د. عبد المنعم أبو الفتوح 61 عاما، مصاب بمرضي السكر والضغط، حمدين صباحي 58 عاما أصيب بالبلهارسيا وتطور الأمر إلى مرض الكبد الوبائي ولكنه عولج منه - حسب قوله - المستشار هشام البسطويسي - 61 عاما - أجرى جراحة في القلب بعد إصابته بذبحة صدرية استلزمت تغيير دعامة، بالإضافة إلي إصابته بالضغط، عمرو موسى 76 عاما، والفريق شفيق 70 عاما، رغم أنهما أكبر المرشحين سنا لكنهما أعلنا خلوهما من أي مرض، بما فيها أمراض الشيخوخة، وإن كانت وكالة أنباء الشرق الأوسط نشرت تقارير تؤكد معاناة موسى من تصلب فى الشرايين، وإجراء شفيق لجراحة فى ركبته، بينما أوضحت أن محمد مرسى عانى من قبل أوراما سرطانية، أما الدكتور سليم العوا فقد أقر في برنامج تليفزيوني أنه مصاب بالسكر. هذه هي الحالة الصحية لأبرز مرشحي الرئاسة، ولأنه منصب غير عادي يتوقف مصير شعب مصر بأكمله على قرار من يتولاه، يرى البعض أن السؤال حول صحة الرئيس القادم شيء منطقي، فهل هناك بالفعل أمراض يمكن أن تعوق الرئيس القادم عن أداء دوره وتؤثر على قراراته في حكم البلاد؟ عيد الملك في عهد الفراعنة كان هناك ما يسمى بعيد الملك، وفيه يجرى الملك مسافة طويلة كى يظهر لياقته وقوته، وأنه لايزال من الناحية البدنية والصحية على أكمل وجه، وبالتالي فإن ضرورة أن يكون الحاكم متمتعا بالصحة أمر معمول به منذ آلاف السنوات، هذا ما يؤكده د. أحمد النعماني استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمهتم بالبحث في التاريخ، والذي يواصل كلامه قائلا: أنا مع الكشف الطبي وخصوصاً فيما يتعلق بالناحية الذهنية، لأن التاريخ يذكر لنا حالات غريبة حدثت بسبب الاختلال الذهني، كما هى الحال مع الرئيس الأوغندي عيدي أمين الذي كان يأكل لحوم البشر، والقذافي الذي كان مصابا بجنون العظمة وهو نوع من الاختلال العقلي، أما فيما يتعلق بأمراض الجهاز الهضمي والكبد، فبالطبع هناك أمراض تعوق الحاكم عن ممارسة عمله، فمرض الكبد في مراحله المتقدمة يؤثر على وظائف المخ، لأنه يجعل صاحبه عرضة للنزيف، والذي بدوره يؤدي لحدوث نوع من أنواع الاختلال وهو الاضطراب في الذاكرة والارتباك في وظائفها، ومثل هذا الأمر لا يتوافق مع رئيس الدولة الذي يجب أن يكون في حالة توازن متكامل طول الوقت، كذلك يعتبر شخصا معاقا المصاب بالفشل الكلوي، لأنه يخضع للغسيل الكلوي عدة مرات أسبوعيا وهو ما لا يتناسب مع متطلبات حاكم الدولة، ناهيك عن الأورام السرطانية وغيرها، وهناك من الحكام العرب من أطيح به بشهادات طبية ,مثل للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. أخطر الأمراض ويرى الدكتور عمرو بسطويسي، أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة القاهرة، أن أمراض القلب من أخطر الأمراض التي قد تصيب أي شخص، وفي حالة رئيس الجمهورية فإن أي نوع منها يمكنه أن يؤدي إلي فشل أو ضعف في عضلة القلب قد تعيق تماما عمله، كما أن إصابته بالشريان التاجي قد تؤدي إلي وفاته، خصوصاً عند حالة تعرضه للضغوط العصبية والجسمانية، وهو أمر وارد بالنسبة لرؤساء الدول، إذ يتعرضون له في عملهم باستمرار. هذا بخلاف ضيق الصمامات والشرايين والعيوب الخلقية للقلب فهي من الأمراض الخطيرة التي يتوجب مع مرضاها مراعاة الراحة التامة جسديا وعقليا ونفسيا وهو ما لا يتوافر مع مسئوليات الحاكم. لجنة محايدة ويوضح الدكتور محمد محيى الدين - أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب قصر العيني - أن الأمراض الوراثية وتاريخ المرشح المرضي لعائلته قد يمتدد له، وأن هذا النوع يندرج تحت قائمة الأمراض الخطيرة التي لا يجب أن يحملها رئيس الجمهورية، بجانب الأمراض النفسية والزهايمر والسكر وعدم انتظام ضربات القلب والأنيميا الخبيثة، فكلها تؤدى إلى