في اللحظة الحاسمة، يقف الأب في غرفة الولادة متفرجا يراوده شعور بالعجز بانتظار خروج طفله إلى نور الدنيا. غير أنه في حقيقة الأمر لا يضطر إلى، ولا ينبغي عليه، القيام بأكثر من دور المراقب. يقول عدد من أطباء الولادة والقابلات إن مجرد تواجد الزوج في غرفة الولادة ينطوي علي فوائد عديدة بالفعل. غير أن هناك العديد من الأسئلة التي تساور الرجال تظل بدون إجابة عند بدء الولادة. إن وجود الزوج بجوار زوجته لحظة الولادة ليس دائما من طبائع الأمور. فتقول إيديث فولبر ، المتحدثة باسم جمعية القابلات الألمانية "صارت الأمور تسير على هذا المنوال منذ ثمانينيات القرن الماضي". ففي بعض الثقافات، مثل الثقافة التركية، لا يزال جناح الولادة محظورا على الآباء. أما في الثقافات الغربية فهناك إجماع بين الأقارب والأصدقاء على أن الأب الجيد هو الذي يشهد لحظة ولادة طفله ، حسبما تقول فولبرز. وأضافت:"أحيانا يكون هناك إفراط في الآمال". وتقول فولبر إن الشعور السائد بين الرجال بالعجز وقلة الحيلة في غرفة الولادة إنما هو علامة على عدم كفاية استعدادهم لتلك اللحظة ، ومن ثم فإنها توصي الرجال بحضور دورات تعليمية خاصة بالولادة ، ويفضل أن يحضروها دون زوجاتهم. عمل ايبرهارد شايفر ، مدير مركز الآباء في برلين ، على إعداد الرجال الذين ينتظرون أطفالا جدد من خلال دورات تعليمية مخصصة للرجال فقط مدتها ثلاث ساعات ، على مدار الأعوام الخمسة الماضية. ففي ظل غياب الزوجات ، يتشجع الرجال على طرح الأسئلة التي تدور في أذهانهم ويشعرون بالحرج من طرحها في وجود زوجاتهم. ويقول شايفر:"ثمة أكثر من تسعة بين كل عشرة رجال يرافقون زوجاتهم في غرفة الولادة... غير أن الكثيرين يتساءلون هل ينبغي علي القيام بذلك حقا؟ وماذا سأفعل هناك؟". يتلخص الدرس الأول الذي يتلقاه الزوج في مقولة:"لا يتعين عليك تعلم أي أساليب بارعة". فالأهم بالنسبة للرجل هو مجرد وجوده مع زوجته، وعدم نقل توتره العصبي إليها، وهو أمر يبدو بديهيا في بادئ الأمر ولكنه يأتي بمثابة مفاجأة للكثيرين في تلك اللحظة.