التطورات المؤسفة التى شهدتها مصر الجمعة الماضية، صبت فى خانة الأعداء، وكانت خدمة مجانية سخية جدا لهذا العدو، أتحدث صراحة عن أحداث العباسية، ومحاولات المهووسين و المغيبين عقليا، بل والمعتوهين «سياسيا» اقتحام مبنى وزارة الدفاع، وهو حدث أو حادث ربما لم تتعرض له هذه الوزارة طيلة تاريخها من أبناء الوطن. إسرائيل اليوم فى عيد، لقد فعل «المصريون» بجيشهم ما لم تستطع تل أبيب فعله أو حتى تصوره، التزامن مع محاولات المهووسين مهاجمة وزارة الدفاع، قام الجيش الإسرائيلى بنشر آليات عسكرية كبيرة ومنصات صواريخ - وفق مصادر أمنية - ومدافع، بالإضافة إلى تمركز مروحيات كثيرة على الجانب الإسرائيلى من الحدود، علاوة على تكثيف دوريات جنود، مما أدى لقلق سكان المناطق الحدودية بسيناء، هذه التحركات تبررها إسرائيل بالمخاوف من التهديدات المتزايدة فى ظل ما تشهده سيناء من انفلات أمنى وعمليات تهريب متزايدة عبر الحدود المصرية - الإسرائيلية. الجانب المصرى بالطبع يتابع ويراقب بدقة ما يحدث على حدوده الشمالية للتأكد من عدم إقدام الجانب الآخر على أية عمليات اختراق للحدود. بالطبع قامت إسرائيل خلال الأيام الماضية باستدعاء 22 كتيبة على الأقل من الاحتياط للمشاركة فى مهام عسكرية تستمر لمدة 25 يوما، وذلك لنشرها على الحدود الشمالية والجنوبية، لتردى الأوضاع الأمنية فى صر وسوريا، وتزايد المخاوف لدى تل أبيب من تأثرها بهذه الأوضاع. الخطير فى الأمر ، وفق صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تخشى من أن تتحول شبه جزيرة سيناء إلى مرتع للإرهاب من قبل حركتى الجهاد وحماس مع تزايد تهريب السلاح - وفق الصحفية -من سيناء إلى غزة بعد ثورة 25 يناير. حضور إسرائيل دخلوا فى معركة مزايدات طلابية ضد مصر، فرئيسة حزب كاديما تسيبى ليفنى، زعمت بأن «حدود إسرائيل مع مصر لم تعد حدود سلام، وعلينا أن نغير مفهومنا ونظرتنا تجاه هذه الحدود». التفكير الجدى لدى تل أبيب الآن إذا استمرت حالة التدهور الأمنى الحالية فى سيناء مع انشغال قيادات القوات المسلحة بما يدور من سخافات حول وزارة الدفاع ، هو عمل منطقة عازلة على الحدود، أى تقوم إسرائيل بفرض طوق أمنى داخل سيناء بعمق عدة كيلومترات، وكانت تل أبيب قد نبهت على كل سياحها بالانسحاب من سيناء خلال الأيام الماضية وعودتهم فورا إلى إسرائيل خوفا على حياتهم. هل يدرك المحرضون على الزحف إلى وزارة الدفاع أن حقيقة وأبعاد ما يفعلونه؟ هى إذن - كما قلت - خدمة مجانية لعدو يتململ ويرقد على الجمر متحفزاً للانقضاض على ما يعتبره مصدر التهديد الأكبر - وهى مصر. نثق فى جيشها وفى قدرته على التصدى لمثل هذه المؤامرات والمخططات الدنيئة، لكن على المصريين الذين وضعوا أنفسهم فى خدمة مصالح العدو أن يفيقوا.. وإلا فليدفعوا وحدهم الثمن كاملا.