انفعالات غير منضبطة وقرارات متسرعة, بالإضافة إلى الأمراض العصبية كالصرع والشلل الرعاش والتهاب الأعصاب. رئيس مجنون بعد سن الستين يبدأ الجسم في الإنهاك ويكون صعب العلاج، هذا ما يؤكده الدكتور نور الدين عبد العظيم الحنفي أستاذ الغدد الصماء والسكر ورئيس قسم الباطنة بكلية طب جامعة أسيوط، مشيرا إلي أن عمر الرئيس من أهم العناصر اللازمة لتكون صحته ولياقته جيدتين، وبالتالي يجب أن يتراوح السن المناسب لرئيس الجمهورية من 45 إلي 55 سنة، فمرض السكر على سبيل المثال، مع العمر الكبير يؤدي إلي ضمور في المخ وفقدان التركيز والوعي باستمرار، وهذا هو الأمر الأعم مع مرضي السكر كبيري السن. ويطالب الحنفي بضرورة إجراء الفحوصات الطبية لمرشحي الرئاسة وبشكل دقيق جدا، حتى لا يحكمنا رئيس مجنون مثل معمر القذافي الذي ضيع وطنه أو مثل الرئيس السابق الذي كان مصابا بالطرش والسرطان منذ سنوات وتعمد إخفاء الحقيقة عن الشعب. أمر شخصي علي جانب آخر يرفض د. تامر محمد فريد عبد اللطيف، استشاري أمراض الشيخوخة، أن يتم الإعلان عن الحالة الصحية لأي شخص، وليس فقط لرئيس الجمهورية، لأنه أمر شخصي لا يهم أحدا، موضحا أن الرئيس لا يحتاج إلي مجهود حركي في عمله، ولكنه يحتاج لحكمة وخبرة وعقل رصين، وهذا متوافر فقط في كبار السن، وأقرب الأمثلة على ذلك الرئيسان الأمريكيان روزفلت وريجان، فالأول كان يعانى الشلل وخاض ببلده الحرب العالمية الثانية وانتصر, والثاني كان مصابا بمرض سرطاني خطير ورغم هذا كانا من أعظم الرؤساء.. أوباما والمخلوع رغم أن مشهد لقاء أوباما بالرئيس السابق مبارك، لايزال ماثلا في الأذهان، وجعل الجميع يقارن بين صحة الرئيس الأمريكي الذي صعد برشاقة وحيوية سلما عاليا ليلتقي الرئيس المصري السابق وهو ينتظره في مكانه لا يكاد يخطو خطوة واحدة بسبب كهولته، إلا أن د. جمال حسنى، أستاذ جراحة العظام بكلية طب بنها، يرى أن أمراض الجهاز العظمي لا تعيق صاحبها عن ممارسة عمله حتى لو كان حاكما، بدليل أن الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت كان مصابا بشلل الأطفال، وبالتالي لا يمكن الحكم على القدرة الحركية من خلال السن. ولكن بالطبع كلما كان الرئيس شابا كلما كان أفضل وفي معظم دول العالم حاليا، يتم اختيار الأصغر سنا مثل أوباما ومن قبله كلينتون. شو إعلامي ويكشف د. يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة، أن اختبارات الكشف عن الخصائص النفسية والسمات الشخصية نتائجها غير دقيقة، وبالتالي من غير المفيد إخضاع المرشحين لهذه الاختبارات، والمطالبة بها لا تخرج عن كونها مجرد “شو" إعلامي، ولكن في الوقت نفسه هناك مؤشرات يمكن من خلالها التعرف على الشخصية وما إذا كان صاحبها عصبي المزاج أو انطوائيا أو عدوانيا، وحتى أصعب الأمراض مثل جنون العظمة “البارانويا" والسيكوباتية والميل للعدوانية وتدمير الآخرين والأنانية ومرض تزييف الحقائق، فكلها يمكن معرفتها من المواجهات وطريقة الكلام وأسلوب الحركة علاوة على التاريخ الشخصي، وبالتالي ليست في حاجة لاختبارات نفسية. شهادات مزورة ومن جانبه يرى الفقيه الدستوري د. ثروت بدوي أن المطالبة بالكشف على مرشحي الرئاسة مطلب معقول ولكنه لا قيمة له، نظرا لأن الترشيح لهذا المنصب في مصر لا يخضع لضوابط، والترشيحات التي تمت كانت بلا رابط ولا ضابط، كما أن هناك شكوكا تواجه الانتخابات القادمة من حيث نزاهتها، بسبب الإصرار على بقاء المادة 28 من الإعلان الدستوري والتي تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات، لذلك أرى أن مسألة الكشف علي صحة الرئيس ليست هي العنصر الحاكم في الوقت الحالي، لأنه إذا كانت هناك جهات معينة قد نجحت في عمل توكيلات مزورة، فمن السهل جدا عمل شهادات طبية مزورة.