- وأخى يحب امرأة متزوجة تعرف إليها عن طريق «الفيس»
- د. مبروك عطية: أدى إلى تفاقم الفراغ الأسرى ومن حق الرجل حماية زوجته من الفتن
- د. يسرى عبد المحسن: زاد من حالة الانطواء وفقدان التواصل الأسرى
- د. ملك زرار: تداول الحياة الشخصية عبره انتهاك للحرمات
- د. رشاد عبد اللطيف: المصارحة والمكاشفة أساس المودة والرحمة
- سامية الساعاتى: التربية الدينية والأخلاقية تعصم الأبناء
لم تكن الفتوى الأخيرة للدكتور على جمعة الخاصة بحرمانية تفتيش المرأة فى الشات الخاص بزوجها والعكس، سوى القشة التى فجرت من جديد أزمة الفيس بوك وعلاقته بالخلافات الزوجية والتفكك الأسرى، وبمعنى أدق «خراب البيوت». فهو قد أضحى من جانب عالما افتراضيا يعيش فيه كلا الزوجين، كل على حدة بعيدا عن الآخر، مما يؤدى إلى تفاقم حالة الخرس الزوجى. ومن جانب آخر أضحى وسيلة للفضفضة والتخلص من ضغط المشاجرات الزوجية، وهذا ما دفع الدكتور على جمعة إلى التأكيد أنه لا يجوز تكوين مجموعات للمتزوجين، لطرح مشاكلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن علاقة الرجل الجنسية بزوجته أمانة لا يجوز إفشاؤها، وأن الشكوى من الزوج، لا تجوز إلا أمام القاضى أو المفتي. ولا يجب طرح المشكلات الزوجية على «فيس بوك» و ما يسمى ب «فضفضة» الرجال والنساء عن علاقاتهم الزوجية الخاصة، أمر منهى عنه، مضيفا: «أن المتعلمين والمتدينين من الناس، لم يعمدوا إلى مثل هذا الشيء، امتثالًا لأوامر النبى - صلى الله عليه وسلم - فى هذا الشأن، بنهينا عن إفشاء العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، واعتبار ذلك نوعا من أنواع خيانة الأمانة».
سامية الساعاتى وملك رارز ومبروك عطية
الكارثة أن وسائل التواصل الاجتماعى تحولت من وسيلة للتقارب الفكرى والاجتماعى إلى أداة سهلت الخيانات الزوجية. وقد تعرفنا على بعض هذه الحالات التى واجهت مشاكل ومعاناة من الاستخدام غير السليم لتلك الوسيلة، وقد استمعنا لبعض الحالات التى اكتشفت الخيانة الزوجية من خلاله والعلاقات غير السوية بين الأسر وبعضها والأصدقاء، فهذه صورة توضح ما يعانيه البعض:
«س. م» بدأت حكايتها بكلمات مختنقة: اكتشفت خيانته لى بعد مرور شهر فقط على زواجى منه بالمصادفة، فصدمت وبدأت أتساءل: لماذا قرر أن يتزوجنى ولماذا أيضاً يخوننى؟ عندما كان نائما وترك الحساب الخاص به مفتوحًا اكتشفت من المحادثات المرسلة وجود علاقة له مع سيدة. الفضول أن أعرف من هم الذين يتحدث إليهم، فعدت إلى الرسائل السابقة بينه وبين تلك السيدة التى أخذت تذكره بما مضى، مؤكدة أن زواجه لا يغير شيئا وأنها تشعر معه بمتعة لا تستشعرها مع زوجها وأنها وهبت حياتها له وليس لغيره، وأخذت تتحدث معه عن أول يوم تقابلت معه وذكرى أول هدية وأول لمسة وأول موعد، فانتابتنى لحظة جنون