رشدى الشامي: أراهن على الفن الحقيقى ولهذا السبب ابتعدت عن الاستعراضات - أحمد كمال: بطولتى لهذا العرض ليست مغامرة.. ويكفينى ما أقدمه للناس من خلاله
- عهدى صادق: كنت مرعوبا من تجربة الغناء على المسرح ولكنى تحديت نفسى
- حازم شاهين: دراما النص وأشعار حداد أشعرتنى بأنى وصلت إلى سقف الإبداع الموسيقى
- ناصر شاهين: العمل يطالب بأن يسود السلام والأمان عالمنا
- هالة مرزوق: الفلسفة والرمزية عميقة المعني، عمود هذا النص
فى تحد جديد للمسرح القومى بالرهان على الفن الحقيقي، يأتى العرض المسرحى الجديد "من القلب للقلب" المأخوذ عن رواية "الأمير الصغير" للكاتب الفرنسى أنطوان دو سانت أوكزبيري، التى تعد الأكثر شهرة فى القرن العشرين، وتم ترجمتها إلى 230 لغة وتحافظ على مبيعاتها التى تصل إلى أكثر من مليون نسخة سنويا، ليأتى فؤاد حداد بعد ذلك ليقوم بتحويلها إلى نص مسرحى أضاف إليه من إبداعه وأشعاره. ويأتى التحدى فى أن هذا العمل سيحل بديلا عن العرض المسرحى "ليلة من ألف ليلة " لنجمه يحيى الفخراني، والذى حقق نجاحا ساحقا، ولكن وكما صرح الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومي، بأنه يراهن على جمهور "فؤاد حداد" وأن هذا العرض سيراه الجمهور بشكل لم يسبق تقديمه من قبل، فى إطار الحرص على استمرار النجاح بتقديم أعمال متميزة بجودة كل مكوناتها بدءا من النص والممثلين والإخراج. فى جولة ل "الأهرام العربي" داخل كواليس هذا العرض التقينا أبطاله، وكانت البداية مع مخرج العرض الفنان رشدى الشامي، الذى أكد أنه لم يجد للاحتفال بذكرى رحيل فؤاد حداد، الواحدة والثلاثين سوى تقديم هذا النص المسرحى الذى أبدع فيه، ليستمتع به الكبار والصغار على حد سواء، كاشفا عن علاقته الوطيدة بعالم هذا الشاعر وعشقه الذى لا يعترف بالحدود، حيث قدم له من قبل 7 أمسيات شعرية، ثم هذا العرض الذى يعد أول عمل درامى غنائى يقوم بإخراجه، مؤكدا أنه لم يستعن بأى استعراضات لأنه يهدف إلى تسليط الضوء أكثر على الدراما والأشعار والموسيقى. وعن سر اختيار " من القلب للقلب" عنوانا للعرض قال: تعتمد فكرة العرض على أن القلب هو البصير وليس العين، علاوة على أن لفؤاد حداد مجموعة شعرية تحمل نفس هذا الاسم. وحول اعتماده على الشباب بعيدا عن النجوم قال: اعتمادى ورهانى على ما أقدمه من فن، والجمهور، إذا أعجبه سوف يأتى له سواء كان بنجوم كبيرة أو بشباب موهوب، خصوصا أن هؤلاء الشباب يقف إلى جوارهم فنانون أصحاب خبرة حقيقية.
الرواى والطيار وبعد ما حققه فى الفترة الأخيرة من نجومية فى أدواره التليفزيونية يعود الفنان أحمد كمال مجددا إلى خشبة المسرح بهذا العرض حيث يقول: ما دفعنى للمشاركة فى هذا العمل برغم تعودى فى الفترة الأخيرة على أجواء كاميرات الفيديو، أنه عمل يحمل اسم فؤاد حداد الذى أعشقه كثيرا ويعد جزءا من الهوية المصرية، وأن مخرجه رشدى الشامى بحار فى عالمه ويحفظ أعماله عن ظهر قلب، وسبق أن أخرج العديد من الأمسيات الشعرية له، ويعجبنى فيه حفاظه على روح فؤاد حداد وبساطته فى تقديم النص دون "فزلكة"، كما أن العرض ليس فقط للكبار بل للصغار، فهناك العديد من العناصر المغرية للطفل مثل الطائرة على المسرح، والإبهار فى تنقل الأمير الصغير عبر الكواكب بجانب موسيقى حازم شاهين التى أضافت للنص المسرحى وتعد عنصرا رئيسا فى العمل. وعما إذا كان قبوله ببطولة العرض يعد مغامرة، بعد النجاح الكبير الذى حققه يحيى الفخرانى فى مسرحية " ليلة من ألف ليلة " قال: لقد تعاقد الفخرانى ومحمد محسن وغيرهما على العرض لمدة شهر فقط، ولم يكن أحد من أبطاله يتوقع أن يستمر العرض اكثر من ذلك، وحتى الآن لا يستطيع أحد أن يتنبأ بأن يحقق أى عرض نجاحا كبير، أو يفشل، وكم من عروض ضمت أشهر النجوم ولم تستمر، فهذا يتحكم فيه توقيت العرض والظرف النفسى الذى يعيش فيه المجتمع المصري، وبالتالى لا توجد معايير محددة كفيلة بنجاح أى عرض، وخصوصا فى مسارح الدولة التى تفتقد إلى الدعاية الكافية والتسويق اللازم، لذلك لم أتردد فى قبول هذا العمل الذى أجسد من خلاله دورين " الرواى " و" الطيار" فيكفينى أن أقدمه بكل ما يحمله من قيم جميلة نفتقدها، بجانب تعرضه لمفهوم السلطة، وكيف يتحول الإنسان إلى مسخ، وغيرها من الأمور التى سلط عليها الضوء المؤلف العالمى أنطوان دو سانك، عندما كتبها أثناء الحرب العالمية الثانية ثم جاء حداد ليضيف إليها من إبداعاته.
ليس طربا ويشهد العرض مفاجأة حيث يقوم الفنان عهدى صادق رغم طول مشواره الفنى ولأول مرة بالغناء الفردى على خشبة المسرح، وعن ذلك يقول : ولذلك عندما عرض على المخرج رشدى الشامى هذا الأمر رفضته بشدة، فليست لدى مثل هذه الجرأة، رغم اقترابى من عالم الشعر مع أقطابه أمثال صلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب والأبنودى وغيرهم بجانب معايشتى لأجواء المسرح، فقد عملت مع صديق عمرى سعيد صالح كل مسرحياته ذات الطابع الغنائي، وكنت أغنى لكن مع المجموعة، وبعد تفكير، قلت فى نفسى لماذا لا أجرب وخضعت لتدريبات يومية مكثفة، حتى بدأت أشعر بإيقاع صوتى بالموسيقى فزاد تحمسي،وإن كنت أراه ليس طربا ولكنه أداء فى إطار دراما العمل.
إسكندريلا والشارع الموسيقى بطل رئيسى فى " من القلب للقلب " ويراهن كل أبطال العرض عليها وعلى مؤلفها حازم شاهين خريج معهد موسيقى عربية سنة 99، والذى التحق بفرقة عبده داغر ودرس العود فى بيت الفن العربي، ولإجادته له تحول من دارس إلى معلم، كما احترف الموسيقي، حتى أصبح المسئول عن فرقة "إسكندريلا " التى يشارك بعض أعضائها فى العمل، كذلك يعد المشرف على فرقة" الشارع"، وعن قصته مع العرض يقول: عندما جاءنى نص العرض المسرحي، اكتشفت أن عدد الأغانى الموجود به 7 فقط، ولأن الاتفاق بينى وبين المخرج رشدى الشامى أن تسيطر الأجواء الموسيقية على النص، قمت باختيار بعض نصوص العمل التى يمكن تلحينها، وقد شدنى النص جدا بكل التيمات التى يحويها والدراما التى تحفز الموسيقى على إخراج كل ما لديه بشكل تصاعدي، خصوصا أن هذه الرواية شهيرة جدا، وزادها ترجمة وتمصيرا فؤاد حداد لها بشعره ولغته الجميلة التى تدفعك لأن تتعامل معه بإلحان جديدة وايقاعات مختلفة حتى تصل لسقف إبداع النص بما يمكنك من التفاعل مع الناس.
ذائعة الصيت الفنان ناصر شاهين، الذى شارك فى العديد من الأعمال المسرحية والدرامية، برغم حيويته كشباب، لكنه يقدم دور كهل تجاوز عمره 80 عاما وعن حكايته مع العمل يقول: لقد تعاملت مع نصوص شعرية كثيرة مثل أعمال صلاح عبد الصبور، وهذا النوع من الأعمال أحبه، لذلك سعدت بترشيح المخرج رشدى الشامى لي، للمشاركة فى عمل يحمل توقيع فؤاد حداد ومأخوذ عن رواية عالمية ذائعة الصيت، وأقدم فى هذا العرض شخصية الجغرافى الكهل البالغ من العمر 80 سنة، والذى يقابله الأمير الصغير أثناء رحلته عبر الكواكب، والجميل فى العمل أنه يقدم رسائل هادفة، منها أن الحياة والعلاقات الإنسانية لابد أن يسودها السلام والأمان، بشكل بسيط لكنه عميق الشباب هم روح هذا العمل، حيث يضم من الممثلين أحمد حداد – لانا مشتاق – ياسمين سمير- أحمد سمير عامر – ميدرونا سليم – عادل رأفت، أما التوزيع الموسيقى فرفيق عدلي، ديكور محمود صبري، ملابس سهيلة ونوران، ومعهم الفنانة الشابة هالة مرزوق التى شاركت من قبل فى العديد من الأعمال منها "كش ملك" و"موعد مع الوحوش" و"خاتم سليمان"،وهى طالبة فى السنة الرابعة بالمعهد العالى للفنون المسرحية وعن هذه التجربة تقول: أقف لأول مرة فى حياتى على خشبة المسرح القومي، لذلك أشعر بسعادة لا وصف لها، علاوة على أن العمل يحمل رؤية فلسفية ورمزية عميقة المعني، وأسعدنى أكثر أنى عندما تعاملت مع الشخصية التى أجسدها وجدتها قريبة منى وما تقوله بالفعل يخرج من قلبها إلى قلوب المحيطين بها. وعن دورها تقول: أقدم دور "الوردة" التى ترمز للمرأة فى حياة الأمير، والدور يقدم رسالة لكل إنسان، مفادها أن كثيرا ما يكون أمامه أشياء جميلة ولا يهتم بها إلا بعد أن يفقدها، وعليه أن يدرك قيمتها ويحافظ عليها قبل أن تضيع منه.