فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 25 يوليو 2025    سعر المانجو والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    ما هي عقوبة مزاولة نشاط تمويل المشروعات الصغيرة بدون ترخيص؟.. القانون يجيب    وكيل النواب السابق: المستأجر الأصلي خط أحمر.. وقانون الإيجار القديم لم ينصف المواطن    بلومبرج: وزراء بريطانيون يضغطون على ستارمر لتسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية    أسامة كمال: ضحينا بثرواتنا و100 ألف شهيد.. ومن تخلوا عن القضية الفلسطينية يدَعون البطولة    داليا عبدالرحيم تنعى أسامة رسلان متحدث «الأوقاف» في وفاة نجل شقيقته    الخارجية الأمريكية توافق على مبيعات عسكرية لمصر ب4.67 مليار دولار (محدث)    طارق فهمي: أكثر من 32 حركة احتجاج في تل أبيب ترفض الواقع الإسرائيلي    ماذا قال مندوب مصر بالأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط؟    «كان سهل منمشهوش».. تعليق مثير من خالد بيبو بشأن تصرف الأهلي مع وسام أبو علي    «العمر مجرد رقم».. نجم الزمالك السابق يوجه رسالة ل عبد الله السعيد    مبارتان وديتان للزمالك عقب نهاية معسكر العاصمة الإدارية    في ختام معسكر الإسكندرية.. مودرن سبورت يتعادل وديًا مع زد بدون أهداف    سام مرسي يودع إيبسويتش تاون برسالة مؤثرة    جريمة قتل في مصرف زراعي.. تفاصيل نهاية سائق دمياط وشهود عيان: الجاني خلص عليه وقالنا رميته في البحر    اللينك المعتمد لنتيجة الثانوية الأزهرية 2025 برقم الجلوس فور تفعيله على البوابة الرسمية    ادى لوفاة طفل وإصابة 4 آخرين.. النيابة تتسلم نتيجة تحليل المخدرات للمتهمة في واقعة «جيت سكي» الساحل الشمالي    "كنت فرحان ب94%".. صدمة طالب بالفيوم بعد اختفاء درجاته في يوم واحد    نقلة نوعية في الأداء الأمني.. حركة تنقلات وترقيات الشرطة وزارة الداخلية 2025    إصابة 6 أفراد في مشاجرتين بالعريش والشيخ زويد    الداخلية تكشف ملابسات ظهور شخص بحالة عدم اتزان بسبب المخدرات بالقليوبية    بدأت بفحوصات بسيطة وتطورت ل«الموضوع محتاج صبر».. ملامح من أزمة أنغام الصحية    إليسا تشعل أجواء جدة ب«أجمل إحساس» و«عايشة حالة حب» (صور)    «ربنا يراضيه».. فيديو لرجل مرور يساعد المارة ويبتسم للسائقين يثير تفاعلا    الثقافة المصرية تضيء مسارح جرش.. ووزير الثقافة يشيد بروح سيناء (صور)    وصلة بين جيلين.. حمدي أبو العلا ومصطفى إبراهيم في ندوة المهرجان القومي للمسرح    «دعاء يوم الجمعة» للرزق وتفريج الهم وتيسير الحال.. كلمات تشرح القلب وتريح البال    دعاء يوم الجمعة.. كلمات مستجابة تفتح لك أبواب الرحمة    لتخفيف حرقان البول في الصيف.. 6 مشروبات طبيعية لتحسين صحة المثانة    برعاية رئيس مجلس الوزراء |حوار مع الشباب بالحقائق والأرقام    حقيقة رسوب 71% من طلال أولى طب بقنا و80% بأسنان في جامعة جنوب الوادي    أخبار كفر الشيخ اليوم.. مدرس يهدي طالبتين من أوائل الجمهورية بالثانوية سبيكة ذهبية عيار 24    «500 ألف كيس طحين».. حاجة ملحة لسكان غزة أسبوعيًا في ظل عدم انكسار المجاعة    بوفون ينتصر في معركته مع باريس سان جيرمان    وزير