مباراة بين جماهير الفريقين عبر مواقع التواصل.. والأهلاوية يسخرون من رش المياه:" عفاريت الزمالك لم تسلسل شياطين الأهلى" مباراة القمة بين الأهلى والزمالك، ليست مجرد مباراة مدتها 90 دقيقة، تبدأ وتنتهى مع صافرة الحكم، بل هى مباراة تنطلق منافساتها بين مدربى ولاعبى الفريقين قبل موعدها الحقيقى بعدة أيام، أما جماهير الناديين تدور بينهما مباراة ساخرة وساخنة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لكن مناوشات النهاية لا تقل فى سخونتها عن البدايات، إلا أن النهايات دائما ما تكون مأساوية للفريق الخاسر. وجاء فوز الأهلى على الزمالك بهدفين نظيفين للاعبيه ماليك إيفونا وعمرو جمال، فى مباراة القمة التى حملت الرقم (111)، وأقيمت الثلاثاء الماضى، ضمن منافسات الأسبوع ال 17 من مسابقة الدورى الممتاز، حاملا الورود إلى عبد العزيز عبد الشافى المدير الفنى للأهلى، بينما حمل الأشواك إلى أحمد حسام (ميدو)، المدير الفنى للزمالك وجهازه المعاون، إضافة إلى حازم إمام نجم الزمالك السابق، الذى كان يتولى منصب مدير الكرة بالقلعة البيضاء. وصار عبد العزيز عبد الشافى (زيزو) أيقونة السعادة للجماهير الحمراء التى وصفته ب "وش السعد"، خصوصا أن هذا الفوز هو الثانى له على الزمالك، حيث حقق الأهلى فوزه الأول على الزمالك تحت قيادة زيزو، فى مباراة السوبر المصرى التى أقيمت بالإمارات فى سبتمبر الماضى. الحديث عن الإطاحة بالجهاز الفنى للفريق الخاسر، كان يسيطر على المشهد قبل اللقاء بأكثر من أسبوع، فى ظل بحث إدارة الأهلى عن مدير فنى أجنبى، عقب رحيل البرتغالى جوزيه بيسيرو دون سابق إنذار وتولى زيزو قيادة الفريق الأول بشكل مؤقت، وعلى الجانب الآخر جاءت نتائج الزمالك متواضعة تحت قيادة ميدو، الذى توقع مع حازم إمام رحيلهما فى حالة الخسارة. وصدق توقع الثنائى حازم وميدو، حيث أعلن رئيس الزمالك عن إقالة الثنائى بعد دقائق قليلة من إطلاق صافرة نهاية اللقاء، وتولى محمد صلاح تدريب الفريق بشكل مؤقت، واتخذ قرارا فوريا بتشكيل لجنة تتولى اختيار مدير فنى أجنبى لقيادة فريق الكرة، على أن تحسم جميع الأمور خلال أسبوع على الأكثر، ورأى رئيس الزمالك أن المدرب الأجنبى هو الأنسب خلال المرحلة المقبلة، مع الإبقاء على إسماعيل يوسف فى منصب مدير جهاز الكرة، خصوصا بعد أن وضع جميع الإمكانات تحت إمرة ميدو وجهازه المعاون - على حد قوله – فإن نتائج الفريق عجلت بالرحيل. وجاء هذا الرحيل ليكمل عقد القرارات السلبية من رؤساء الأندية، والإطاحة بالأجهزة الفنية بسبب هزيمة مباراة أو اثنين، حيث يعد هذا الموسم هو الأبرز فى تاريخ الكرة المصرية من حيث إقالة المدربين، وهى ظاهرة تسير عكس الرغبة فى الاستقرار. وإذا كان ميدو توقع الرحيل، فإن حازم إمام كان أكثر المترقبين، خصوصا أن المقربين نصحوه بعدم قبول المهمة، وطالبوه بالحفاظ على اسمه وتاريخه ورصيده لدى جماهير الزمالك، خصوصا بعد رحيل أكثر من جهاز فنى فى فترة قليلة، خشية أن يكون أمام أحد من تطولهم يد الإطاحة. أما فى الأهلى، جاء الفوز بعدة فوائد، أولها أنه يصب فى مصلحة مجلس إدارة النادى برئاسة محمود طاهر قبل أى فرد داخل جدران القلعة الحمراء، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة مطالبات جماهيرية برحيل طاهر ومجلسه، وزادت تلك المطالبات بعد رحيل بيسيرو. أيضا، ربما يهدئ الفوز من غضب أعضاء رابطة مشجعى (الألتراس)، بعد أن رفض مجلس الأهلى دخولهم ستاد مختار التتش لحضور مران الفريق، الذى سبق لقاء القمة بيومين، بل وفضل ابتعاد فريق الكرة عن هذه الأجواء، وسافر مبكرا إلى الإسكندرية، حيث أقيمت المباراة على ستاد برج العرب. السيناريو الذى تكرر مرتين وصب فى صالح طاهر ومجلسه، لعب فيه زيزو دور البطولة، حيث إن الأمر نفسه تكرر حرفيا قبل لقاء السوبر، وهدأ الفوز على الزمالك من غضب الجماهير التى كانت تطالب وقتها برحيل المجلس، لذلك فإن