فقدت أسرة الرياضة المصرية، واحداً من أشهر رجالها، أحد نجوم فريق نادي الزمالك ومنتخب مصر في الخمسينيات والستينيات الذين أمتعوا الجماهير بكرة قدم جميلة، وأحد أشهر معلقي الكرة المصرية الذين ستظل عباراتهم المميزة وصوتهم الرائع يرن في أذان المشاهد المصري مدى الدهر، هو الكابتن حمادة إمام، والذي وافته المنية عصر السبت الموافق التاسع من نياير لعام 2016، عم عمر يناهز الرابعة والسبعون. نشأته وبدايته مع الساحرة المستديرة ولد محمد يحيي الحرية إمام بحي السيدة زينب، بالقاهرة، في الثامن والعشرون من نوفمبر لعام 1942، اكتشفه الكابتن علي شرف ، أحد كشافي نادي الزمالك ، وهو يلعب الكرة "الشراب" بأحد شوارع الحي وهو في الخامسة عشر من عمره ، ليضمه لفريق الناشئين بالنادي الأبيض تحت 16 عاماً. ولعبت الصدفة دوراً بارزاً في انضمام حمادة إمام لفريق الناشئين بنادي الزمالك ، فلم يكن أحد يعلم أنه نجل "يحيي إمام" أحد أشهر حراس مرمى الفريق الأول بالنادي في الثلاثينيات والأربعينيات ، ونظراً لتألقه الشديد وإمكانياته الفنية المميزة ، كان يشارك حمادة إمام مع فريق 16، 17 و20 سنة بنادي الزمالك وهو إبن الخامسة عشر من عمره.
مشواره بالملاعب مع الزمالك وقبل نهائي دوري الشباب تحت 20 عاماً موسم 1959، والذي جمع الأهلي بالزمالك، يختفي حمادة إمام عن أنظار الجميع، لتبدأ رحلة البحث عن من قبل مسؤولي النادي، والذي علموا في النهاية بسفره لغزة مع والده، الذي كان نائباً لحاكم غزة في ذلك الوقت، من أجل استذكار دروسه قبل خوض اختبارات نهاية العام الدراسي للصف الثالث الثانوي، ولكن يصدر المشير عبد الحكيم عامر وزير الحرية أنذاك وأحد أشهر المناصرين لفريق نادي الزمالك، قراراً بإرسال طائرة خاصة لحمادة إما من أجل الحضور فوراً وخوض المباراة، وبالفعل يشارك "الثعلب " ابن ال 17 عاماً، في اللقاء ويقود أبناء ميت عقبة للفوز على الأهلي بسداسية نظيفة، ويحرز 5 أهداف بمفرده بالشباك الحمراء، لتبدأ قصة توهج وسطوع نجم حمادة إمام داخل أسوار القلعة البيضاء. وتبدأ مسيرة حمادة إمام مع الفريق الأول لنادي الزمالك مطلع الستينيات، فيتميز بكثرة أهدافه وقدرته على صناعة اللعب بدهاء كبير لتطلق عليه جماهير النادي وخبراء اللعبة لقب "الثعلب". وفي موسم 1965، يشهد تألق كبير لنجم الزمالك، فيقود الفريق للقب الدوري العام على حساب المنافس الأزلي الأهلي، حيث زار شباك الأحمر مرتين خلال مباراة القمة لهذ االموسم، والذي حسمه الأبيض لمصلحته وتُوج بعدها بدرع المسابقة.
ويواصل حمادة إمام مكره ودهاءه على المستطيل الأخضر ويقود سيمفونية عزف أجمل الألحان الكروية في مواجهة الزمالك وويستهام الإنجليزي ودياً عام 1966، فيسجل ثلاثة أهداف "هاتريك" بمرمى الفريق الانجليزي بخماسية تاريخة لأبناء الفن والهندسة خلال المواجهة، ويقدم أداءً رفيع المستوى يستحق تحية وتقدير وثناء الجميع. ويعتزل الموهوب حمادة إمام، صاحب الأخلاق الرفيعة، في موسم 1974، عقب عطاء كبير لنادي الزمالك ومنتخبات مصر الأول والعسكري، ومشوار ناصع البياض حافلاً بالانجازات والابداعات.
مسيرته بعد الاعتزال وكان حمادة إمام قد التحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1963، وخدم بالقوات المسلحة ووصل لرتبة "عميد" وكان أحد رجال المخابرات المصرية. وعقب اعتزاله كرة القدم عام 1974، اتجه حمادة إمام للعمل الإداري وتقلد منصب نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سابقاً.
وتفرغ "الثعلب" للعمل الإعلامي بالعليق على مباريات كرة القدم، حيث أمتع مشاهدي الكرة المصرية بصوته المميز وعباراته العالقة في أذهانهم باستمرار، والتي كان أشهرها (هوبااااا خطرة ... مين يقابل مين يقابل)..( وهاتها من الشبكة يا حارس)، والتي جعلته أحد أسطي التعليق الرياضي في مصر والبلدان العربية.