كراهية الجديد

لم ‬نزل ‬دائماً ‬ولأسباب ‬ترسخت ‬فى ‬ضمائرنا ‬دائمى ‬التوجس ‬من ‬كل ‬ما ‬هو ‬جديد ‬حتى ‬ولو ‬كان ‬هذا ‬الجديد ‬متشبثاً ‬بجذور ‬من ‬الأصالة، ‬‬إن ‬المجددين ‬كانوا ‬يقعون ‬فيما ‬ينهون ‬عنه ‬التقليديون، ‬يتجلى ‬هذا ‬فى ‬أديبنا ‬الكبير ‬عباس ‬محمود ‬العقاد ‬والذى ‬حاول ‬بمعوله ‬أن ‬يهدم ‬مدرسة ‬التقليديين ‬ولكنه ‬بعد ‬ذلك ‬اتخذ ‬موقفاً ‬معادياً ‬من ‬مدرسة ‬الشعر ‬الحر ‬حتى ‬إنه ‬اعتبر ‬هذا ‬النوع ‬من ‬الشعر ‬ضرباً ‬من ‬النثر.
‬
تعرضت ‬هذه ‬المدرسة ‬لتعنت ‬العقاد ‬حتى ‬إن ‬واحداً ‬من ‬هذه ‬المدرسة (‬الشاعر ‬الكبير ‬أحمد ‬عبد ‬المعطى ‬حجازى) ‬قام ‬بهجاء ‬العقاد ‬هجاءً ‬لاذعاً، ‬وبقصيدة ‬عمودية ‬من ‬جنس ‬كتابة ‬العقاد ‬نفسه، ‬ولكن ‬الذى ‬حدث ‬بعد ‬ذلك ‬أن ‬قام ‬الشاعر ‬نفسه ‬أحمد ‬عبد ‬المعطى ‬حجازى ‬بنصب ‬منصة ‬صواريخه ‬على ‬مدرسة ‬شعراء ‬النثر ... ‬فما ‬الذى ‬يدعو ‬المثقفين ‬إلى ‬الخوف ‬دائماً ‬من ‬كل ‬ما ‬هو ‬جديد؟ ‬وكان ‬الأولى ‬بهم ‬أن ‬يتركوا ‬التاريخ ‬يحكم ‬بين ‬هذه ‬المدارس ‬كما ‬حكم ‬للشعر ‬التفعيلى ‬أن ‬يكون ‬رافداً ‬مهماً ‬من ‬روافد ‬الشعر ‬العربى، ‬وكما ‬حكم ‬بانزواء ‬المدرسة ‬التعبيرية ‬فى ‬أوروبا.. ‬ولكن ‬هذا ‬هو ‬واقعنا ‬الثقافى ‬الذى ‬نسعى ‬لتغييره ولأن ‬هذا ‬الواقع ‬أصبح ‬مسيطراً ‬على ‬حياتنا ‬الثقافية، ‬فقد ‬تحول ‬التجديد ‬لدى ‬المتمسكين ‬بتابوهات ‬القديم ‬خروجاً ‬على ‬الهوية ‬الثقافية، ‬كما ‬وقع ‬المتمسكون ‬بالقديم ‬فى ‬قالب ‬التقليدية ‬البغيض، ‬وأصبح ‬المجدد ‬يخاف ‬من ‬كسر ‬هذه ‬القوالب ‬الجامدة ‬التى ‬وقع ‬فيها ‬التقليديون... ‬ومن ‬أجل ‬ذلك ‬فلم ‬يكن ‬غريباً ‬أن ‬يتم ‬إلقاء ‬التهم ‬جزافاً ‬على ‬كتاب ‬ونقاد ‬فن ‬القصة ‬الشاعرة، ‬ولكن ‬الغريب ‬هو ‬صمود ‬هؤلاء ‬الكتاب ‬لترسيخ ‬هذا ‬الفن ‬الأدبى ‬الجديد ‬والأصيل ‬معاً، ‬حتى ‬إن ‬هذه ‬المجموعة ‬أخذت ‬على ‬عاتقها ‬إقامة ‬مؤتمرها ‬العربى ‬الأول، ‬فالثانى ‬فالثالث، ‬متسلحة ‬بالثقافة ‬والمثابرة ‬والإصرار ‬حتى ‬قامت ‬الهيئة ‬العامة ‬لقصور ‬الثقافة ‬باحتضان ‬المؤتمر ‬الثالث ‬والذى ‬جرت ‬وقائعه ‬فى ‬الأيام ‬القليلة ‬الماضية .
وللتاريخ ‬نقول ‬إن ‬هذا ‬الفن ‬ظهر ‬فى ‬كتابات ‬الأديب ‬محمد ‬الشحات ‬محمد ‬الذى ‬أصل ‬هذا ‬الفن ‬كجنس ‬أدبى ‬جديد، ‬وتبعه ‬مجموعة ‬من ‬الكتاب ‬والنقاد ‬أخص ‬منهم ‬أحمد ‬السرساوى ‬وكاتب ‬هذه ‬السطور ‬اللذين ‬قاما ‬بالتأصيل ‬والشرح ‬والانتصار ‬لهذا ‬الفن ‬فى ‬الوقت ‬الذى ‬تعرضوا ‬فيه ‬جميعاً ‬لشتى ‬أنواع ‬الهجوم ‬الضارى، ‬ثم ‬تلقفه ‬مجموعة ‬من ‬النقاد ‬الذين ‬أكدوا ‬مكانة ‬هذا ‬الفن ‬وهم ‬الدكاترة ‬رمضان ‬الحضرى ‬وبيومى ‬الشيمى ‬والسيد ‬رشاد ‬وشريف ‬الجيار ‬وحسام ‬عقل ‬وسيد ‬الوكيل‬وغيرهم ونحن ‬نتمنى ‬أن ‬يحظى ‬هذا ‬الفن ‬بالدراسات ‬الجادة ‬التى ‬تقوم ‬على ‬الثقافة ‬الواعية ‬التى ‬تبتعد ‬عن ‬أحادية ‬الرؤية، ‬ونقول ‬للجميع ‬بيننا ‬وبينكم ‬التاريخ
* عضو ‬اتحاد ‬كتاب ‬مصر