وأيقظته فى الساعة الثالثة والنصف صباحاً وأخبرته أننى عرفت كل شىء، فما كان منه إلا أن شتمنى وضربنى وشدنى من شعرى، وقد قمت بالنزول إلى منزل أسرته الموجود فى العقار نفسه. وقد كانت فضيحة كبيرة له أمام أهله وأخذت والدته تقوم بتهدئتى لكى لا أذهب إلى أهلى فى طنطا وعدم إخبارهم بهذه «البلاوى» كما وصفتها فهى صدمت فى ابنها الذى تزوج من فترة قصيرة ويقوم بعمل علاقات، بالفعل هدأت الأمور واكتشفت بعدها أننى حامل وقد فرح ووعدنى بأن يخلص لى وأن يقوم بفتح صفحة جديدة معي، وبالفعل حاولت أن أنسى وهو حاول ألا يشعرنى بأى شىء، ولكنى كنت أشك فى كثير من تصرفاته، وبعد أن ولدت ابنى فرحت جدا وقلت فى نفسى إن هذا الطفل سوف يغيره، لكنها كانت أحلاما وأوهاما، فبعد أربعة أشهر من ميلاد ابنى اكتشفت عن طريق الموبايل وجود صور لها ورسائل كثيرة بينهما وكأنه كان يكذب طوال هذه الفترة بل بالعكس كان على علاقة بها طوال فترة حملى، وهذا ما أثار داخلى فكرة الانفصال إلى أن قام بالسفر إلى السعودية ليقول لى إن لم أحبك ولا أريد أن أتزوجك فى يوم من الأيام أنا تزوجتك فقط لأجل أمى لأنها كانت تريد أن تفرح، وأنت لا شىء بالنسبة لى وأننى أكرهك، سمعت كل هذا الكلام، وكأن سكين تذبحنى وتخلع قلبى وتمزقه، صمت ولا حول لى ولا قوة لأننى ليس لى أحد وفكرت فى ابنى، فأنا المذنبة فى حق نفسى فأنا لم أعرف الرجل الذى تقدم للزواج بى ولم أحاول فقط قمت بالاهتمام بالفرح وفرش الشقة وأنه سوف يحقق لى الأحلام، وأن لديه مشروع سفر ودراسة فى كندا لأنه طبيب وله مستقبل.أما أنا فلم يعد هناك مستقبل لى. أما «ص.ن» فتقول: صدمت فى أخى عند علمى بأنه على علاقة بسيدة متزوجة ولم أعرف ماذا أفعل، فقد كانت مثل الثعبان، دخلت حياتنا وكأنها الحمل الوديع لكنها امرأة شيطانة، تسلب منه أمواله كى تنفقها على أطفالها، والكارثة أنها متزوجة وزوجها موجود، فقد عرفت عن طريق الskybe عن طريق المحادثات، فقد وجدت حوارات غاية فى قمة الابتذال، وأقل ما توصف به أنها سيدة غير محترمة، وحاولت أن أواجه أخى بهدوء لأنه موضوع حساس بالنسبة لوالدينا لأنه صغير عنها، وهى تكبره بثلاثة أعوام وهذه مشكلة أخرى، فماذا تريد من شاب تريد أسرته أن يكون نفسه وأن يكمل حياته ويكون أسرة، وبالفعل حاولت أن أقول له ما عرفت بشكل لائق، وقد أنكر وقال إنها ليست هى وإنها امرأة أخرى، وقد صمت وحاولت بعدها أن أراقبه من بعيد عن طريق التصرفات والمكالمات الكثيرة جدا والرسائل على الموبايل عن طريق الفيبر والواتس آب، فهى تكلمه كثيراً جدا وتخرج معه هى وأطفالها، فهى لا تخاف شيئا، والمبرر أن زوجها أكبر منها بعشرين عاما، بينما وجدت فى أخى الشباب والحياة غير الشرعية، وقد حاولت أن آخذ رقم تليفونها وأن أحدثها، لكنى خفت من رد الفعل . أما “س.