الطيران المدني يشارك في فعاليات مؤتمر "CIAT 2025" بكوريا الجنوبية    أسباب تأخر إعلان الحد الأدنى للمرحلة الأولى لتنسيق الجامعات 2025    دار الإفتاء: السبت غرة شهر صفر لعام 1447 هجريًّا    إعلام عبري: إصابة 8 جنود إسرائيليين بجروح خطيرة في قطاع غزة    انطلاق مؤتمر جماهيري حاشد بقنا لدعم مرشحة الجبهة الوطنية وفاء رشاد في انتخابات الشيوخ    الصيادلة: سحب جميع حقن RH المغشوشة من الأسواق والمتوافر حاليا سليم وآمن بنسبة 100%    تطورات صفقة انتقال حامد حمدان للزمالك .. سر وعد جون إدوارد للاعب الفلسطيني (خاص)    جمال الكشكى: دعوة الوطنية للانتخابات تعكس استقرار الدولة وجدية مؤسساتها    خالد الجندي: مساعدة الناس عبادة.. والدنيا ثمَن للآخرة    هل يحاسب الإنسان على المحتوى المنشور على السوشيال ميديا؟ أمين الفتوى يجيب    "تناغم بين البرتقالي والأبيض".. منة فضالي بإطلالة صيفية جريئة على اليخت    منة عرفة تتألق بعدة إطلالات جريئة في المالديف    "الصحة" تتخذ خطوات للحد من التكدس في المستشفيات    جولة مفاجئة لوكيل صحة المنوفية.. ماذا وجد فى مستشفى حميات أشمون؟    جلسة خاصة لفيريرا مع لاعبي الزمالك قبل المران    شعبة الدواجن تتوقع ارتفاع الأسعار بسبب تخارج صغار المنتجين    جامعة الإسكندرية تبحث التعاون مع التأمين الصحي الشامل لتقديم خدمات طبية متكاملة    غدًا.. "شردي" ضيفًا على معرض بورسعيد الثامن للكتاب    أمين الفتوى: لا يجوز التصرف في اللقطة المحرّمة.. وتسليمها للجهات المختصة واجب شرعي    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال النصف الأول من 2025    وزير الأوقاف: فيديوهات وبوسترات لأئمة المساجد والواعظات لمواجهة الشائعات والأفكار غير السوية بالمجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موشيه يعلون وزير الدفاع الصهيونى يؤكد أن تنظيم داعش لا يشكل خطرا على مصالحنا.. دلالات العلاقة بين الكيان الصهيونى و«أنصار بيت المقدس»
نشر في الأهرام العربي يوم 11 - 05 - 2015


هشام السروجى
عندما دشنت مجموعة من المتطرفين ما سُمى بتنظيم «أنصار بيت المقدس»، كانت رمزية المسمى توضح الهدف من التدشين، وهو محاربة الكيان الصهيونى وتحرير القدس، إلا أن الواقع على الأرض أثبت غياب القضية عن أجندة التنظيم الحركية، واتجهت عملياته صوب الداخل المصرى، وقد بنى عدد من الخبراء تحليلاتهم التى تشير بأصابع الاتهام إلى تورط الكيان الصهيونى فى وقوفه خلف التنظيم ودعمه لوجستياً، وإلى أن صناعة بؤرة توتر أمنى فى شبه جزيرة سيناء، تصب فى مصلحة الكيان الصهيونى، وقد كانت بذرة التطرف موجودة فى شبه جزيرة سيناء، والتى تمثلت فى بقايا تنظيم التوحيد والجهاد التابع لتنظيم القاعدة، إضافة لمجموعة هاربين من غزة يعتنقون الفكر السلفى الجهادى، تجمعوا فى شمال ووسط سيناء، تلك الجماعات التى أنتج معتقدها السلفى الجهادى، ما سُمى حينها مجلس شورى المجاهدين (أكناف بيت المقدس) قبل أن تنشق مجموعة – هى محور البحث – مكونة جماعة أنصار بيت المقدس، لتمر بعدد من التحولات الفكرية والسياسية والإستراتيجية، حتى تستقر على مبايعة تنظيم الدولة المعروف اختصاراً ب (داعش).
