ترقد جثة لطفل في الخامسة من عمره على سجادة داخل مسجد بمدينة حمص.. كان هذا أحد الأدلة المفجعة، التي واجهتها بعثة مراقبي جامعة الدول العربية على سفك الدماء الذي تشهده سوريا. قال رجل لاثنين من المراقبين اسمه أحمد محمد الراعي.. "انظرا لهذا.. هذا حدث على الرغم من وجود الجامعة العربية." بعد ذلك كشف احد المشيعين الكفن الأبيض ليظهر ضمادة غارقة في الدماء، إثر طلق ناري في ظهر الطفل. وصور ناشط هذا المشهد بهاتفه المحمول وتم رفعه على موقع يوتيوب. وكان إرسال عشرات من مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، أول تدخل دولي هناك خلال الانتفاضة المستمرة منذ تسعة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي تعرضت لقمع شديد. ولكن حتى وإن بثت بعثة الجامعة أملا في بادئ الأمر بين المعارضة فإن احتمالات أن تتمكن من وقف العنف على الفور سرعان ما خفتت. بعد مضي ثلاثة أيام على عمل البعثة قال مراقب في لقطة بثتها قناة الجزيرة الإخبارية، إن هدف المراقبين هو المراقبة وليس الإطاحة بالرئيس وإن الهدف هو إعادة السلام والأمن الى سوريا. واستمرت الحملة العنيفة التي تشنها القوات الحكومية بلا توقف فيما يبدو منذ وصول أولى فرق المراقبين الى سوريا، فيما قتل نحو 139 محتجا مناهضا للحكومة في أنحاء البلاد وفقا لإحصاء رويترز. ويشكك محتجون في سوريا وزعماء للمعارضة ومعلقون اجانب الآن في جدوى بعثة المراقبةK وقال البعض: إنها لن توفر سوى ستار لمزيد من القمع! كما وجهت ضربة لبعثة المراقبين يوم الأحد عندما قال البرلمان العربي وهو هيئة استشارية للجامعة العربية: إن على البعثة الانسحاب من سوريا في ضوء استمرار إراقة الدماء هناك. اندلعت الانتفاضة السورية التي تحكمها عائلة الأسد منذ 41 عاما في مارس آذار الماضي، بعد الإطاحة برئيسي مصر وتونس اللذين كانا مدعومين من الغرب واندلاع انتفاضات في ليبيا ودول عربية أخرى. ولقي أكثر من خمسة آلاف شخص حتفهم طبقا لتقديرات الأممالمتحدة، إما بطلقات قناصة أو بنيران الدبابات أو سقطوا ضحايا للتعذيب أو الإعدام بدون محاكمة!!