ع” فتقول: أصبحت مطلقة بكلمة أرسلها لى زوجى فى رسالة عن طريق الفيس، لقد تزوجته وعشت معه أكثر من عشر سنوات، وبيننا طفلان هما كل حياتى، لكن زوجى قرر التخلى عنا وأن يتركنى . وقد علمت أنه تزوج منذ ثلاث سنوات من أخرى، وهو ما علمته بعد ذلك من أمه التى كانت لا تحبنى، فقد اتهمتنى بأننى السبب فى تركه لنا، والسبب كله فى الفيس بوك الذى أفسد حياتنا، لأن زوجى تعرف إلى المرأة الأخرى عن طريقه، وأنا كنت عبيطة لأننى كنت أتركه يجلس عليه لساعات بحجة أنه يعمل شغل، لكنه كان يخوننى وكان يهتم بغيرى. لم تكن الخيانة طعنة فى صدر المرأة فقط، فقد كان للرجل منها نصيب كما يروى “ن.ن “خطيبتى تحب صديقى الذى أقل منى فى كل شىء، فقد وفرت لها كل احتياجات الحياة والحب أيضاً، فأنا أحبها جدا وهى كانت تبادلنى نفس المشاعر، بل كانت لا تخاف قبل أن أخطبها بالخروج معى أو الذهاب معى فى مكان خاص، لكننى اكتشفت عن طريق رسالة «فيبر» تلك العلاقة التى صدمتنى . وقد واجهتها ولم تنكر، فقد كانت بجحة بشكل كبير وقالت لى أنا الآن لا أحبك، فهو يحبنى وأنا أحبه، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أضربها وقد أصبتها إصابات بالغة وذهبنا إلى قسم الشرطة والمستشفى وعرف جميع أفراد الأسرة تفاصيل القصة . أما صديقى فقد هرب منها وقال لها إنك خائنة وأنا لا أثق فى واحدة سابت الراجل اللى حبها وخطبها وكانت هتبقى مراته، أما أبوها فقد تنازل عن المحضر بعد معرفة الأسباب . أنا كأم أخاف على أبنائى وأقوم بمراقبتهم. وعند التفتيش فى محادثات ابنتى علمت بعلاقتها بزوج خالتها الذى هو فى سن والدها، فجن جنونى وقمت بمواجهتها فى الحال وهى لم تنكر، وقد تحدثت إلى أختى وقالت إنها تشتكى منه مر الشكوى، فهو على علاقة بنساء كثيرة، لكن كيف وصلت بها الحال أن يقيم علاقة بابنتى التى هى بمثابة ابنته، وقد كان ذلك الموقف نهاية علاقتى بأختى ومنزلها تماماً وقمت بتغيير رقم تليفون ابنتى وغلق الفيس وإعطائها موبايلاً لا توجد به أيه تكنولوجيا حديثة، وقام والدها بعقابها وعدم ذهابها إلى الجامعة إلا وقت الامتحانات فقط، والذهاب معها لكى لا يستطيع أن يقابلها أو يستغل وجودها بمفردها.
نماذج إيجابية لكن الفيس بوك لم يكن عاملا سلبيا على طول الخط فقد كان وسيطا فى إتمام زيجات ناجحة. “ن.م “ تقول :تزوجت به عن طريق الفيس بوك وكنت لا أعرف أى شخص ولم أرتبط بأى أحد من قبل، فقد أتاح لى الفيس التعرف إلى أصدقاء وعن طريقهم بعضهم عرفت زوجى الذى تقدم لى، وكانت هذه العلاقة بمثابة هدية جميلة من السماء فهو شخص محترم وطيب القلب، فعلاقتى به امتدت بضعة شهور ثم اتفقنا أن نتقابل وبالفعل تم التلاقى وكان ارتباطا حقيقيا وليس هشا، فهذه المصادفة التى جمعتنا كانت أساساً لتكوين أسرتنا الآن، فقد أنجبت ابنتى وأنا سعيدة بهذا الشخص.
