عماد أنور لا يزال عقد أساطير كرة القدم ينفرط، وتغيب إرادة الله يوما بعد يوم من حفروا أسماءهم في قلوب عشاق كرة القدم، قبل تسطيرها في تاريخ البطولات، بأخلاقهم قبل مهاراتهم، وقبل ساعات قليلة رحل حمادة إمام، أحد أعمدة نادي الزمالك، وأول من تغنت باسمه الجماهير بعد الراحل حسين حجازي. (بص شوف حمادة بيعمل إيه)، تلك هو الهتاف الذي تغنت به الجماهير إعجابا بلمساته الساحرة رحل إمام تاركا تاريخ كبير في عالم كرة القدم المصرية، لكن وإن انقطع الهتاف، فإن إمام ترك تاريخ طويل لن ينسى. اجتمع فيه الكثير من الصفات الحسنة، مثل الخلق والموهبة والمكانة الاجتماعية المرموقة، فكان أول لاعب أسست باسمه رابطة مشهرة وهي (رابطة مشجعى حمادة إمام) وذلك فى منتصف الستينات. ولد حمادة يحيي الحرية إمام واشتهر في العام 1948 بحي المنيرة التابع لمحافظة الجيزة، وعشق كرة القدم بالوراثة حيث إن والده هو يحيى إمام حارس مرمى منتخب مصر في الأربعينيات. بدأ نجم حمادة إمام فى التألق بفضل مهاراته العالية، حيث كان يلعب بكرة المضرب التي يصعب السيطرة عليها والتحكم فيها حتى رآه الكابتن على شرف مدرب الناشئين بالزمالك، في إحدى مباريات (الشوارع) التي شارك فيها إمام، وطلب منه شرف الحضور إلى النادي فى اليوم التالى إلى الزمالك وهو لا يعلم أن والده كابتن الزمالك ورئيسه فى الفريق. كان يحيى إمام لا يحبذ فكرة انضمام ابنه إلى الزمالك إلا بعد نجاحه فى الثانوية العامة، لكن وساطة الكابتن شرف جعلت والد إمام يتغاضى عن هذه الفكر، وبالفعل ذهب حمادة إلى النادى وانضم لفريق الناشئين تحت 16 سنة، وكان قليل المشاركات كونه طالبا في الكلية الحربية، وأيضا عندما تخرج عمل بقطاع غزة، لذلك كان الزمالك يستدعيه بالطائرة ليشارك فى المباريات الهامة للناشئين. ساهم حمادة في هذا الموسم في حصول فريقه على دوري القطاعات، وانتقل من فريق 16 إلى 18 سنة وفاز على الأهلى بهدفين وسجل حمادة احدهما.. وجاء موسم آخر وكان حمادة قد ذهب مع والده إلى فلسطين وفى مسابقة تحت 21 سنة تعادل الأهلى والزمالك فى الدور الأول سلبيا فأرسلوا إليه ليحضروه من غزة بالطائرة، وأجرى اللقاء على ملعب نادى الترسانة و كان فى طليعة الحضور الكابتن مختار التتش الأب الروحي للكرة المصرية، ويومها فاز الزمالك على الأهلي 6 - 1 وسجل حمادة خمسة أهداف، حتى أطلقت عليه الصحف لقب "محمد الخامس"، حيث صادف وجود محمد الخامس ملك المغرب بمصر فى نفس اليوم. منذ ذلك الوقت دافع حمادة إمام عن الزمالك والمنتخب الوطني حتى عام 1974 وهى السنة التي اعتزل فيها إمام اللعب، وخلال هذه الفترة حقق الزمالك بطولة الدوري العام 3 مرات، وكأس مصر مرتين وكان حظ الزمالك أفضل من حظ الأهلى فى هذه السنوات حيث كان يضم مجموعة ممتازة من اللاعبين، حتى أطلق عليه الناقد الكبيرنجيب المستكاوى لقب (قاهر الخواجات)، اثر فوزهم الساحق على فريق ويستهام الإنجليزى 5-1. في هذه الفترة، كان التعويض عن المشاركات وانتظام المسابقات، عن طريق استضافة ناديى الأهلى والزمالك للفرق الأجنبية الشهيرة كريال مدريد وتوتنهام وويستهام وانتراخت فرانكفورت. لقب إمام ب (الثعلب)، وهو اللقب الذى أطلقه عليه نجيب المستكاوي، لما كان يتميز به من قدرة على الخديعة والحركة في الملعب بطريقة مشابهة لمكر الثعلب. وفى 1974 اعتزل حمادة أمام وأصبح مديرا لفرق الناشئين فى الزمالك ثم سافر إلى الإمارات وعاد بعدها إلى الزمالك مديرا للكرة من 1980 إلى 1982 ثم ترك الزمالك ثم عاد عضوا فى مجلس الإدارة فى 1984 ومشرفا على الكرة سنوات 1985 و 1986 و1987 ثم عضوا فى مجلس الإدارة 1988 ومشرفا على جهاز الرياضة فى الزمالك 1988 - 1989 ثم وكيلا بالتزكية عام 1992، ووصل إيضا إلى منصب نائب رئيس اتحاد الكرة. انتقل إمام إلى التعليق التلفزيوني على المباريات، وكان له أسلوبه الخاص ونحت عدة مصطلحات سجلت باسمه في تاريخ التعليق الرياضي، وكان له برنامجا أسبوعيا على شاشة التلفزيون المصري اسمه (أهداف الأسبوع معه الثعلب)، يحلل من خلال أجمل أهداف الأسبوع في الدوري المصري والدوريات الأوروبية. رغم اعتزاله وانتقاله إلى العمل الإداري ثم التعليق الرياضي، أهدى إمام نادى الزمالك والكرة المصرية ثعلبا صغيرا هو حازم إمام، مديرة الكرة الحالة بالزمالك، وأحد أبرز من لمس الكرة فى مصر، ليكمل عقد الموهوبين في عائلة إمام، ويبقى القول أن زوجة النجم الراحل هي الدكتورة ماجى الحلواني أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة.