، وبعيداً عما قُدم من أعمال حول هذه الحرب المجيدة - علي حد قوله - ليضع بين أيدينا صورة من الواقع آنذاك، مُشيراً أنه يطمح لتحويله إلي فيلم سينمائي، تحدث خلال حواره مع "الأهرام العربي" بقلب مفتوح ليكشف العديد من الأسرار والتفاصيل، التي يخرجها من جعبته للقارئ لأول مرة، فيكشف عن سر وقف مسرحية "الرهائن" ليلة عرضها، وعلاقة "الكراسي" بحادث اغتيال الرئيس "السادات"، ونقف عند أهم محطات مشواره الفني وحديث مهم عن إسرائيل بعد تقديمه شخصية السفير الإسرائيلي في "السفارة في العمارة" ورأيه ب"مسرح مصر" وأهم أعماله، لنكشف لأول مرة عن أسرار كثيرة في حياته الفنية والأسرية، من خلال الحوار التالي:
في البداية حدثنا عن مشاركتك في حرب أكتوبر، وما السر وراء تأليف كتاب عنها؟
مشاركتي في حرب أكتوبر المجيدة نقطة مميزة وفاصلة في حياتي، فكنت مُجنداً في سلاح المشاة في الكتيبة رقم 26 وسلاح المشاة من أهم الأسلحة داخل الحرب، لم يستطع فيلم سينمائي أو عمل فني أن يجسد ما شاهدناه في هذه الحرب، القتل والحصار يحاوطنا من كل جانب، أردت أن أوثق ما رأيته وعاصرته في هذه الفترة، من خلال كتاب قمت بتأليفه يحمل اسم "الكتيبة 26" يجمع في طياته معلومات دقيقة عن حرب أكتوبر، في الوقت الذي غاب رصد واقع هذه الحرب بشكل دقيق للغاية، فمن خلال كتابي رصدت الحرب بدقة شديدة وسجلت وقائع ستبهر القارئ.
ما قدم عن الحرب بالسينما يُعد علي أصابع اليد الواحدة، وكلها بعيدة تماماً عن حرب أكتوبر، ففيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" وفيلم "بدور" والعديد من الأعمال السينمائية، لم ترصد حرب أكتوبر كما ينبغي، فإذا قُمنا بحذف مشاهد حرب أكتوبر منها وقدمت بدونها سواء في الراديو أو التليفزيون ستؤدي باقي قصة العمل الغرض، فأنا أردت تأريخ الحرب بمعلومات موثقة كما شهدتها بكل أمانة.
هل تطمح إلي تحويل هذا الكتاب لفيلم سينمائي؟
بالطبع فأنا كتبته علي هيئة سيناريو فيلم وليس مجرد كتاباً عادياً، فأقدم من خلاله رؤية سينمائيه جذابة، ووجدت أنني ينبغي أن أطرحها ككتاب، فإذا حالفها الحظ وتحولت لفيلم، فهذا يعتبر شيئاً جيدا وهذا ما أسعي إليه، أما إن لم تحول لفيلم، فستظل مكتوبة وباقية مؤرخة لفترة مهمة في تاريخ مصر كلها.
عُرض لك أخيراً قصة واقعية بعنوان "المقاتل لطفي" ذو صلة بالحرب، حدثنا عن هذه التجربة؟
هذه قصة حقيقية ويجري تقديمها علي هيئة سلسلة أفلام عن حرب أكتوبر، ودور الجنود والأفراد وكل من له دور داخل الحرب، وهي أخذت معلومات من كتاب "الكتيبة 26" الذي ألفته عن حرب أكتوبر، وتم عرض هذا الفيلم بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، وأشير خلال الفيلم إلي دور باقي الأفراد الذين شاركوني الحرب، والسبب وراء الحديث عن دور باقي الأفراد أن الحرب والنصر عمل جماعي وليس فردي، فدعونا نخرج عن تمجيد الأفراد للنظر للعمل لجماعي.
يُعرض لك مسرحية "ألف ليلة وليلة"، حدثنا عن هذه التجربة المهمة؟
ما لا يعرفه الكثيرون، أنها ليست المرة الأولي التي أشارك بهذه المسرحية، لكن سبق أن عرضت هذه المسرحية سنة 1994، وكانت تابعة لدار الأوبرا المصرية آنذاك، وعرضت في افتتاح مسرح الجمهورية، وكان من المفترض أن يأتٍ الرئيس السابق حسني مبارك لافتتاحها لكنه لم يحدث، وذلك لحدوث زلزال يوم مجيئه، وعندما تم تأجيلها وقع حادث آخر وهو انفجار السفارة المصرية في إسلام آباد، فوقع حادثين منع مجيئه لحضور العرض، وكما أن طاقم العمل الحالي تغير بالكامل فيما عدا أنا ومخرج العمل محسن حلمي والفنان الدكتور يحيي الفخراني.
أسرد لنا وجه الاختلاف في هذا العرض قديماً وحالياً؟
المسرحية لم تختلف كثيراً بل أنها لاقت آنذاك نفس النجاح الذي حققته عند عرضها للمرة الثانية حالياً، وكان المطرب علي الحجار، مطرب الفرقة بدلاً من المطرب محمد محسن، وكانت الفنانة أنغام بدلاً من الفنانة هبة مجدي، وكان الفنان الراحل محمد كامل يشارك بدور الوزير، بينما كنت في نفس الدور الذي أقدمه حالياً بدون تغير، وعندما جاءت لي هذ المسرحية تحمست للغاية لأنها مختلفة.
تأخرت في دخولك عالم المسرح، ما سبب ذلك وحدثنا عن أهم التجارب التي أثرت فيك؟
أنا خريج معهد عالي للفنون المسرحية، وشاركت في القوات المسلحة لمدة ست سنوات ونصف، وبعد خروجي من خدمتي بدأت أعود للمسرح من جديد، من خلال "بانوراما يوجين يونسكو" ومنها مسرحية " الكراسي" و"يحيي ويميت" و" المغنية الصلعاء"، وهذه المسرحية عرض لن أنساه.
ولقد كان لمنظر اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، الذي تم اغتياله علي المنصة أثناء تقديم عرض عسكري، يستدعي تقديم مسرحية "الكراسي" فكانت هذه المسرحية من أجل هذا الشأن.
هل يعني ذلك أن مسرحية "الكراسي" تحمل إسقاطاً سياسياً علي حادث اغتيال "السادات" آنذاك؟
طبعا، فالمسرحية قدمت بعدها مباشرة، ولهذا السبب وكان لا بد من تقديم هذه المسرحية في هذا التوقيت بعد حادثة اغتياله، وكان ينبغي علينا تأريخ هذه الفترة والحقبة الزمنية المهمة في تاريخ مصر، من خلال هذه المسرحية التي تحمل العديد من الرسائل، ووقتها انفعلنا بالحادثة وقدمنا هذا العرض علي خشبة المسرح للجمهور.
وقمت بعدها مباشرة بالمشاركة في مسرحية " الرهائن" مع الفنانة رغدة، وكانت لأول مرة تقف علي خشبة المسرح، وهي من تأليف الدكتور عبد العزيز حمودة، وإخرج فهمي الخولي، وتم وقفها ليلة عرضها في الافتتاح، وأصدرت قرار وقف العرض وزارة الثقافة والرقابة، لأسباب لا نعلمها.
وبعدها بأسبوع قامت لجنة الثقافة بمجلس الشعب المصري آنذاك، بفتح ملف وقف عرض المسرحية، وهو الذي أتاح تقديم الرواية مرة أخري بعد إغلاقها ووقف عرضها.
ما السبب وراء وقف عرض "الرهائن" آنذاك في ليلة الافتتاح؟
لا أعرف السبب حتي هذه اللحظة، ولا أتذكر اسم وزير الثقافة آنذاك، فأسماء المسئولين تُنسي أما أسماء الفنانين باقية بأعمالهم.
من وجهة نظرك، هل تري أن هناك تقيد علي الحركة المسرحية والفنية في هذا التوقيت؟
لا نهائياً، الحياة الفنية منفتحة للغاية في عصر الرئيس السيسي، بينما كانت مقيدة في عصر الإخوان، والحركة المسرحية والثقافية في سبيلها للنهوض والتعافي مرة أخري بعد حالة الركود التي أصابتها خلال السنوات الماضية.