ولعلماء الدين رأى مهم نعرفه منهم تقول د. ملك زرار: المستشارة الشرعية والقانونية للأحوال الشخصية بالنقض والداعية الإسلامية، إن انتهاك الحرمات من أشد الجرائم التى نهى عنها الدين، فتداول الحياة الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعى وغيره، وما يحدث بين الزوجين، هى من الحرمات التى يندى لها الجبين ويبرأ الله ورسوله من كل الذين انتكهوا الحرمات، ويتبين فى حديث طويل أجمع عليه الفقهاء أن ما يفشى وما يجرى ما بين المرأة وزوجها كشيطان قابل امرأة على الطريق، وشدد الرسول أن من خطورة إفشاء الأسرار، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضى إلى امرأته، وتفضى إليه، ثم ينشر سرها» (رواه مسلم). والإسلام نهى عن إفشاء الأسرار الزوجية، فنبينا الكريم شبه الزوجين اللذين يتحدثان عن أسرار الفراش كمثل شيطان وشيطانة تلاقيا فى طريق ما، فجامعها بمرأى من الناس، فعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: «لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها»، فأرم القوم- يعنى سكتوا ولم يجيبوا- فقلت أى والله يا رسول الله، إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن قال: «فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقى شيطانة فغشيها والناس ينظرون» . كما حذرت د. ملك زرار من إفشاء الزوجين لأسرار الفراش أو حتى الأمور الحياتية الخاصة للزوجين، لأن هذا قد يسبب لهما المشاكل، فإطلاع طرف ثالث على بعض هذه الأسرار قد يمكنه من إساءة استخدامها فيما بعد للإيقاع بين الزوجين وإنهاء حياتهما، فلا يضمن أى من الزوجين أمانة من يحكى له. إذ إن ما نراه الآن من هذه الفوضى التى تؤدى إلى خراب البيوت وتنتهك فيها حرمات المجتمع المصرى تستلزم قدرا من الرقابة، رقابة الإنترنت لتكون هناك وسيلة لرفع الدعوى القانونية. وإذا كانت المرأة هى التى قامت بالانتهاك تطلق بلا حقوق، وإنما بلغ ما بلغ من انتهاكات تؤدى إلى زلزلة كيان الأسرة، فلا يجوز حتى لأقرب الأقربين، الأم أو الأخت أن يفشى أحد سرائر الحياة الزوجية أمامهم، فهذا لا يجوز لأنه يؤدى إلى تصدع الكيان الأسرى، ومن ثم يتصدع المجتمع المصرى أكثر إلى هذا التعدى السافر، وعلاقة الفتاة بأى شخص قد يقوم بالاتجار بهذه العلاقة أمام البعض والمجاهرة بالاطجاع علانية، فقد أساءوا استخدام التقدم التكنولوجى، ولابد أن يوضع قانون رادع لهذه الجرائم التى ليس لها نصوص فى القانون، كما يوجد فى القانون الفرنسى الذى احترم حقوق الأطراف فأين نحن من هذا؟ حيث إن الدستورين السابق والحالى يكفلان حقوق الإنسان فى حرمة حياتنا الخاصة. كما يرى د. عبد الفتاح عساكر، المفكر والكاتب الإسلامى، أن التجسس والمراقبة ليستا من الإسلام، لأن المرأة هى الأم والأخت والابنة والزوجة والإسلام يحرم علينا ويجرم إهانة المرأة، ولأن القرآن الكريم يقول: وعاشروهن بالمعروف، والعشرة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون قائمة على المودة والرحمة، وكل مجتمع لا يحترم النساء فهو مجتمع ظالم وعاصٍ لأمر الله، والعاصى لأمر الله فى ضلال مبين، والعاصى خالد فى جهنم، وهناك عبارات تقال عن المرأة تجرح حياءها فهى ليست من الإسلام، والعشرة تقوم على اكتمال الحياة، وليس من حق الرجل تجريح المراة وإهانتها. ويقول د. مبروك عطية ،الأستاذ بجامعة الأزهر: إن الأساس فى الزواج هو اليقين والسكن والبحث