وقد ساعد الغياب الأمنى الذى شهدته الساحة المصرية عامة وسيناء خاصة منذ يناير 2011 وما تبعها من تقلبات سياسية، فى نمو الجماعات السرية على اختلاف تنوعها وانتماءاتها وأهدافها، ما أتاح الفرصة لعدد من القوى الدولية والإقليمية، للتحكم فى تلك الجماعات بما يخدم مصالحها، من خلال أجهزة استخباراتها، وقد تزامت هذه المساعى مع تصاعد التيار المتأسلم الأكثر تطرفاً فى العصر الحديث، والمعروف بتنظيم الدولة "داعش"، لتضاف العشرات من علامات الاستفهام عن العلاقة بين صعود هذا التنظيم ومصالح الكيان الصهيونى فى المنطقة؟
ولعل إنكار ممارسة العمل السرى، على الأراضى المصرية خصوصا شبه جزيرة سيناء، هو إنكار للواقع الذى نعيشه لحظة بلحظة، فمن المتعارف عليه فى العمل الاستخبارى، أن حالات الفوضى هى الأنسب لصنع أدوات تتحكم فيها أجهزة إستخباراتية أجنبية أو تنظيمات إقليمية، ومن ثم تحريكها عن بُعد لخدمة مصالحها السياسية والإستراتيجية.
وانطلاقاً من أهمية شبه جزيرة سيناء، وما تمثله من عمق إستراتيجى للكيان الصهيونى، كان لزاماً عليه أن تمتد أيادى أجهزته الأمنية إلى سيناء، محاولاً صنع أدوات يتحكم فيها، مباشرة أو من وراء ستار لتحقيق أهداف تخدم تطلعاته الإستراتيجية.
دلالات وقرائن
هناك العديد من المعطيات التى تشير إلى نتيجة واحدة، مفادها أن تنظيم "الدولة" وكل من يواليه بالبيعة، ترتبط ممارساته بالمصالح الصهيونية فى المنطقة، وقد عززت الشواهد على أرض الواقع تلك النتيجة، بداية من المستشفيات الميدانية التى أقامها الكيان على الحدود السورية بمنطقة الجولان، لاستقبال الجرحى من صفوف عناصر جبهة النصرة وتنظيم الدولة، مروراً بموقف التنظيم السلبى تجاه محاربة الكيان الصهيونى وتوجيه بنادقه لتحرير القدس، الذى تلقته قيادات الكيان بأريحية كبيرة، وبكلمات مقتضبة عبر وزير دفاعه موشيه يعلون بأن " تنظيم داعش يعمل بعيداً ولا يشكل خطراً على مصالحنا"، فى حين اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين، أن تهديد داعش كمنظمة جهاد عالمية لإسرائيل لا يختلف جوهرياً عن تهديد تنظيم القاعدة الذى تتعايش إسرائيل معه منذ ما يربو على عشر سنوات. وأضاف أنه " فى حال قيام داعش بنقل نشاطه من العراق إلى إسرائيل، فإنه سيقع فريسة للاستخبارات الإسرائيلية وطائرات سلاح الجو والسلاح الدقيق المتطور الذى بحوزة القوات البرية الإسرائيلية" .
العمليات والأمن الصهيونى
بمتابعة نشاط التنظيمات المتطرفة فى سيناء منذ 2011 ضد الكيان الصهيونى، نستطيع معرفة أن وتيرة العمليات توقفت نهائياً بعد فرض سيطرة تنظيم أنصار بيت المقدس على الساحة السيناوية فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى وحتى وقتنا هذا، وكما ذكرنا سلفاً أن آخر العمليات المؤثرة ضد الكيان الصهيوني، كانت استهداف ميناء إيلات فى فترة ما قبل سطوع نجم التنظيم، وفى البيان الصادر عن التنظيم فى الحادى عشر من مارس "آذار" 2015 والذى ذكر قيام التنظيم بقصف أم الرشراش "إيلات" بصواريخ جراد، حسبما نشره التنظيم فى المواقع التابعة له، وتناقلتها وسائل الإعلام، كما أكدت مصادر قبلية قريبة جغرافياً من المناطق المتاخمة للشريط الحدودى، سماع إطلاق نيران كثيفة مصدرها من الأراضى المحتلة، وفى المقابل لم يُعلن الكيان عن سقوط أية صواريخ أو تعرضه لهجوم يذكر فى هذا الوقت، وأشارت وسائل إعلامه إلى أن أصوات الأسلحة كانت عبارة عن تدريبات دورية للقوات الموجودة بالقرب من الحدود، فيما يشير إلى أن التنظيم يحاول من خلال بث أخبار كاذبة عن استهدافه الكيان، حفظ ماء الوجه ونفى ما يثار عن تنسيقه مع الأجهزة الأمنية الصهيونية، بعد أن لاحظ المواطن العادى قبل المتخصصين حالة الأمن التى يعيشها الكيان الصهيونى المتزامن مع امتلاك التنظيم كل أدوات القدرة على القيام بعمليات ضده أكثر من أى وقت سبق.