ولا ننكر أننا سياسياً واقتصادياً وتعليمياً في "عز" الأزمة، ونحن جميعاً نعيش حالياً في أزمة حادة من جميع الجوانب الحياتية، لكن لا نختلف أننا في طريق النهضة مرة أخري.
فنلاحظ أن الوضع سياسياً انعكس علي الحياة في مصر والمنطقة العربية، فانخفاض سعر البترول عالمياً أثر علي الحياة بجميع أشكالها، فمع دخول أزمة أخري تتعلق بالدولار وتأثيره علي النمو الاقتصادي انعكس علي قناة السويس بعد تطويرها وأثر علي إيراداتها، مع قلة ما نصدره للخارج فهذا الأمر وضعنا في أزمة حقيقية نعيشها في الفترة الحالية، وعلينا أن ننتبه بأن هناك مؤامرة مدروسة تُحاك علي المصريين وعلي المنطقة العربية، واستطيع استخدام مصطلح يليق بما نشهده وهي "الحرب العاليمة الثالثة"، فنحن نعيش حرب عالمية للمرة الثالثة في منطقة الشرق الأوسط، التي بدأت في 11 سبتمبر وحتي هذه اللحظة ولم تتوقف يوماً واحداً، وعبر مجموعة من الدول من الشيشان حتي بوكو حرام في نيجيريا مروراً بالعديد من الدول، فهذه حرب عالمية ثالثة.
شاركت في أعمال مسرحية كثيرة، برأيك ما الاختلاف بين جمهور المسرح قديماً وحديثاً؟
ببساطة شديدة جمهور المسرح قديماً كان يبتغي المحتوي، ويبحث عن العرض الدسم مسرحياً، الذي يحمل رسالة وفكر وهدف من وراء حضوره العرض المسرحي، أما جمهور المسرح حالياً فلا يبتغي غير الضحك، يبحث عن المحتوي، لكن يجد ندرة في العروض التي تقدم محتوي هادف، فنجد إقبالاً كبيراً علي المسرح الذي يقدم ضحك فقط بلا محتوي.
هل هذا يعتبر رداً عن رأيك في التجارب الشبابية مثل "مسرح مصر"؟
دعيني لا اسمي الأشياء، لكن لا أنكر أن أشرف عبد الباقي يبذل مجهوداً كبيراً ومُضنياً في تقديم وإعادة إحياء مسرح العرائس، فمنذ فترة طويلة لم نري مسرح عرائس، وآخر عرض عرائس رأيناه، الذي قدمه الراحل صلاح السقا متمثل في "الليلة الكبيرة" التي لا تزال راسخة في وجداننا حتي هذه اللحظة، فأشرف عبد الباقي يصنع مجداً جديداً يسمي مسرح العرائس "الماريونيت"، وجاء بمعدات جديدة لخدمة هذا الأمر، وأشخاص يشاركونه من تشيك وغيرها من الدول، ويعيد إحياء تراث أزعم أنه أفُل وانتهي، وبإعاده هذا العمل مرة أخري للوجود فهذا أمر يُحسب له.
أما المسرح البشري الذي يقدمه مع أفراد آخرين، لدي تحفظات كثيرة عليه، فهو يُقدم فكر بلا محتوي، إنما يشفع له في هذا تقديمه وإحياء فكرة مسرح العرائس من جديد.
قدمت أعمال ذات إسقاطات سياسية، مثل شخصية السفير الإسرائيلي في "السفارة في العمارة"، فهل تخوفت من الدور؟
لا لم أتخوف، برغم التحذيرات الكثيرة من المحيطين بي آنذاك، فعلي سبيل المثال قال لي الفنان محمد هنيدي: "الناس بتحبك وممكن تكرهك بسبب الشخصية دي"، ولكنني تحديت نفسي أن أحافظ علي حب الناس وأن أقدم الشخصية، ولم أندم علي تقديمها أو أي عمل آخر.
