قد تتعجبون من اختيار العنوان الذى يعنى أننى سأتحدث عن اللبؤة التى توصم دوما بأنها عاهرة ... أقصد التى ما إن يريد الناس الحديث عن سلوك امرأة سيئة السمعة إلا وتأتى الكلمة بالعامية الفجة . . كما أنه ما إن توصف امرأة جميلة يتشككون بأنها "لونة" كما يقال فى العامية عن المرأة المعتنية بهيئتها أو أنها لعوب أو مفرطة الأنوثة إلا وتوصف بصيغة عدائية أو ذات معانى بأنها تلك الكلمة العامية ذاتها ولا أعرف هل المرأة كأنثى عيب أو سبة فى حد نفسها .. لا أعرف تماما ..
وفى التاريخ المصرى القديم الذى تفكر وأعتنى بفكرة الأنثى حدث اندماج عميق بين القطة "باستت" واللبؤة "سخمت" منطوقة بالعامية المصرية والتى لا تعنى سباباً قبيحاً "ابيح" .إنما من منطلق الحماس الإنسانى وليس اللفظة سيئة السمعة .. من منطلق القوة .. العزم .. ببساطة هى المعبودة والإلهة فى الميثولوجيا المصرية القديمة "سخمت" ويعنى اسمها القوية .. سيدة برأس لبؤة جالسة علي العرش وتمسك بيدها مفتاح الحياة عنخ ، يعلو رأسها قرص الشمس وثعبان الكوبرا .
وعلى الأنثى الحقيقية الدفاع عن الإناث أمثالها دون مخاوف إلصاق الصفة بها .. لأن الأغبياء والجهلة فقط هم من يستخدمون "اللبؤة" كشتيمة .. ولسان حال أى سيدة محترمة تتفانى فى خدمة عائلتها يقول " أنا لبؤة .. انا لست امرأة لعوب اوقع بالرجال ولا أسرق رجلاً من امرأته أبداً . وأما حريتى بجسدى فهو أمر آخر تماماً" أهل الشام مثلاً يرجعونها لكونها صيادة ماهرة . وأنها تحمى الأسد وهو يتناول ما جلبته له . وأنها حين تلد تخبىء أبنائها شهورا وحدها وترعاهم بتفانٍ . وأنها إن مات أحدهم دفنته وحدها .
المهم .. اللبؤة نموذج أنثوى صارخ للقوية التى مثلت قضية المرأة الشقيانة المخلصة .. إنها السيدة المحترمة بالفعل .. وإن كانت كما يقول المتقولون معززة مكرمة فى جنة ومملكة الأسد الملك .. لست واثقة تماما من صواب الفكرة .. وان كنت أقرر مبدئيا انها أنثى مثالية للغاية .. ومن ضمن أسبابى فى شهادتى تلك أن الأسد الغضنفر الذكر الملك يعتمد مثلا في الطعام بشكل مباشر على أنثاه اللبؤة وهى التي تقوم بمهام الصيد وتحضر له غنيمتها ليأكلها !! إن الأسد على قوته المهولة لا يصيد لأن الصيد ليس من أساسيات الذكورة فى مملكته بل هو من اختصاص اللبؤة فهي من تخرج لصيد الحيوانات لصغارها ولذكرها الذى لا يفترس بمفرده إلا إذا غلبه الجوع حيث يشتهر بأنه كسول ينام 20 ساعة .. وهذا استكمالا للظلم الساحق الماحق للإناث فى كل زمان ومكان !! ورغم كل تلك الحقائق يظل هو الملك الذكرى الأسطورى فى المقدمة سبعا وليثا وهزبرا ووردا وضرغاما وأسامة !! اى ألقاب " على فاشوش. . فشنك يعنى " .. إذا اعتبرنا " المرجلة" زئيرا حنجوريا ???????? والعمل والنشاط والقوة هم من نصيب اللبؤة الأكثر نحافة وأقل وزنا أيضا ???????????? .. ولأن اللبؤات ذكيات برغم أن السنوريات أو الفصيلة التى منها الأسد واللبؤة لا يعرف عنها التحمل الأدنى فى العدو أو الجرى السريع إلا أن تكنيك اللبؤات فى الصيد يوحى بمهارة وحصافة وذكاء خارق .. فتقوم اللبؤات عادةً بإحاطة القطيع "اللى عليه العين" من عدة نواح .. وما أن تقترب بما فيه الكفاية حتى تنتقي أقرب أفراد القطيع إليها ويكون الهجوم سريعا وقصيرا .. حيث تميل إلى إمساك ضحيتها عبر اندفاع سريع نحوها ومن ثم القفز عليها من الخلف .. وتقتل ضحيتها الطريدة بالخنق مما يسبب لها إقفارا دماغيا أو أزمة قلبية بسبب انقطاع الأكسجين عنها ..
أما الأمر الغريب فهو أن الأنثى اللى يصفونها بالعهر ترضع الأشبال فى الزمرة أو العائلة دون تمييز !! حيث تتزامن دورتها التناسليّة مع بعضها غالبا كي تتعاون على تربية وإرضاع الصغار !!
يا بشر يا من تلقبون العاهرة باللبؤة واعتبار الأنثى سبة أى كانت .. ويا من لا تفهمون معنى الأنثى . . افهموا واستوعبوا جيدا وانظروا لعل النظر يريكم ما لا ترون ومن ثم تفقهون ..