التصفية والسيطرة
كما قلنا شاركت مجموعة من ذوى الخبرة القتالية السابقة فى صفوف جماعة التوحيد والجهاد، فى تأسيس تنظيم أنصار بيت المقدس، أشهرهم إبراهيم عويضة ومحمد فريج زيادة ومحمد حسين"أبو منير"، هؤلاء كان دافعهم فى الانضمام، حالة الزخم النفسى التى واكبت إعلان أبو بكر البغدادى، عن قيام الدولة الإسلامية، داعياً كل الفرق الجهادية والتكفيرية الانضمام لدولة الخلافة، إلا أن أصحاب خطوة الانفصال عن مجلس شورى المجاهدين"أكناف بيت المقدس" كان لهم هدف آخر يختلف عن عناصر التوحيد والجهاد، وهو ما وضح فى الشهور الأولى من إعلان تنظيم الأنصار عن وجوده على الأرض، حيث كان قبول التنظيم لهؤلاء بين صفوفه، هو السيطرة على كل التنظيمات الموجودة فى سيناء، وتفريغها من كل القيادات، حتى تضعف شوكتها أو تنضم إليه، وقد نجح فى هذا المسعى، تبعتها خطوة أخرى وهو التخلص من هؤلاء بين صفوفه لما لهم من قدرة قيادية عالية وتاريخ جهادى معروف بين شباب التنظيم، الأمر الذى يفرضهم كقيادات طبيعية.
هنا بدأت حالات القتل الغامضة والاغتيالات المباشرة، خصوصا لكل الذين شاركوا فى العملية التى استهدفت منطقة أم الرشراش "إيلات" ولم ينج منهم فى النهاية إلا "شادى المنيعى".
ونذكر هنا ثلاثة أسماء تمت تصفيتهم فى وقائع تؤكد ضلوع التنظيم فى تصفية تلك القيادات. وجميعهم شاركوا فى عملية استهداف وقصف ميناء "أم الرشراش".
إبراهيم عويضة : برغم إعلان التنظيم الثأر لمقتله تبقى نقطة مهمة مثار تساؤل، حيث كان التنظيم مسيطراً على منطقة الشريط الحدودى فى الشيخ زويد ورفح حينها، فإن اعترافات من قتلوا بتهمة تسهيل اغتياله، أكدت دخول عناصر من جهاز الموساد الصهيونى مرتين، الأولى لاستطلاع الطريق الذى يسير منه، والثانية لزرع لغم أرضى متطور، يتصل بشريحة إلكترونية مثبتة فى دراجته البخارية، ينفجر اللغم بمرور الدراجة بالقرب منه، وهو الأمر الذى لا يزال محل تساؤل الدوائر المقربة من التنظيم، عن كيفية دخول عناصر الموساد من منطقة يوجد فيها التنظيم بكثافة دون أى اعتراض.
حسين التيهي: تم قتله عن طريق طائرة بدون طيار، ووجه عدد من أقاربه تهمة التخطيط لمقتله ل"شادى المنيعى" مع الموساد الصهيونى، خصوصا أن خلافا كبيرا دار بينهما بعد أن رفض التيهى استهداف القوات المصرية، بعدها بفترة قليلة اصطحبه المنيعى لمنطقة مكشوفة بالنسبة للشريط الحدودى، على أن يقوموا بقصف المستعمرات الصهيونية، وبمجرد الوصول للمنطقة وبصحبتهم 4 عناصر أخرى، قصفتهم طائرة بدون طيار وينجو المنيعى وحده.