علاقتنا بإسرائيل قديماً مختلفة عن علاقتنا بهم في الوقت الحالي، فقديماً كانت قضيتنا معهم قضية "وجود" أما حالياً فقضيتنا معهم قضية "حدود"، وهناك فارق كبير بين المعنيين، ولن تقوم لنا "قومة" إلا عندما نواجه أنفسنا بصراحة.
هل تسمح بالعلاقات بينا وبين إسرائيل؟
ولم لا، فنحن نعيش في عهد جديد، ومطلوب من كل الدول العربية والإسلامية قبول الآخر، فالتساؤل هل سنزيل إسرائيل من الوجود فالإجابة بالطبع لا، فلا بد من التعايش معها بشكل أو بآخر، وهذا هو الفارق بين الوجود والحدود، فقديماً كنا نُردد أننا سنمحو إسرائيل من الوجود، اليوم نقوم بعمل مفاوضات ومباحثات لعمل حدود، فلا بد أن نقبل الآخر.
قدمت في فيلم "ليلة سقوط بغداد" حالة مختلفة كشخص وطني، فكيف تري هذا التنوع في مسيرتك الفنية؟
أنا حريص طوال حياتي علي التنوع في أعمالي، وفي أعمال قدمت فيها شخصية تاجر مخدرات ونصاب، وأخذت بها جوائز عدة، الممثل لا ينبغي أن يكون شبيه ذاته بل شبيه الشخصية، وإذا صدقت الناس كل شخصية برغم اختلافها فيكون الممثل نجح في الوصول للجمهور.
تاريخ كبير من الأعمال أكثر من 140 فيلماً سينمائياً وما يوازيها أعمالاً درامية، فما أهم العلامات التي توقف عندها؟
الكثير، مسرحية " الملك هو الملك" من تأليف سعدالله ونوس وإخراج مراد منير وبطولة صلاح السعدني ومحمد منير وغيرها، وفيلم "السفارة في العمارة" تعتبر علامة توقفت عندها كثيراً، وفيلم "واحد صفر" و"الكلام في الممنوع".
رصيدك وافر من العمل المسرحي نحو 20 مسرحية، كيف تري ذلك؟
قدمت رصيد كبير من العمل المسرحي يفوق الأستاذ يحيي الفخراني، فأنا من أكثر الممثلين الذين قدموا مسرحيات، ويرجع سر ذلك لأنني من عشاق المسرح ولدي ذكريات كثيرة بداخله.
ما أهم المواقف التي لا يمكن أن تنساها وذكرياتك مع النجوم؟
تعاملت مع كوكبة من النجوم في المسرح بجانب يحيي الفخراني، الفنان محمود الجندي، ومحمد منير، والفنانة هالة فاخر، ومحمد الحلو، وصلاح السعدني، ومرت علينا مواقف إنسانية كثيرة علي خشبة المسرح ووراء الكواليس.
أتذكر أخيراً أنني تأخرت مرة عن موعد عرض "ألف ليلة وليلة" في موسمها الأول في العام الماضي بموسم الشتاء، فالدنيا أمطرت وأغرقتني وأغرقت الشوارع ولم استطع أن أخرج بسيارتي للذهاب للمسرح، فتأخرت كثيراً عن موعد العرض، فاضطررت أن أركب علي "موتوسيكل" وراء أحد المارة حتي أصل للمسرح وأقدم العرض، فهذا الموقف لن أنساه طوال حياتي، لأن "الموتوسيكل" أنقذني.
شاركت أخيراً مع ياسمين عبد العزيز بفيلم "أبو شنب"،كيف تري هذا التعاون؟
قدمت ياسمين عبد العزيز معي أول فيلم في حياتها من خلال فيلم "رشة جريئة"، الذي لا يعد التعاون الثاني بيننا، بل من كثرتهم لا أتذكر عددهم فهي لا تعمل عمل فني بدوني، فهي قدمت مسلسل "الرقص علي سلالم متحركة" في عام 2001، توجد بيننا "كيميا" مشتركة، نرتاح في التعامل سوياً مع بعضنا البعض.
تشارك في مسلسل "الأب الروحي" المكون من 300 حلقة، ما الشخصية التي تجسدها؟
أجسد شخصية رجل أعمال يدخل عالم المافيا من خلال عمله بالكبارية وعلاقته غير المنضبطة ب"الستات"، وهي شخصية شريرة والناس تميل إلي مشاهدة أدوار الشر، والشخصية شدتني للغاية وأحببتها جداً، وهي تعتبر مختلفة وجديدة لأنها تحمل جانب كبير من الشر، وعمل به نخبة مميزة مثل: محمود حميدة، وسوسن بدر، وأحمد عبد العزيز، وغيرهم من النجوم.
ماذا عن مشاركتك في فيلم "يوم من الأيام" مع محمود حميدة؟
هذا الفيلم يعتبر حكاية منفصلة من شدة جاذبيته، فالمنتج حسين القلا، عاد للإنتاج من خلال سيناريو فيلم مميز، وهو عمل أفلام رائعة في فترة الثمانينيات والتسعينيات فلا يمكن أن ننسي أعماله الفنية.
ما الشخصية التي تقدمها؟
أولاً قصة الفيلم تدور كلها داخل أتوبيس، وهذا أمر يعتبر نادراً ما يحدث في السينما المصرية، وأجسد دور رجل طيب مسالم يعتمد علي زوجته في كل شيء بعد خروجه علي المعاش، وأثناء جلوسهم بالأتوبيس بعد زيارتهم لأولادهم، وافتها المنية فجأة داخل الأتوبيس، فتسبب له صدمة لأنه معتمد عليها في كل شيء، فهذه الشخصية جميلة للغاية ومتحمس لتقديمها وتصويرها في أسرع وقت.
تشارك مخرج بالصف الثانوي بفيلم "أماتور"، ما قصة هذا الأمر؟
"أماتور" فيلم قصير مخرجه يدرس بالصف الثالث الثانوي، وأخذ فيلمه الأول جائزة دولية، وهذا شجعني أن أقبل أشاركه في فيلمه الثاني، وأدعم الشباب الموهبين والطموحين وشاركت في هذا الفيلم بدون تقاضي أي أجر، لتشجيع ورفع معنوياتهم، وقد انتهيت من تصويره بالفعل.
ماذا عن مشاركتك فيلم "صابر جوجل" مع الفنان محمد رجب؟
يعتبر هذا العمل ثاني تجارب الأكشن في حياتي كلها، فأول تجربة لي بالأكشن انقلبت لفيلم مضحك، وهو فيلم "بدر" كنت مخطئ عندما دخلت فيلم أكشن كهذا آنذاك، بينما في الفيلم الثاني تجربتي في الأكشن مختلفة، فدوري ب"صابر جوجل" شرير للغاية، من خلال شخصية رجل "مافيا" يقوم بتهريب ممنوعات ويقود عصابة.
ويعتبر الفنان محمد رجب هو عدوي، وعلاقتنا داخل الفيلم علاقة "الند"، فهو طموح وناجح وأنا مهرب وفاسد وأحارب النجاح فداخل الفيلم أعداء، بينما في الحياة الطبيعية العادية أي شخص يعرف محمد رجب لا بد أن يكون صديقه.
بالنظر لحياتك الفنية، نلاحظ مشاركتك في أكثر من عمل في نفس الوقت، فكيف تحسب هذا الأمر؟
ليست بالحساب ولكنها إدمان، أنا عملت بالفن كثيراً، ولكني لم أدمنه، ولكن الآخرين "أدمنوني"، فتجدي أن عدداً من الأعمال أقدمها "مُجاملة" للأصدقاء، وكل هذا علي حساب صحتي وحياتي، فأعتقد يلزمني وقفة مع النفس لأخذ راحة.
هل كثرة انشغالك جاء علي حساب البيت والأسرة؟
بالطبع نعم، فأحياناً كثيرة لا أري أولادي طوال اليوم، وربما لأسبوع متواصل، وللأسف جاء عليهم كثيراً، فأنا إنسان قبل أن أكون فناناً، فأنا أب لثلاث بنات وأربعة أحفاد.
