نور ذو الفقار قدمت جمعية الصحف الأمريكية التي تمثل 2000 جريدة ورقية في الولاياتالمتحدة دعوى الى محكمة فيدرالية ضد الشركات المختصة بالبرمجيات التي تمكّن المستخدمين من حجب الإعلانات بتهمة تضليل الجمهور. وطلبت الصحف من مفوضية التجارة الفيدرالية التحقيق في ممارسات الشركات التي تبيع للمعلنين خدمات تمكنهم من تجاوز برمجيات حجب الإعلانات واخرى تتيح الالتفاف على صفحات الجرائد التي لا يمكن فتحها إلا للمشتركين. وتأتي دعوى جمعية الصحف الأميركية في وقت ما زالت الجرائد الورقية تواجه مصاعب كبيرة في التعامل مع التغيرات التكنولوجية التي قوضت عملها. إذ انخفضت ايرادات الصحف الورقية من الإعلانات من زهاء 50 مليار دولار قبل عشر سنوات الى أقل من نصف هذا الرقم اليوم، بحسب ارقام الجمعية. وتستمر الايرادات من الإعلانات المطبوعة في الانخفاض مع توجه القراء الى استهلاك مزيد من الأخبار على الانترنت في حين ان الإعلان على الطبعات الرقمية يحقق ايرادات أقل. ويشعر مالكو الصحف أنهم لا يستطيعون أن يتحملوا خسارة الإيرادات من الإعلانات الرقمية ويعتقدون أن مستقبل صناعة الصحف يعتمد على الإعلانات الرقمية وخاصة عرض إعلانات صغيرة على الهواتف الذكية حيث يمضي الجمهور حصة متزايدة من وقت القراءة. ولكن المستهلكين يجدون في احيان كثيرة ان الإعلانات التي تُعرض على هواتفهم الذكية إعلانات متطفلة ومزعجة. ويحجب مستخدمو اليوم 11.7 في المئة من إجمالي الإعلانات، كما أظهرت دراسة أخيرة. كما يرتبط تزايد برمجيات حجب الإعلانات بقرار اتخذته شركة آبل عام 2015 يسمح بعمل هذه البرمجيات على هواتف آيفون وغيرها من أجهزة الشركة. وحاولت صحف وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز وواشنطن بوست خلال الأشهر الأخيرة ان تناشد القراء تعطيل برمجيات حجب الإعلانات أو التفكير في الاشتراك في الصحف الثلاث. وقال بين وليامز رئيس قسم العمليات والاتصالات في شركة آد بلوك بلاس لحجب الإعلانات، احدى الشركات التي ورد اسمها في دعوى جمعية الصحف الأميركية، ان الجمعية أساءت فهم الخدمات التي تقدمها شركته. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن وليامز "ان القسم الوحيد من الدعوى الذي يقترب من الواقع هو القسم المتعلق بكون حجب الإعلانات تعبيرا عن انزعاج المستهلك من صناعة الإعلان التي تتجسس عليه وتخدعه وفي المقام الأول تزعجه بإعلانات متطفلة منذ سنوات". ويشكل الإعلان على الانترنت جزء من مقايضة تحدد الكثير من اقتصاد الشبكة. فالكثير مما يفعله المستخدمون على الانترنت يُقدَّم "مجاناً" مثل البريد الالكتروني والشبكات الاجتماعية وعمليات البحث لسبب واحد هو ان الشركات تستطيع ان ترصد سلوك المستهلكين وترسل إعلانات موجهة حسب اهتماماتهم وهواياتهم ورغباتهم. ويقول المدافعون عن برمجيات حجب الإعلانات ان هذه الإعلانات التي تعج بها المواقع الالكترونية تثير الاعصاب ومتطفلة واحيانا لا تكون أمينة. وان الإعلانات يمكن ان تطيل وقت تنزيل الملفات واحيان تغطي شاشات كاملة مانعة المستخدم من رؤية المحتوى الذي يريد قراءته. وهناك إعلانات ملغومة تدس فيروسات في الكومبيوترات والأجهزة بالاختفاء داخل إعلانات مشروعة. ولكن الصحف الورقية التي تحاول التعويض عن خسائرها من الإعلان على طبعاتها الالكترونية تقول ان حجب الإعلانات يحرمها من الرئة الوحيدة عمليا التي تتنفس بها في عصر التكنولوجيا الرقمية .