محمد فريج زيادة: فى مارس 2014 خرج التنظيم ببيان ينعيه، مشيراً إلى مقتله عن طريق انفجار قنبلة "ضوئية" كان يحملها عن طريق الخطأ، كما أكدت الجهات الأمنية فى بيان رسمى مقتله فى حادث سير، إلا أن مقربين من التنظيم وشهود عيان، أكدوا مقتله على أيدى مسلحين مجهولين أثناء استقلاله سيارته.
أبو مريم وأبو شريفة، قتل كل من موسى أبو فريج المكنى ب «أبو شريفة» وأخيه فايز أبو رفيج المكنى ب «أبو مريم» عضوا التنظيم فى 10 يناير 2014، أثناء خروجها من قرية المهدية بعد إجتماع للتنظيم، أثير خلاله اتهامات متبادلة بين المذكورين وقيادات التنظيم بالتعاون من أجهزة الاستخبارات الصهيونية.
الأفارقة
يعتبر ملف تهريب الأفارقة إلى الأراضى المحتلة، من أخطر أوجه الدعم الصهيونى، كما يمثل أهم الدلالات على التعاون بين التنظيم والكيان الصهيونى، فأغلب قيادات التنظيم لهم خلفية عمل فى تهريب الأفارقة للداخل الصهيونى، وبالتالى تربطهم علاقات مع بعض الشخصيات المحسوبة على أجهزة الكيان الاستخبارتية، وهو الأمر الذى أكده اليهودى الإثيوبى "عامرام إمباى" الذى احترف تهريب اليهود الإثيوبيين للكيان، وهو ما اعتبره واجباً قومياً يخدم وجود "إسرائيل" فى منطقة الشرق الأوسط، ولا يقف الأمر عند ذلك الحد، حيث استخدموا هؤلاء الأفارقة كعناصر مسلحة ضمن التنظيم، وقد ألقى القبض على عدد منهم ضمن التنظيم، كما وفر تهريب الأفارقة مصدر تمويلاً ضخماً للتنظيم، وفى لقاء خاص مع إريترى كان يوجد فى مدينة الشيخ زويد استعداداً للتسلل إلى الأراضى المحتلة، أكد أن أصدقاء له نججوا فى التسلل منذ خمس سنوات، وقد استقبلتهم مخيمات اللاجئين بعد أن تم تسليمهم من قبل المهربين لرجال يتبعون الحكومة الصهيونية، فى نقطة التقاء حدودية، مشدداً على أن الدخول غير الشرعى يتم تحت سمع وبصر الأجهزة الصهيونية، من هنا تتوافر لدينا رؤية مكتملة عن العلاقة بين قيادات التنظيم من مهربى الأفارقة وبين الكيان، وأن هناك سابقة تعامل بينهما من شأنها أن تكون همزة وصل فيما استجد من نشاطهم الإرهابى.
الدعم اللوجستى
تخضع شبه جزيرة سيناء لمراقبة دقيقة على مدار اللحظة من الأجهزة الأمنية الصهيونية، وقد رصدت أجهزة المراقبة من قبل حادث تفجير الأتوبيس السياحى الذى كان يقل سائحين كوريين بالقرب من منفذ طابا، وعرضت القناة الثانية العبرية لقطات فيديو للحظة التفحير، وفى واقعة أخرى نجحت الأجهزة الصهيونية فى رصد وتسجيل مكالمة هاتفية لأحد قيادات التيار الإسلامى، وأحد المسئولين عن خطف سبعة جنود مصريين، التى أذاعها التليفزيون الإسرائيلى مساء الاثنين 20 مايو 2013، وأكدت مصادر بشركة كهرباء شمال سيناء، أن العاملين بها يستخدمون أجهزة لاسلكية فى التواصل بينهم، وكانت الأجهزة تلتقط إشارات عبرية على مدار شهور وصل إلى حيز مدينة العريش.
