جيهان محمود - ثورة 25 يناير ستنتصر فى نهاية المطاف ما تبقى من يناير وتجربتها العميقة لا يمكن أن يُهزم أبدًا تظل ثورة 25 يناير انعكاسا للإرادة الشعبية المصرية فى تغيير نظام فشل فى تحقيقة العدل الاجتماعي، برغم محاولة البعض هدمها ومحو أى آثار لها، وتبقى يناير دعمًا لثورة يونيو التى جاءت لتصحح مسار ثورة 25 يناير وتستعيدها ممن حاولوا اختطافها، وتستمر المحاولات البائسة فى رفض الثورة وتشويهها، بغرض مصالحهم الخاصة، وهذا ما يرفضه الكاتب الصحفى عبد الله السناوى ويكشفه فى الحوار التالي. ماذا تعنى لك ثورة 25 يناير ؟ وكيف تراها الآن؟ ثورة 25 يناير هى إعلان الشعب عن رفضه لنظام فقد صلاحيته، وتوحش فى سياساته، توحش فساده وفقد شعبيته، وأراد النظام "الجمهوري" توريث حكم الأب للابن، ثورة يناير متكاملة الأركان، قد يكون هناك من تآمر، لكن ليشهد التاريخ أنها ثورة تعبر عن إرادة شعبية مصرية، قد يكون هناك من تحول، وأهم ما تبقى من "يناير" تجربتها العميقة وأحلامها لبناء دولة العدل، وهذا لا يمكن أن يُهزم أبدًا، وانتصاره محدد فى نهاية المطاف. إلى أى مدى تحققت أهدافها؟ سقط رأس النظام، ولم يسقط النظام، السياسات التى ثار عليها الشعب تحاول أن تعيد نفسها، وأعتقد أن التاريخ لم يكتب كلمته الأخيرة بعد، وأن الصراع مفتوحًا، واعتقادى أن ثورة يناير ستنتصر فى نهاية المطاف، لأن قوة الإرادة الحقيقية فى شبابها، والشباب هم أكثر من نصف الشعب، وبالتالى المسألة محسومة تاريخيًا. ما رأيك فيما يتردد بأنها كانت أجندة خارجية لإحداث الفوضى فى المنطقة، ووصفها بأنها مؤامرة؟ قد يكون شيئًا طبيعيًا فى بلد مركزي، أن تتدخل أجهزة استخباراتية فى أحداث كبرى لتوظيفها لمقتضى مصالحها، لكن الفعل الثورى هو تاريخى وحقيقى عبر عن الإرادة العامة للمصريين، "يناير" ثورة حقيقية أطاحت بدولة بوليسية، وحُكمًا فاسدًا، لكنها لم تؤسس لنظام جديد تستحقه مصر، وفعل الثورة حقيقى وتاريخي، عبر عن الإرادة للمصريين، وهناك تدخلات حدثت، حتى بعد 30 يونيو لوضع سقف معين، كى لا تتحول مصر إلى دولة إقليمية كبرى، وسوف تنتصر الإرادة الشعبية الحرة مرة أخرى، وإذا كانت "يناير" مؤامرة فإن كل التجاوزات الأمنية التى استدعت الغضب الشعبى مبررة، وهدم "يناير" مشروع عودة للدولة البوليسية، وهذا ضد الثورتين معا، نحن فى صراع تاريخى كبير. ما رأيك فى هوجة إعلان رفض ثورة 25 يناير من البعض فى الوقت الحالي؟ كل شيء لا يخفى على أحد، أن هناك توجهًا لدى بعض أجهزة الدولة، يحرض على الانتقام من ثورة "يناير"، ويتحالف مع أشباح الماضى ضد أى حلم بعدل اجتماعي. البعض يفصل بين ثورتى 30 يونيو و25 يناير.. كيف ترى هذا الفصل؟ ثورة يونيو هى محاولة لاستعادة ثورة 25 يناير التى اختطفت، "يونيو" مع "يناير" هما فعل تاريخى مهم، لبناء دولة مدنية حديثة، وثورة يناير مع ثورة يونيو هناك محاولة لاختطافهما، ويونيو دون يناير لا تعنى شيئًا، والفصل بينها يجعل من أى كلام عن الشرعية "أضحوكة" كبرى ومأساة لا تحتمل فى الوقت نفسه، و"يناير" الأصل الثوري، وقيمة "يونيو" الوحيدة هى استعادة الثورة التى اُختطفت، وأى كلام آخر يفضى مباشرة إلى اعتبار الأخيرة "ثورة مضادة" أو انقلابًا عسكريًا، وهذا ظلم فادح ل"يونيو" التى كانت تعبيرًا عن إرادة شعبية كاسحة فى رفض مشروع الدولة الدينية، و"التكويش" على السلطة، ونقض عهود الالتزام بأهداف "يناير" واحدا إثر الآخر فى بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة. كيف ترى عودة رموز نظام مبارك مرة أخرى فى الحياة السياسية؟ هى محاولة جديدة لاختطاف ثورة يناير، ومصادرة ثورة يونيو بعكس هدفها.