هل تمانع دخول أبناءك بالفن واستكمال مسيرتك؟
لا، لأنها حياتهم واختيارهم، الحالة الوحيدة التي أمنعهم فيها من الفن هي عدم امتلاكهم الموهبة وعدم تأهلهم لذلك، فأنا اشفق عليهم من مجهود الفن، لأنه يحتاج إلي تعب وجهد كبيرين، فهو منظومة تحتاج للاطلاع ودرجة ثقافة وموهبة قبل أي شيء، حتي هذه اللحظة لم يتضح مدي رغبتهم في دخول الفن.
كيف تري مطالبات البعض بعمل مدينة إنتاج إعلامي بالإسكندرية مسقط رأسك؟
أوافق بشدة علي عمل مدينة إنتاج إعلامي بالإسكندرية، شريطة أن ينفذ مشروع قطار فائق السرعة علي الطريق الصحراوي، ويربط بين الإسكندرية والقاهرة ومدة الوصول نصف ساعة فقط، وكأنها حي من أحياء القاهرة، وأعتقد أن هذا المشروع سيتنفذ طالما د.جلال السعيد يتولي وزارة النقل فيستطيع تنفيذ هذا المشروع.
وجهت رسالة سياسية إلي محمد مرسي الرئيس الأسبق، تقول له "اسمع لشعبك" أثناء توليهم الحكم آنذاك، فما الذي تقصده من هذه الرسالة؟
اسمع لمطالب الشعب وتنحي عن الحكم، الشعب كان معارضاً لحكمه وهو يخرج علينا غاية في الثقة، وكأنه يمتلك زمام أمور شعب مصر، فقولت له "اسمع للشعب" وليس للجماعة فقط.
يكرر الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالته حول مطالبته للفن بأعمال هادفة، فكيف تري رسائله؟
أدركها جيداً وأعرف مغزاها، ولكني أري أن عدد من الشعب المصري إنتماءاتهم غير وطنية في الفترة الحالية، فأحياناً بعض القضايا تأخذ حجماً أكبر من حجمها، نحتاج إلي إزكاء روح المواطنة في الشعب المصري وإحيائها من جديد.
ما السائد الذي تراه في الفترة الحالية الذي يطل به الفن علي الجمهور؟
للأسف تسود دراما البلطجة والعشوائيات والمخدرات والدعارة وأمراض نفسية، أقول كفي هذا وعلينا أن نقدم دراما هادفة تظهر الروح المصرية الجميلة التي أفتقدناها، وأنا غير راض عن وضع الدراما والفن في هذه الفترة، والأيام المقبلة ستكون أفضل كثيراً في الفن والحياة عامة.
كيف تابعت أزمة بسمة وخالد أبو النجا لفيلم"الطاغية" ذي الشبهة الإسرائيلية؟
لا أعرف شيئاً عن هذه الأزمة، ولكني أتذكر كيف كانت مصر قديماً، حيث كنا نتعايش مسلمون ومسيحون ويهود في سلام وأمن، ولم نسمع عن حادث طائفي، ويبقي السؤال أين مصر الآن من هذا؟.
لائحة نقابة المهن التمثيلة تقتضي بسقوط عضوية أي فرد ينضم لعمل إسرائيلي، كيف تري ذلك؟
سأرد بسؤال يحتاج لإجابة، هل تعتقدي أن مصر تقوم بتوقيع اتفاقيات تكون مقرونة بعدم التطبيع مع إسرائيل!، وهل سيظل التيار الرسمي موافق علي التطبيع والتيار الشعبي غير موافق علي التطبيع، ففي هذه الحالة التيار الرسمي لا يمثل التيار الشعبي!!
أخيراً، ما الرسالة التي تسعي لتقديمها من خلال فنك؟
تقليم أظافر الوحش داخل الإنسان المصري عن طريق الفن، حين يختفي الفن يظهر التطرف، ففي كل أقاليم مصر التي ظهر بها التطرف اختفي منها الفن، فمنذ السبعينيات عندما قال السادات، أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة، وأطلق يد الجماعات المتطرفة في الصعيد بعد تعيين اللواء محمد عثمان محافظاً لأسيوط آنذاك، فهذا تاريخ لا ننكره ومن وقتها كل الصعيد يُحكم بالشرع، والحكومة أصبحت غائبة وضيفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.