تقوم الوحدة 8200 ويشار إليها أحيانا باسم وحده" SIGINT "، وهى المسئولة عن التجسس الإلكتروني وقيادة الحرب الإلكترونية فى جيش الاحتلال، بمراقبة ورصد كل الإشارات اللاسلكية ومنها شبكات الهواتف المحمولة والثرايا فى شمال سيناء، ومع غياب وضعف تغطية شبكات المحمول المصرية اضطر سكان الشريط الحدودى لاستخدام شرائح اتصال "أورانج وسيليكوم" العبرية، والتى مثلت فيما بعد أحد أوجه الدعم اللوجستى للتنظيم، حيث يستخدمون تلك الشبكات فى التواصل بينهما، وهو ما أكدته وزارة الداخلية المصرية، وهو الأمر الذى يسمح لأجهزة الكيان الأمنية متابعة تحركات وخطط التنظيم، وفى المقابل نجد العناصر الإرهابية تستخدم تلك الشبكات بأريحية كاملة لا تخشى معها المتابعة والرصد، فى الوقت الذى ضبطت فيه أجهزة الأمن المصرية أجهزة لاسلكى عبرية من نوع "المخشير"مع عناصر التنظيم تستخدمها فى اختراق إشارات الأجهزة الأمنية المصرية، ومعرفة تحركاتها، ويؤكد مقربين من التنظيم أن تلك الأجهزة تستخدم محطات استقبال وإرسال متواجدة بالقرب من الشريط الحدودى للأراضى المحتلة.
لعنة قيود كامب ديفيد
فرضت اتفاقية "كامب ديفيد" قيود إستراتيجية على منطقة الشريط الحدودى والمعروفة طبقاً لبنود الاتفاقية بالمنطقة "ج"، والتى ينشط فيها تنظيم أنصار بيت المقدس بقوة، وحسب بنودها يتم تحرك القوات المصرية فيها بالتنسيق مع قيادة الكيان الصهيونى المسبق، خصوصا التحركات الجوية التى تقوم بها المروحيات المقاتلة المصرية، وقد وفرت تلك القيود غطاء إستراتيجيا للتنظيم يمكنه التحرك فيها بقدر كبير من الحرية لوقت طويل، وقد اتحذ التنظيم منها ملاذا آمنا أثناء حملات التمشيط العسكرية، كما لوحظ أن عناصر التنظيم تبدأ فى الفرار والاختباء من الحملات قبل أن تنطلق الحملات، وتلازمت تلك الملاحظة مع بداية ملاحقات العناصر الإرهابية منذ بدايات عام 2012 ، وفى الآونة الأخيرة ومع تضييق الخناق على التنظيم، وأكدت مصادر قريبة منه أن العناصر القيادية دائماً ما تفر فى اتجاه المنطقة الحدودية القريبة من وسط سيناء، فى نقاط مكشوفة جيداً بالنسبة للقوات التابعة لجيش الاحتلال، وأن أغلب الهجمات التى تستهدف القوات المصرية، تكون نقطة انطلاقها من قرى حدودية تقع على التماس مع حدود الأراضى المحتلة.
مصالح ومكاسب
على مدار فترة المواجهات بين القوات المسلحة المصرية وتنظيم أنصار بيت المقدس، كان الدعم اللوجستى للتنظيم من أهم العوامل الداعمة له فى نشاطاته وتحركاته، وقد وجهت الاتهامات للعديد من الجهات والقوى الداخلية والخارجية، لكن يبقى المستفيد الأكبر من حالة التوتر والاضطراب الأمنى هو الكيان الصهيونى، ولعل أكبر المكاسب التى يسعى لها، هو تحويل منطقة شبه جزيرة سيناء لبؤرة توتر مستمرة، لما لها من مردود سلبى على صناعة السياحة، وكذلك تقويض كل محاولات التنمية فى شمال سيناء، وعلى الجانب الإستراتيجى تمثل بؤر الإرهاب فى سيناء، دوامة استنزاف للقوات المسلحة المصرية، والزج بها فى حروب عصابات من شأنها إرهاق أى جيش نظامى، وعلى البُعد الاجتماعى تجد أن الكيان الصهيونى يسعى لإحداث فجوة نفسية واجتماعية بين القبائل فى شبه جزيرة سيناء وبين الدولة عامة والقوات المسلحة خاصة، فالكيان يدرك أن القبائل تمثل حائط الصد البشرى أمام أى طموحات توسعية، وخبرته السابقة فترة احتلال سيناء، جعلته يضعها فى أولويات أهدافه الإستراتيجية، الواجب شقها عن المجتمع المصرى وإدخالها فى عزلة طويلة المدى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.