السيد حسين الحوار مع مع الروائي والأديب الكويتي القدير طالب الرفاعي ذو قمية كبيرة لأنه واحد من أبرز الأدباء والأكثر تأثيرًا في المشهد الثقافي الأدبي بالكويت والعالم العربي. وأكد الرفاعي في أول حوار له ل" الأهرام العربي" بعد وصول روايته" (في الهُنا) للقائمة الطويلة لجائزة البوكر للروائية العربية وأن هذا الوصول للقائمة الطويلة يدخل شيئاً من الفرح إلى قلبه، خاصة وأن القائمة الطويلة خلت هذا العام من أي رواية خليجية. وأضاف الرفاعي أن الرواية الكويتية ومنذ بدايتها عام 1948، كانت على الدوام محايثة ووثيقة الصلة بالرواية العربية، وهذا الصلة لا زالت واضحة وحاضرة حتي الآن. -ماذا يعني لك وصول روايتك (في الهُنا) الصادرة عن دار بلاتينيوم الكويتية للقائمة الطويلة لجائزة البوكر؟ وصول روايتي للقائمة الطويلة لجائزة البوكر يعني أنها حازت على قبول واستحسان السادة لجنة التحكيم. وبالنظر إلى أهمية جائزة البوكر العربية، فأن هذا يدخل شيئاً من الفرح إلى قلبي، خاصة وأن القائمة الطويلة خلت هذا العام من أي رواية خليجية، لذا سعدت بأن تبقى الرواية الكويتية /الخليجية حاضرة في المشهد الروائي العربي، ولا ننسى أن الأعمال الروائية الكويتية كانت متواجدة على قوائم الجائزة خلال السنوات الماضية. - كيف تفسر خلو القائمة الطويلة من أي رواية خليجية؟ أظن أن التفسير المنطقي يشير إلى ذائقة لجنة التحكيم وطبيعة الأعمال المتقدمة للجائزة، فكما يعرف الجميع أن ترشيحات القائمة الطويلة وكذا القائمة القصيرة إنما تعتمد على الذائقة النقدية للجنة التحكيم ولا شيء غير ذلك. ولابد لي هنا من الإشارة إلى وجود روايات كويتية لافتة صدرت لزملاء أعزاء، وكذلك روايات خليجية. - كنتَ رئيساً للجنة تحكيم جائزة البوكر في دورتها الثالثة، والآن إحدى رواياتك تصل إلى القائمة الطويلة، كيف تنظر لهذا الموقف؟ لا اعتقد بأن هناك علاقة بين وجودي على رأس لجنة التحكيم في عام 2009، وبين وصول إحدى رواياتي للقائمة الطويلة. فلقد تم ترشيح روايتي عن طريق الناشر، وسعدت بأنها وجدت طريقها للقائمة الطويلة. وقد سبق لزملاء أن كانوا أعضاء في لجان تحكيم وظهرت أعمالهم في قوائم الترشيح. - أثيرت بعض الأقاويل حول ترشيح روايتك من قبل الناشر الكويتي دار "بلاتينيوم" بينما لها ناشر آخر هو دار "الشروق" المصرية، فهل من توضيح؟ كنتُ قد تقدمت بالرواية للناشر المصري دار الشروق، وهو الناشر العربي الذي أتعامل معه، وسبق وصدر لي ثلاثة كتب عنه. وفعلاً قام الناشر بصف مادة الرواية وإخراجها، وبعثتُ له لوحة الغلاف للفنان الصديق عادل السيوي، وأرسل لي بروفة أولى للرواية ووافقت عليها، وقمت بالإعلان عنها على صفحتي في الانستغرام والفيس بوك، بل وأرسلت نسخة الرواية (بي دي أف-PDF) لبعض الأصدقاء أبشرهم بقرب صدور الرواية. وجاءت فترة انتظار لتوقيع العقد وصدور الرواية، لكن هذه الفترة طالت وطالت، وكان رد الدار بأن انعكاسات الظرف السياسي على الساحة المصرية شملت كل نواحي الحياة بما في ذلك سوق النشر. ولأن فترة الانتظار تعدت الاحتمال، تركت دار الشروق وانتقلت لناشر كويتي هو "بلاتينيوم بوك" ووقعت عقد معه لطباعة ونشر الرواية وهذا ما حصل. ونزلت الرواية بطبعتها الأولى وكذلك الثانية عن دار بلاتينيوم. ولمزيد من توضيح الأمر، فأن إدارة الجائزة وحرصاً منها على توخي الدقة والحقيقة وتطبيق لوائح الجائزة قامت بمراسلة دار بلاتينيوم ودار الشروق للوقوف على طبيعة الوضع، وتأكد لديها بالمراسلات الموثقة عدم توقيعي لأي عقد حتى اللحظة مع دار الشروق، وأن الناشر الوحيد والمعتمد للرواية هو دار بلاتينيوم مما مهد لاعتماد الترشيح وأن تأخذ الرواية طريقها داخل الجائزة كباقي الروايات العربية. -تُرجمت رواية "في الهُنا" للغة الفرنسية وصدرت عن دار "أكت سود"، فماذا تعني لكم هذه الترجمة؟ إن ترجمة أي رواية، ولأي روائي عربي إلى لغة عالمية هي بالتأكيد اعتراف بمكانة هذا العمل وتميّزه وكذلك انتقاله لقارئ مختلف بعين وذائقة مختلفين. أنا سعيد بترجمة روايتي "في الهُنا" إلى اللغة الفرنسية، خاصة وأن الترجمة صدرت عن أهم دار فرنسية تهتم بالأدب العربي وأعني دار "سندباد/ أكت سود" وعبر مترجمة قديرة لها خبرة سابقة بترجمة الاعمال الإبدعية العربية هي "ماتيلدا شيفر-Mathilde Chevre"، وربما يبدو السياق سانحاً لأخبرك بأنها في طريقها إلى الترجمة الإنكليزية. -هل صحيح بأن الرقابة الكويتية حاولت إيقاف إصدار الرواية وعدم إجازتها وما الأسباب وراء ذلك؟ الرقابة في الكويت تأتي لاحقة على النشر، ولقد تقدم الناشر الكويتي دار بلاتينيوم لإدارة الرقابة بالرواية بعد صدورها. وبالنظر إلى أن حكاية الرواية تقوم على علاقة بين شابة عزباء شيعية ورجل متزوج سني وموقف العائلة والمجتمع من تلك العلاقة المأزومة، فلقد كانت هناك تساؤلات من الرقابة عن فحوى بعض الجمل والعبارات في الرواية، خاصة وتداخل ذلك بسيرتي الذاتية كأحد شخوص الرواية. وبتقديم إجابات عن تلك الأسئلة تم التصريح وإجازة الرواية. -كيف تقيّم المشهد الروائي الكويتي مقارنة بالمشهد الروائي العربي؟ لا أظن أنني هنا بصدد تقييم المشهد الروائي الكويتي. لكني أدرِّس مادة "الكتابة الإبداعية" في الجامعة الأمريكية في الكويت، ودائماً أردد على طلبتي، أن الرواية الكويتية ومنذ بدايتها عام 1948، كانت على الدوام محايثة ووثيقة الصلة بالرواية العربية، وهذا الصلة لا زالت واضحة وحاضرة. فأعمال الروائي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل، وليلى العثمان، ووليد الرجيب، وفوزية شويش، وبثينة العيسى، وسليمان الشطي، وحمد الحمد، وسعود السنعوسي، وعبدالوهاب الحمادي، وباسمة العنزي، وسعداء الدعاس، وحياة الياقوت وجيل مبشر من الشباب الكويتي، هي أعمال روائية رائعة تحقق شرطها الفني وتقف إلى جنب أي إصدار روائي عربي. - أخيراً، هل تتوقع وصول روايتك للقائمة القصيرة؟ * ليس لدي أي توقع، فأنا لم أطلع على جميع الأعمال الروائية التي وصلت للقائمة الطويلة، كما أن الأمر لا يتعلق بي ولا بأي من الزملاء المرشحين، بل هو أولاً وآخر يخضع للذائقة النقدية للجنة التحكيم، كما أنني تعوّدت ألا أزحم فكري بما هو في يد الآخر، وأن أبقى متفائلاً. الجدير بالذكر أن طالب الرفاعي حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة الكويت، كلية الهندسة والبترول 1981 - 1982. وبدأ بالكتابة الأدبية أثناء الدراسة الجامعية في منتصف السبعينات. * صدر له: - «أبو عجاج طال عمرك» - دار الآداب - بيروت 1992. - «أغمض روحي عليك» - دار الآداب - بيروت، 1995. - «مرآة الغبش» - دار المدى - دمشق، 1997. - «ظل الشمس» - دار شرقيات - القاهرة، 1998. - «حكايا رملية» - دار المدى - دمشق 1999. - دراسة: «البصير والتنوير» - دار قرطاس - الكويت، 2000. - مسرحية: «عرس النار» - دار المدى - دمشق، 2001. - «رائحة البحر» - دار المدى - دمشق، 2002، وحازت على جائزة الدولة في الآداب. - دراسة: «المسرح في الكويت.. رؤية تاريخية». - رواية: «الثوب». - "مرآة الغبش" مجموعة قصصية.