عن الأمان ويتحقق السكن بالرضا، ومن رضى زاده الله من فضله قال تعالى:”ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون”، فإن التقنيات الحديثة والتطور الذى حدث أرى أنه حدث ليحقق قيمة للبشرية وأن يستخدم بشكل صحى وسليم، ولكن ما يحدث نتيجة الفراغ الأسرى والفراغ الإنسانى الذى انتشر بين الناس هما سببا المشكلة الحقيقة، فقد نجد فى أسرة واحدة كل فرد له تليفونه الخاص واللاب توب الشخصى والجميع لا ينصت لأحد، فعندما يجلسون مع بعضهم فهم لا يتحدثون فى أشياء تجمعهم مثل الأسر فى الماضى، فقد كانت الألفة بينهم أكبر وتحقيق الونس بشكل أوسع، وكانت القلوب متآلفة والعقول واعية، فكانت الأسرة تجتمع كل يوم فى المساء ليتحدثوا عن أمور اليوم والحياة . كما نهى النبى -صلى الله عليه وسلم- المرأة المسلمة عن أن تصف لزوجها صديقة لها أو جارة كأنه يراها عارية، فلابد ألا تفعل ذلك، فليس فى هذا حسن نية، وإنما فيه كشف لعورة محرمة، وإثارة لا داعى إليها فينتج عن ذلك ما لا نريده، وقد تكون هى السبب فى حدوث المشكلة من البداية، وبعدها تصرخ وتقول ما الحل؟ والمشكلة الأكبر هى عندما تحدث بين الرجل والمرأة وأن يقوم أحد الطرفين بالتجسس والتفتيش من خلال استخدام تلك الأداة الشيطانية التى أساءوا استخدامها، والزواج فى الأصل مودة ورحمة وسكن، فمن شروطه: وأخذنا منكم ميثاقا غليظا، فالرجل لا يجد فى المنزل الاحتواء والمرأة بالعكس فالعلاقات الحميمة بين الناس لا نجدها، فالعلاقات انتشرت بالخارج، فللأسف الشديد ما يسمى ب facbook كان يستخدم على اللاب توب فقط فى الماضى، الآن أصبح فى اليد، فلابد أن يخاف الرجل على امرأته وأن يحصنها من الفتنة وأن يعفها، ولكن الآن نرى التليفونات عليها هذه الوسائل، وهذا قام بتوسيع دائرة المعرفة من خلال الشات والتحدث بشكل كبير وغير منضبط، فلابد من وجود توعية لمثل مجتمعاتنا من خلال المدارس والبرامج، والأسرة فى الأساس لأننا لا نحسن استخدام أى شىء حديث، بعكس الخارج فهم يعرفون ما الهدف منها، فالآن لا يحدث هذا، فيقتصر الحديث بين الأبناء والآباء على الطلبات وتوفير المال فقط ، وهذا نتج لغياب الدور الحقيقى للأم وتدعيم دور الأب بشكل فاعل فى حياتهم، لكن هذه الطريقة والتوجيه الخاطئ جعل الجميع فى انطواء وانفراد بذاته. ولا ننسى رأى علماء النفس والاجتماع فى تلك الحالات: حيث يقول د.رشاد عبد اللطيف، أستاذ علم الاجتماع إن وسائل التكنولوجيا كما لها محاذير لها مميزات من خلال الاطمنئان على الأبناء أو إجراء اتصالات وعلاقات بما هم فى الخارج، فقد أوصلت بين الناس وبعضهم البعض، لكن يوجد جزء سلبى، وهو فى الاستخدام الخاطئ والتجسس، فهذا أسلوب غير أخلاقى، وبالتالى يسبب المشاكل فى المجتمع والفرقة بين البعض، والعلاقة بين الزوجين كلما كان يوجد كثير من الثقة بينهما، أدى إلى الاستقرار الأسرى، فأسلوب التجسس يعتبر أمر غير محبوب ويسبب الطلاق والانفصال والتفكك الأسرى الذى انتشر كظاهرة لافتة للنظر الآن بشكل أكبر بين الشباب صغار السن وانتشار الطلاق فى وقت زواج قصير جدا، وكل هذا بسبب عدم الثقة والوعى والتفاهم بينهم، فالجميع يريد من الطرف الآخر التملك فى العلاقة وليس العشرة الطيبة التى أساسها المودة والحب التى هى البناء والعماد للأسرة المصرية، ولو اتفقوا مع بعض من البداية على المصارحة والمكاشفة من البداية أن يروا تلك الرسائل بدون خوف وبدون انتهاك