الفوز جاء ليثبت أقدام زيزو فى تدريب الفريق، خصوصا أن هذا هو الفوز الرابع له الأهلى، فقد قاد زيزو الأهلى للفوز على الاتحاد السكندرى والإسماعيلى بهدف نظيف ثم على إنبى والزمالك بثنائية. ويحسب للمدير الفنى "المؤقت" بصماته الواضحة على أداء الفريق، وحتى الآن فهو الأكثر دراية بكل العناصر، وطرق اللعب التى تناسب كل مباراة، إضافة إلى أنه يحسن استغلال نجوم الفريق والتعامل معهم، وهو ما ظهر فى تشكيل لقاء القمة، حيث دفع بالثنائى إيفونا وعمرو جمال برغم غيابهما عن المباريات منذ فترة طويلة، ولو كان الأخير شارك فى اللقاء الماضى أمام إنبى، ونجح الثنائى فى إحراز هدفى الفوز. الإبقاء على زيزو فى منصبه حتى نهاية الموسم هو القرار الأرجح، خصوصا وأنه يصب فى صالح استقرار الفريق الأحمر، كما أنه يمهل مجلس الإدارة فرصة كافية فى اختيار مدرب أجنبى مناسب، وعدم التعجل وتكرار خطأ جاريدو ومن بعده بيسيرو، خصوصا بعد رفض عدة أسماء أبرزها الألمانى إجات تولى المهمة، بسبب حالة عدم الاستقرار الأمنى التى تشهدها مصر – على حد قولهم – فضلا عن عدم انتظام المسابقة. المكسب الأهم الذى أفرزته مباراة القمة لفريق الأهلى وجماهيره، هو اتساع فارق النقاط بينه وبين الزمالك (7 نقاط)، وهو ما يعتبره جماهير الأهلى فألا حسنا لاستعادة اللقب المحلى، خصوصا أن مباراة الزمالك تعد بالنسبة لهم بطولة خاصة، ويعد الفوز بها بمثابة الدافع نحو التمسك بالقمة حتى نهاية الموسم. وبعيدا عن المكاسب والخسائر التى خلفتها مباراة القمة، يظل تعامل نجوم الفريقين مع الحكام الأجانب لغزا محيرا، فالحكم المجرى الذى خانه تقديره فى مرات قليله، لم يجرؤ أحد من لاعبى الفريقين التطاول عليه، أو حتى مجرد الاعتراض المؤدب على قراراته، فالحكم الذى ظهر بمستوى جيد بشكل عام طوال شوطى اللقاء، ارتكب عدة أخطاء لو أن حكما مصريا قد ارتكبها، لاتهم بالخيانة ومجاملة فريق على حساب آخر. خارج المستطيل الأخضر، دارت منافسة لم تقل شراسة عن تلك التى كانت فى الملعب، وتبارى جمهور الفريقين فى السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، والأمر لم يتغير كثيرا عن ذى قبل، حيث اتخذت جماهير الأهلى موقف المهاجم، فى ظل غياب مؤقت لجماهير الزمالك، التى تظهر بعد فترة من انتهاء المباراة، لتؤكد استمرار وفائها فى تشجيع فريقها. وسخرت جماهير الأهلى من كلمة "سنظل أوفياء"، بصورة للفنان أحمد الفيشاوى من فيلم "ولاد رزق"، وردت جماهير الزمالك ب "هاشتاج" على موقع تويتر اسمه "الزمالك وجوده فى حياتى حياة"، فى إشارة أن الهزيمة لم تنل من عزيمتهم فى تشجيع ناديهم. وفى الوقت الذى سخرت فيه جماهير الأهلى من مدافعى الزمالك فى التعامل مع إيفونا صاحب الهدف الأول، حيث لم يتخذ أى منهم تمركزا صحيحا يمكنه من استخلاص الكرة من مدافع الأهلى، الذى نجح فى التلاعب بثلاثة مدافعين، وعلقت جماهير الأهلى على الموقف قائلة: "سمعنا عن مهاجم يسبق المدافعين، لكن مهاجما يجرى وراء المدافعين، جديدة دى؟"، هاجمت جماهير الزمالك رئيس النادى قائلة، " الوهم وصل رئيس الزمالك أنه يتصور أن حازم إمام ممكن يتحرق عند الجماهير". أيضا، اتخذت جماهير الأهلى مما أقبل عليه أحد عمال غرف خلع الملابس بالزمالك، مادة خصبة للسخرية، حيث قام العامل برش المياه أمام لاعبى الأهلى فى الممر المؤدى إلى غرف خلع الملابس، وكتب أحد جماهير الأهلى تعليقا صاحبه صورة للنجم محمد هنيدى فى دور الخالة نوسة بفيلم "يا أنا يا خالتى": "عفاريت الزمالك لم تسلسل شياطين الأهلى"، وعلق بعض رواد فيس بوك معلنين البحث عن زملائهم الزملكاوية الذين اختفوا تمام عقب الهزيمة ولم يظهر أى منهم بتعليق واحد، بينما استخدم جماهير الأهلى صورة للفنان محمد سعد أثناء أدائه شخصية "تتح" ويظهر فى الصورة كأحد مشجعى الزمالك يشكو من تكرار الهزيمة أمام الأهلى قائلا:"هو أنا حأفضل أتغلب من الأهلى طول عمرى ولا إيه".