للخصوصية، فهذا يؤدى إلى أن تظل العلاقة فى بر الأمان بعض لأن الصراحة وعدم التخوين مطلوب، وعملية المنع هذا مستحيلة ولو كانت الزوجة على درجة من التعليم أكبر من الزوج وفى عمل أعلى منه، فسوف تضرب بكل شىء بعرض الحائط ولا يقدر أن يمنعها أحد، فإن المحمول أدى إلى تفسخ العلاقات فى بعض الحالات، هذا بسبب سوء استخدامه، فانتشرت المشاكل نتيجة وضع بعض الأشخاص لصور غير لائقة، وهذا نتج عنه فضائح لدى البعض ، والحلول التى نريد أن نضعها هى حلول تبدأ من داخل الأسرة وإرشاد الآباء للأبناء عن طرق الاستخدام الصحيحة، فعندما يأتون بجهاز حاسب إلى داخل المنزل لابد أن يوضع فى مكان ظاهر للجميع ولا ينفرد به الشخص فى حجرته، والأهم هو أن يتحدث الزوج والزوجة أمام بعضهما بدون توار لعدم جعل الفضول وإثارة الشكوك بداخله. وترى د. سامية الساعاتى، أستاذة علم الاجتماع جامعة جامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة، للأسف الشديد تأتى وسائل التكنولوجيا فى مجتمعاتنا بالضرر الكبير نتيجة سوء الاستخدام، فجميع وسائط التواصل الاجتماعى وسائل جميلة ومهمة فى التعامل لتقارب الأشخاص الذين ابتعدوا عنا، لكن نجد البعض يتعامل معها بشكل عشوائى والفتيات والشباب يراسلون بعضهم البعض بصور ومقاطع مصورة بالصوت والصورة وعدم وضع أى حدود لديهم وتظهر بعدها المشاكل، ومن أكبر المشاكل انتهاك الحياة الزوجية من أحد الطرفين وفعل خيانة عن طريق الإنترنت أو حتى الزواج بشخص آخر لا يعلم عنه شىء، وأرى أن أساس المشكلة هو الأسرة وعدم وجود الرقابة والمتابعة للأبناء وتركهم لهذه الوسائل التى تؤدى بهم فى كثير من الأحيان إلى الانحراف والإدمان والتعرض لعلاقات غير مشروعة، فالأسرة والتربية والتعليم والحصانة الدينية هى الضوابط الأساسية لكل هذه الأمور. ويعتبر د. يسرى عبد المحسن، أستاذ الطب النفسى جامعة القاهرة أن ظاهرة استخدام الإنترنت والأجهزة نوع من الموضة تنتشر بالعدوى، وهذه العدوى بالتقليد، وأصبحت سمة من سمات المجتمع وبالأخص المجتمع الشرقى، وللأسف هذا على حساب التواصل الإنسانى المباشر والآن لا يوجد تجاور أو اختلاط اجتماعى أو حراك به مواجهة مباشرة وقد زادت الآن الحالة للانطواء والسلبية فالعواقب سيئة جدا لانتشارها بهذه الصورة، لأن التعامل مع الذات من خلال شاشة الموبايل مع شخص عبر الشاشة يقلل فرصة المودة والرحمة والشعور بالإنسانية والتواصل وهذا يولد نوعا من الجفاء وعدم الإحساس بضرورة الاندماج فى الحياة، فأنا لا أرى شخصا الآن يمشى بدون موبايل وهذا فى منتهى الخطورة وأصبح على حساب ممارسة الحياة الآمنة أو على حساب أنشطة رياضية وأنشطة تساعد على الألفة. فنتج عن ذلك التلصص والتجسس على الآخرين أو انتهاك خصوصيات الآخرين، وهذا امتهان لكرامة الإنسان وبقيت المسألة مكشوفة للجميع، وهذا على حساب الشعور بالخصوصية، فليس كل ما هو خاص يعلن، ولأن الكل يعلن عن أخباره، فهناك من يستهويه فكرة التجسس عليه ويستغل الوقيعة بين الناس بعضهم البعض، فالمجتمع الأوروبى والأمريكى المخترعان لهذه الأشياء لم ينكبا بنفس الدرجة والقوة مثل المجتمع الشرقى، بل تعاملا بمنتهى الحكمة والرؤية الصائبة واستفادا من الإيجابيات وتركا السلبيات، فمن النادر أن نرى شخصاً يعبر إشارة وممسكاً بالموبايل مثلما فى مصر، نحن فى احتياج ضرورى للتوعية من المدرسة والجامعة والإعلام والأسرة وحدوث حالة من التوعية الشاملة.